٢١

قوله تعالى: {وَبَرَزُواْ للّه جَمِيعًا} لفظه لفظ الماضي، ومعناه المستقبل، والمعنى: خرجوا من قبورهم يوم البعث، واجتمع التابع والمتبوع،

{فَقَالَ ٱلضُّعَفَاء} وهم الأتباع {لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ} وهم المتبوعون.

{إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} قال الزجاج: هو جمع تابع، يقال: تابع وتبع، مثل: غائب وغيب، والمعنى: تبعناكم فيما دعوتمونا إليه. قوله تعالى:

{فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا} أي: دافعون عنا

{مِنْ عَذَابِ ٱللّه مِن شَىْء} قال القادة:

{لَوْ هَدَانَا ٱللّه} أي: لو أرشدنا في الدنيا لأرشدناكم، يريدون: أن اللّه أضلنا فدعوناكم إلى الضلال،

{سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا} قال ابن زيد: إن أهل النار

قال بعضهم لبعض: تعالوا نبكي ونضرع، فانما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرعهم، فبكوا وتضرعوا، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم، قالوا: تعالوا نصبر، فانما أدرك أهل الجنة الجنة بالصبر، فصبروا صبرا لم ير مثله قط، فلم ينفعهم ذلك، فعندها قالوا: «سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص» وروى مالك بن أنس عن زيد بن أسلم قال: جزعوا مائة سنة، وصبروا مائة سنة، وقال مقاتل: جزعوا خمس مائة عام، وصبروا خمس مائة عام. وقد شرحنا معنى المحيص في سورة [النساء ١٢١].

﴿ ٢١