٢

قوله تعالى: {الر} قد سبق بيانه. [يونس: ١]. وقوله:{كِتَابٌ} قال الزجاج: المعنى: هذا كتاب، والكتاب، القرآن.

وفي المراد بالظلمات والنور ثلاثة أقوال.

احدها: أن الظلمات: الكفر، والنور: الإيمان، رواه العوفي عن ابن عباس.

والثاني: أن الظلمات: الضلالة، والنور: الهدى، قاله مجاهد وقتادة.

والثالث: أن الظلمات: الشك، والنور: اليقين، ذكره الماوردي.

وفي قوله: {بِإِذْنِ رَبّهِمْ} ثلاثة أقوال.

احدها: بأمر ربهم، قاله مقاتل.

والثاني: بتوفيق ربهم، قاله أبو سليمان.

والثالث: أنه الإذن نفسه، فالمعنى: بما أذن لك من تعليمهم، قاله الزجاج، قال: ثم بين ما النور، فقال: {إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ} قال ابن الأنباري: وهذا مثل قول العرب: جلست إلى زيد، إلى العاقل الفاضل، وإنما تعاد «إلى» بمعنى التعظيم للأمر،

قال الشاعر:

إذا خدرت رجلي تذكرت من لها  فناديت لبني باسمها ودعوت

دعوت التي لو أن نفسي تطيعني  لألقيتها من حبها وقضيت

فأعاد «دعوت» لتفخيم الأمر. قوله تعالى:

{اللّه الذي له ما في السموات} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي: «الحميد اللّه» على البدل. وقرأ نافع، وابن عامر، وأبان، والمفضل: «الحميد اللّه» رفعا على الاستئناف، وقد سبق بيان ألفاظ الآية.

﴿ ٢