٤٨

قوله تعالى: {إِنَّ ٱللّه لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} قال ابن عمر: لما نزلت {قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللّه إِنَّ ٱللّه يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً} [الزمر:٣٥] قالوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: والشرك؟ فكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك، فنزلت هذه. وقد سبق معنى الإشراك. والمراد من الآية: لا يغفر لمشرك مات على شركه.

وفي قوله {لِمَن يَشَاء} نعمة عظيمة من وجهين.

احدهما: أنها تقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا يقطع عليه بالعذاب، وإن مات مصرا.

والثاني: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع.

﴿ ٤٨