١١٩ قوله تعالى: {أَنتُمْ * أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ} قال ابن عباس: كان عامة الأنصار يواصلون اليهود ويواصلونهم، فلما أسلم الأنصار بغضهم اليهود، فنزلت هذه الآية. والخطاب بهذه الآية للمؤمنين. قال ابن قتيبة: ومعنى الكلام: ها أنتم يا هؤلاء. فأما «تحبونهم». فالهاء والميم عائدة إلى الذين نهوا عن مصافاتهم. وفي معنى محبة المؤمنين لهم أربعة أقوال. احدها: أنها الميل اليهم بالطباع، لموضع القرابة، والرضاع، والحلف، وهذا المعنى منقول عن ابن عباس. والثاني: أنها بمعنى الرحمة لهم، لما يفعلون من المعاصي التي يقابلها العذاب الشديد، وهذا المعنى منقول عن قتادة. والثالث: أنها لموضع إظهار المنافقين الإيمان، روي عن أبي العالية. والرابع: أنها بمعنى إرادة الإسلام لهم، وهم يريدون المسلمين على الكفر، وهذا قول المفضل، و الزجاج. والكتاب: بمعنى الكتب، قاله الزجاج. قوله تعالى: {كُلّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ ءامَنَّا} هذه حالة المنافقين، وقال مقاتل: هم اليهود. والأنامل: أطراف الأصابع. قال ابن عباس: والغيظ: الحنق عليكم، وقيل: هذا من مجاز الكلام، ضرب مثلا لما حل بهم، و إن لم يكن هناك عض على أنملة، ومعنى «موتوا بغيظكم»: ابقوا به حتى تموتوا، و إنما كان غيظهم من رؤية شمل المسلمين ملتئما. قال ابن جرير: هذا أمر من اللّه تعالى لنبيه أن يدعو عليهم بأن يهلكهم اللّه كمدا من الغيظ. |
﴿ ١١٩ ﴾