٢٣

قوله تعالى: {وَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ}

قال المفسرون: يعني به إبليس، {لَمَّا قُضِىَ ٱلاْمْرُ} أي: فرغ منه، فدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فحينئذ يجتمع أهل النار باللوم على إبليس، فيقوم فيما بينهم خطيبا ويقول:

{إِنَّ ٱللّه وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقّ} أي: وعدكم كون هذا اليوم فصدقكم

{وَوَعَدتُّكُمْ} أنه لا يكون {فَأَخْلَفْتُكُمْ} الوعد

{وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَـٰنٍ} أي: ما أظهرت لكم حجة على ما ادعيت.

وقال بعضهم: ما كنت أملككم فأكرهكم

{إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ وَهَـٰذَا مِنْ مّن سُلْطَـٰنٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُواْ أَنفُسَكُمْ} حيث أجبتموني من غير برهان،

{مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ} أي: بمغيثكم

{وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ} أي: بمغيثي. قرأ حمزة «بمصر خي» فحرك الياء إلى الكسر، وحركها الباقون إلى الفتح. قال قطرب: هي لغة في بني يربوع، يعني: قراءة حمزة. قال اللغويون: يقال: أستصرخني فلان فأصرخته، أي: أستغاثني فأغثته.

{إِنّى كَفَرْتُ} اليوم باشراككم إياي في الدنيا مع اللّه في الطاعة،

{إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} يعني: المشركين. قوله تعالى:

{بِإِذْنِ رَبّهِمْ} أي: بأمر ربهم. وقوله: {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَـٰمٌ} قد ذكرناه في [يونس: ١٠].

﴿ ٢٣