٩٠ قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَـٰنِهِمْ} اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال. احدها: أنها نزلت فيمن لم يتب من أصحاب الحارث بن سويد، فانهم قالوا: نقيم بمكة ونتربص بمحمد ريب المنون، قاله ابن عباس، و مقاتل. والثاني: أنها نزلت في اليهود كفروا بعيسى والانجيل، ثم ازدادوا كفرا بمحمد والقرآن، قاله الحسن، وقتادة، وعطاء الخراساني. والثالث: أنها نزلت في اليهود والنصارى، كفروا بمحمد بعد إيمانهم بصفته، ثم ازدادوا كفرا باقامتهم على كفرهم، قاله أبو العالية. قال الحسن: كلما نزلت آية كفروا بها، فازداوا كفرا. وفي علة امتناع قبول توبتهم أربعة أقوال. احدها: انهم ارتدوا، وعزموا على إظهار التوبة لستر أحوالهم، والكفر في ضمائرهم، قاله ابن عباس. والثاني: انهم قوم تابوا من الذنوب في الشرك، ولم يتوبوا من الشرك، قاله أبو العالية. والثالث: أن: معناه: لن تقبل توبتهم حين يحضرهم الموت، وهو قول الحسن، وقتادة، وعطاء الخراساني، والسدي. والرابع: لن تقبل توبتهم بعد الموت إذا ماتوا على الكفر قاله مجاهد. |
﴿ ٩٠ ﴾