٢٣

قوله تعالى: {لاَ تَتَّخِذُواْ ءابَاءكُمْ وَإِخْوٰنَكُمْ أَوْلِيَاء}

في سبب نزولها: خمسة أقوال.

احدها: أنه لما أمر المسلمون بالهجرة، جعل الرجل يقول لأهله: إنا قد أمرنا بالهجرة، فمنهم من يسرع إلى ذلك، ومنهم من يتعلق به عياله وزوجته، فيقولون: ننشدك اللّه أن تدعنا إلى غير شيء، فيرق قلبه، فيجلس معهم، فنزلت هذه الآية، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: أنه لما أمر اللّه المؤمنين بالهجرة، قال المسلمون: يا نبي اللّه، إن نحن اعتزلنا من خالفنا في الدين، قطعنا آباءنا وعشائرنا، وذهبت تجارتنا، وخربت ديارنا، فنزلت هذه الآية، قاله الضحاك عن ابن عباس.

والثالث: أنه لما قال العباس: أنا أسقي الحاج، وقال طلحة: أنا أحجب الكعبة فلا نهاجر، نزلت هذه الآية والتي قبلها، هذا قول قتادة، وقد ذكرناه عن مجاهد.

والرابع: أن نفرا ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بمكة، فنهى اللّه عن ولايتهم، وأنزل هذه الآية، قاله مقاتل.

والخامس: أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما أمر الناس بالجهاز لنصرة خزاعة على قريش، قال أبو بكر الصديق: يا رسول اللّه، نعاونهم على قومنا؟ فنزلت هذه الآية، ذكره أبو سليمان الدمشقي.

﴿ ٢٣