٨٦ قوله تعالى: {وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلّ صِرٰطٍ} أي: بكل طريق {تُوعَدُونَ} من آمن بشعيب بالشر، وتخوفونهم بالعذاب والقتل. فان قيل: كيف أفرد الفعل، وأخلاه من المفعول؛ فهلا قال: توعدون بكذا؟ فالجواب: أن العرب إذا أخلت هذا الفعل من المفعول، لم يدل إلا على شر؛ يقولون: أوعدت فلانا. وكذلك إذا أفردوا: وعدت من مفعول، لم يدل إلا على الخير. قال الفراء: يقولون: وعدته خيرا، وأوعدته شرا؛ فاذا أسقطوا الخير والشر، قالوا: وعدته: في الخير، وأوعدته: في الشر؛ فاذا جاؤوا بالباء، قالوا: وعدته والشر. وقال الراجز: اوعدني بالسجن والأداهم قال المصنف: وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي، قال: إذا أرادوا أن يذكروا ما تهددوا به مع أوعدت، جاؤوا بالباء، فقالوا: أوعدته بالضرب، ولا يقولون: أوعدته الضرب. قال السدي: كانوا عشّارين. وقال ابن زيد: كانوا يقطعون الطريق. قوله تعالى: {وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللّه} أي: تصرفون عن دين اللّه من آمن به. {وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا} مفسر في {ءالَ عِمْرَانَ}. قوله تعالى: {وَٱذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ} قال الزجاج: جائز أن يكون المعنى: جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراء؛ وجائز أن يكون: كثر عددكم بعد أن كنتم قليلا، وجائز أن يكونوا غير ذوي مقدرة وأقدار، فكثرهم. |
﴿ ٨٦ ﴾