١٤٥ قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه} في الإذن قولان. احدهما: أنه الأمر، قاله ابن عباس. والثاني: الإذن نفسه، قاله مقاتل. قال الزجاج: ومعنى الآية: وما كانت نفس لتموت إلا باذن اللّه. قوله تعالى: {كِتَـٰباً مُّؤَجَّلاً} توكيد، والمعنى: كتب اللّه ذلك كتابا مؤجلا، أي: كتابا ذا أجل. والأجل: الوقت المعلوم، ومثله في التوكيد {كِتَـٰبَ ٱللّه عَلَيْكُمْ} [النساء: ٢٤] لأنه لما قال: {حُرّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَـٰتُكُمْ} [النساء: ٢٢] دل على أنه مفروض، فأكد بقوله {كِتَـٰبَ ٱللّه عَلَيْكُمْ} [النساء: ٢٤] وكذلك قوله تعالى: {صُنْعَ ٱللّه} [النمل: ٨٨] لأنه لما قال: {وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} [النمل: ٨٨] دل على أنه خلق اللّه فأكد بقوله: {صُنْعَ ٱللّه}. قوله تعالى: {وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} أي: من قصد بعمله الدنيا، أعطي منها، قليلا كان أو كثيرا، ومن قصد الاخرة بعمله، أعطي منها. وقال مقاتل: عنى بالآية: من ثبت يوم أحد، ومن طلب الغنيمة. فصل وأكثر العلماء على أن هذا الكلام محكم، وذهبت طائفة إلى نسخه بقوله تعالى: {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ} [الاسراء: ١٨] والصحيح أنه محكم، لأنه لا يؤتى أحد شيئا إلا بقدرة اللّه ومشيئته. ومعنى قوله تعالى: {نُؤْتِهِ مِنْهَا} أي: ما نشاء، وما قدرنا له، ولم يقل: ما يشاء هو. |
﴿ ١٤٥ ﴾