٦٤ قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ} قال المفسرون: لما عادوا إلى يعقوب، قالوا: يا أبانا، قدمنا على خير رجل، أنزلنا، وأكرمنا كرامة، لو كان رجلا من ولد يعقوب ما أكرمنا كرامته. وفي قوله: {مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ} قولان قد تقدما في قوله: {فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِى} [يوسف ٦١]. فإن قلنا: إنه لم يكل لهم، فلفظ «منع» بين. وإن قلنا: إنه خوفهم منع الكيل، ففي المعنى قولان. احدهما: حكم علينا بمنع الكيل بعد هذا الوقت، كما تقول للرجل: دخلت واللّه النار بما فعلت. والثاني: أن المعنى: يا أبانا يمنع منا الكيل إن لم ترسله معنا، فناب «منع» عن «يمنع» كقوله: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} [الهمزة ٣] أي: يخلده، وقوله: {وَنَادَىٰ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ} [الأعراف ٥٠]، {وَإِذْ قَالَ ٱللّه يٰعِيسَى عِيسَى} [المائدة ١١٦] أي: وإذ يقول، ذكرهما ابن الأنباري. قوله تعالى: {فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر: «نكتل» بالنون. وقرأ حمزة، والكسائي: «يكتل» بالياء. والمعنى: إن أرسلته معنا اكتلنا، وإلا فقد منعنا الكيل قوله تعالى: {هَلْ امَنُكُمْ عَلَيْهِ} أي: لا آمنكم إلا كأمني على يوسف، يريد أنه لم ينفعه ذلك الأمن إذ خانوه. {فَٱللّه خَيْرٌ حَـٰفِظًا} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وابو بكر عن عاصم: «حفظا» والمعنى: خير حفظا من حفظكم. . وقرأ حمزة والكسائي، وحفص عن عاصم: «خير حافظا» بألف. قال أبو علي: ونصبه على التمييز دون الحال. |
﴿ ٦٤ ﴾