٢٩

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللّه كُفْرًا}

في المشار إليهم سبعة أقوال.

احدها: أنهم الأفجران من قريش: بنو أمية، وبنو المغيرة، روي عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب.

والثاني: أنهم منافقو قريش، رواه أبو الطفيل عن علي.

والثالث: بنو أمية، وبنو المغيرة، ورؤساء أهل بدر الذين ساقوا أهل بدر إلى بدر، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

والرابع: أهل مكة، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال الضحاك.

والخامس: المشركون من أهل بدر، قاله جاهد، وابن زيد.

والسادس: أنهم الذين قتلوا ببدر من كفار قريش، قاله سعيد بن جبير، وأبو مالك.

والسابع: أنها عامة في جميع المشركين، قاله الحسن.

قال المفسرون: وتبديلهم نعمة اللّه كفرا، أن اللّه أنعم عليهم برسوله، وأسكنهم حرمه، فكفروا باللّه وبرسوله، ودعوا قومهم إلى الكفر به، فذلك قوله:

{وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ} أي: الهلاك. ثم فسر الدار بقوله:

{جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا} أي: يقاسون حرها {وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ} أي: بئس المقر هي.

﴿ ٢٩