٣٧ قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ} ذكر المفسرون أنها نزلت في اليهود. فأما سبب نزولها، فقال ابن عباس: كان كردم بن زيد، حليف كعب بن الأشرف وأسامة بن حبيب، ونافع بن أبي نافع، وبحري بن عمرو، وحيي ابن أخطب، ورفاعة بن زيد بن التابوت، يأتون رجالا من الأنصار من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكانوا يخالطونهم، وينتصحون لهم، فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم، فانا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ولا تسارعوا في النفقة، فانكم لا تدرون ما يكون، فنزلت هذه الآية. وفي الذي بخلوا به وأمروا الناس بالبخل به قولان. احدهما: أنه المال، قاله ابن عباس، وابن زيد. والثاني: أنه إظهار صفة النبي صلى اللّه عليه وسلم ونبوته، قاله مجاهد، وقتادة، والسدي. قوله تعالى: {وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ} قرأ ابن كثير، ونافع، وابو عمرو، وعاصم، وابن عامر: بالبخل خفيفا، وقرأ حمزة، والكسائي: بالبخل محركا، وكذلك في سورة {ٱلْحَدِيدَ} وفي الذين آتاهم اللّه من فضله قولان. احدهما: أنهم اليهود، أوتوا علم نعت محمد صلى اللّه عليه وسلم فكتموه، هذا قول الجمهور. والثاني: أنهم أرباب الأموال بخلوا بها، وكتموا الغنى، ذكره الماوردي في آخرين. قوله تعالى: {وَأَعْتَدْنَا} قال الزجاج: معناه: جعلنا ذلك عتادا لهم، أي: مثبتا لهم. |
﴿ ٣٧ ﴾