٤٧ قوله تعالى: {قَالَتْ رَبّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى وَلَدٌ} في علة قولها، هذا قولان. احدهما: أنها قالت هذا تعجبا واستفهاما لا شكا وإنكارا على ما أشرنا إليه في قصة زكريا وعلى هذا الجمهور، والثاني: أن الذي خاطبها كان جبريل، وكانت تظنه آدميا يريد بها سوءا ولهذا قالت: {أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} مريم: ١٨. فلما بشرها لم تتيقن صحة قوله لأنها لم تعلم أنه ملك، فلذلك قالت: {أَنَّىٰ يَكُونُ لِى وَلَدٌ} قاله ابن الأنباري. قوله تعالى: {وَلَمْ يَمْسَسْنِى} أي: ولم يقربني زوج، والمس: الجماع، قاله ابن فارس. وسمي البشر: بشرا، لظهورهم، والبشرة: ظاهر جلد الإنسان، وأبشرت الارض: أخرجت نباتها، وبشرت الأديم: إذا قشرت وجهه، وتباشير الصبح: اوائله. قال: يعني جبريل: {كَذٰلِكَ ٱللّه يَخْلُقُ مَا يَشَاء} أي: بسبب، وبغير سبب. وباقي الآية مفسر في البقرة. |
﴿ ٤٧ ﴾