٢٥

قوله تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا} قال الزجاج: حلف لهما فدلاهما في المعصية بأن غرهما. قال ابن عباس: غرهما باليمين، وكان آدم لا يظن أن أحدا يحلف باللّه كاذبا. قوله تعالى:

{فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ} أي: فلما ذاقا ثمر الشجرة. قال الزجاج: وهذا يدل على أنهما ذاقاها ذواقا، ولم يبالغا في الأكل. والسوأة: كناية. عن الفرج، لا أصل له في تسميته.

ومعنى: {طفقا} أخذا في الفعل؛ والأكثر: طِفق يَطْفَقُ، وقد رويت: طفق يَطْفِقُ، بكسر الفاء ومعنى {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} يجعلان ورقة على ورقة، ومنه قيل للذي يرقع النعل: خصاف. وفي الآية دليل على أن إظهار السوأة قبيح من لدن آدم؛ ألا ترى إلى قوله:

{لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءتِهِمَا} فانهما بادرا يستتران لقبح التكشف.

وقيل: إنما سميت السوأة سوأة لأن كشفها يسوء صاحبها.

قال وهب بن منبه: كان لباسهما نورا على فروجهما، لا يرى احدهما عورة الآخر؛ فلما أصابا الخطيئة، بدت لهما سوءاتهما. وقرأ الحسن: سوأتهما على التوحيد وكذلك قرأ سخصفان بكسر الياء والخاء مع تشديد الصاد. وقرأ الزهري: بضم الياء وفتح الخاء مع تشديد الصاد.

وفي الورق قولان.

احدهما: ورق التين، قاله ابن عباس.

والثاني: ورق الموز، ذكره المفسرون. وما بعد هذا قد سبق تفسيره إلى قوله:

{قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ} يعني: الأرض.

واختلف القراء في تاء {تُخْرَجُونَ}، فقرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو: بضم التاء وفتح الراء، هاهنا؛ وفي {ٱلرُّومُ} {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}.وفي {الزخرف} {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}.

وفي الجاثية {لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا}. وقرأهن حمزة، والكسائي: بفتح التاء وضم الراء. وفتح ابن عامر التاء في {ٱلاْعْرَافِ} فقط. فأما التي في {ٱلرُّومُ}

{إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ} وفي {سَأَلَ سَائِلٌ} {يَوْمَ يَخْرُجُونَ} فمفتوحتان من غير خلاف.

﴿ ٢٥