٦

قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا} أي: يؤثرونها

{عَلَىٰ ٱلاْخِرَةِ} قال ابن عباس: يأخذون ما تعجل لهم منها تهاونا بأمر الآخرة. قوله تعالى:

{وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ} أي: يمنعون الناس من الدخول في دينه،

{وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} قد شرحناه في [آل عمران ٩٩]. قوله تعالى:

{أُوْلَـئِكَ فِى ضَلَـٰلٍ} أي: في ذهاب عن الحق {بَعِيدٍ} من الصواب. قوله تعالى:

{إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ} أي: بلغتهم. قال ابن الأنباري: ومعنى اللغة عند العرب: الكلام المنطوق به، وهو مأخوذ من قولهم: لما الطائر يلغو: إذا صوت في الغلس. وقرأ أبو رجاء، وأبو المتوكل، والجحدري: «إلا بلسن قومه» برفع اللام والسين من غير ألف. وقرأ أبو الجوزاء، وأبو عمران: «بلسن قومه» بكسر اللام وسكون السين من غير ألف.

قوله تعالى: {لِيُبَيّنَ لَهُمُ} أي: الذي أرسل به فيفهمونه عنه. وهذا نزل، لأن قريشا قالوا: ما بال الكتب كلها أعجمية، وهذا عربيٰ قوله تعالى:

{أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ} قال الزجاج: «أن» مفسر، والمعنى: قلنا له: أخرج قومك. وقد سبق بيان الظلمات والنور [البقرة ٢٥٧].

وفي قوله: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللّه} ثلاثة أقوال.

احدها: أنها نعم اللّه، رواه أبي بن كعب عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وبه قال مجاهد، وقتادة، وابن قتيبة.

والثاني: أنها وقائع اللّه في الأمم قبلهم، قاله ابن زيد، وابن السائب، ومقاتل.

والثالث: أنها أيام نعم اللّه عليهم وأيام نقمه ممن كفر من قوم نوح وعاد وثمود، قاله الزجاج. قوله تعالى:

{إِنَّ فِى ذَلِكَ} يعني: التذكير {لآيَـٰتٍ لّكُلّ صَبَّارٍ} على طاعة اللّه وعن معصيته

{شَكُورٍ} لأنعمه. والصبار: الكثير الصبر، والشكور: الكثير الشكر، وإنما خصه بالآيات، لانتفاعه بها. وما بعد هذا مشروح في سورة [البقرة ٤٩].

﴿ ٦