١٣٣ قوله تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ} كلهم أثبت الواو في «وسارعوا» إلا نافعا، وابن عامر، فانهما لم يذكراها. وقال أبو علي: وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام، فمن قرأ بالواو، عطف «وسارعوا» على «وأطيعوا» ومن حذفها، فلأن الجملة الثانية ملتبسة بالأولى، فاستغنت عن العطف. ومعنى الآية: بادروا إلى ما يوجب المغفرة وفي المراد بموجب المغفرة. هاهنا عشرة أقوال. احدها: أنه الاخلاص، قاله عثمان بن عفان رضي اللّه عنه. والثاني: أداء الفرائض، قاله علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه. والثالث: الإسلام، قاله ابن عباس. والرابع: التكبيرة الاولى من الصلاة، قاله أنس بن مالك. والخامس: الطاعة، قاله سعيد بن جبير. والسادس: التوبة، قاله عكرمة. والسابع: الهجره، قاله أبوالعالية. والثامن: الجهاد، قاله الضحاك. والتاسع: الصلوات الخمس، قاله يمان. والعاشر: الأعمال الصالحة، قاله مقاتل. قوله تعالى: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ} قال ابن قتيبة: أراد بالعرض السعة، ولم يرد العرض الذي يخالف الطول، والعرب تقول: بلاد عريضة، أي: واسعة. وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: للمنهزمين يوم أحد «لقد ذهبتم فيها عريضة». قال الشاعر: كأن بلاد اللّه وهي عريضة على الخائف المطلوب كفة حابل قال: وأصل هذا من العرض الذي هو خلاف الطول، و إذا عرض الشيء اتسع، و إذا لم يعرض ضاق ودق. وقال سعيد بن جبير: لو ألصق بعضهن إلى بعض كانت الجنة في عرضهن. |
﴿ ١٣٣ ﴾