٢٧

قوله تعالى: {يَذَّكَّرُونَ يَـٰبَنِى آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ}

قال المفسرون: هذا الخطاب للذين كانوا يطوفون عراة، والمعنى: لا يخدعنكم ولا يضلنكم بغروره، فيزين لكم كشف عوراتكم، كما أخرج أبويكم من الجنة بغروره. وأضيف الإخراج ونزع اللباس إليه، لأنه السبب. وفي لباسهما أربعة أقوال.

احدها: أنه النور، رواه أبو صالح عن ابن عباس؛ وقد ذكرناه عن ابن منبه.

والثاني: أنه كان كالظفر؛ فلما أكلا لم يبق عليهما منه إلا الظفر، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس؛ وبه قال عكرمة، وابن زيد.

والثالث: أنه التقوى، قاله مجاهد.

والرابع: أنه كان من ثياب الجنة، ذكره القاضي أبو يعلى.

قوله تعالى: {لِيُرِيَهُمَا سَوْءتِهِمَا} أي: ليري كل واحد منهما سوأة صاحبه.

{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} قال مجاهد: قبيله: الجن والشياطين. قال ابن عباس: جعلهم اللّه يجرون من بني آدم مجرى الدم، وصدور بني آدم مساكن لهم، فهم يرون بني آدم، وبنو آدم لا يرونهم. قوله تعالى:

{إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَـٰطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} قال الزجاج: سلطناهم عليهم، يزيدون في غيهم. وقال أبو سليمان: جعلناهم موالين لهم.

﴿ ٢٧