|
١١٣ قوله تعالى: {قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا} هذا اعتذار منهم بينوا به سبب سؤالهم حين نهوا عنه. وفي إرادتهم للأكل منها ثلاثة أقوال. احدها: أنهم أرادوا ذلك للحاجة، وشدة الجوع، قاله ابن عباس. والثاني: ليزدادوا إيمانا، ذكره ابن الأنباري. والثالث: للتبرك بها، ذكره الماوردي. وفي قوله: {وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا} ثلاثة أقوال. احدها: تطمئن إلى أن اللّه تعالى قد بعثك إلينا نبيا. والثاني: إلى أن اللّه تعالى قد إختارنا أعوانا لك. والثالث: إلى أن اللّه تعالى قد أجابك. وقال ابن عباس: قال لهم عيسى: هل لكم أن تصوموا للّه ثلاثين يوما، ثم لا تسألونه شيئا إلا أعطاكم؟ فصاموا، ثم سألوا المائدة. فمعنى: {وَنَعْلَمَ أَن صَدَقْتَنَا} في أنا إذا صمنا ثلاثين يوما لم نسأل اللّه شيئا إلا أعطانا. وفي هذا العلم قولان. احدهما: أنه علم يحدث لهما لم يكن، وهو قول من قال: كان سؤالهم قبل استحكام معرفتهم. والثاني: أنه زيادة علم إلى علم، ويقين إلى يقين، وهو قول من قال: كان سؤالهم بعد معرفتهم. وقرأ الأعمش: «وتعلم» بالتاء، والمعنى: وتعلم القلوب أن قد صدقتنا. وفي قوله: {مّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} أربعة أقوال. احدها: من الشاهدين للّه بالقدرة، ولك بالنبوة. والثاني: عند بني إسرائيل إذا رجعنا إليهم، وذلك أنهم كانوا مع عيسى في البرية عند هذا السؤال. والثالث: من الشاهدين عند من يأتي من قومنا بما شاهدنا من الآيات الدالة على أنك نبي. والرابع: من الشاهدين لك عند اللّه بأداء ما بعثت به. |
﴿ ١١٣ ﴾