١ قوله تعالى: {سُبْحَانَ} روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه سئل عن تفسير: «سبحان اللّه»، فقال: «تنزيه للّه عن كل سوء»، وقد ذكرنا هذا المعنى في [البقرة: ٣٢] قال الزجاج: واسرى: بمعنى: سير عبده، يقال: أسريت وسريت: اذا سرت ليلا. وقد جاءت اللغتان في القرآن. قال اللّه تعالى: {وَٱلَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: ٤]. وفي معنى التسبيح هاهنا قولان. احدهما: أن العرب تسبح عند الأمر المعجب، فكأن اللّه تعالى عجب العباد مما أسدى الى رسوله من النعمة. والثاني: أن يكون خرج مخرج الرد عليهم، لأنه لما حدثهم بالاسراء، كذبوه، فيكون المعنى: تنزه اللّه أن يتخذ رسولا كذابا. ولا خلاف أن المراد بعبده هاهنا: محمد صلى اللّه عليه وسلم. وفي قوله: {مّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ} قولان. احدهما: أنه أسري به من نفس المسجد، قاله الحسن، وقتاده، ويسنده حديث مالك بن صعصعة، وهو في الصحيحين بينما أنا في الحطيم وربما قال: بعض الرواة: في الحجر. والثاني: أنه أسري به من بيت أم هانىء، وهو قول أكثر المفسرين، فعلى هذا يعني بالمسجد الحرام: الحرم. والحرم كله مسجد، ذكره القاضي أبو يعلى وغيره. فأما {ٱلْمَسْجِدِ ٱلاْقْصَى} فهو بيت المقدس، وقيل له: الأقصى، لبعد المسافة بين المسجدين. ومعنى {بَارَكْنَا حَوْلَهُ}: أن اللّه أجرى حوله الأنهار، وأنبت الثمار. وقيل: لأنه مقر الأنبياء، ومهبط الملائكة.واختلف العلماء، هل دخل بيت المقدس، أم لا؟ فروى أبو هريرة أنه دخل بيت المقدس، وصلى فيه بالأنبياء، ثم عُرِج به إلى السماء. وقال حُذيفة بن اليمان: لم يدخل بيت المقدس ولم يصل. فيه، ولا نزل عن البراق حتى عُرج به. فإن قيل: ما معنى قوله: {إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلاْقْصَى} وأنتم تقولون: صَعِدَ إلى السماء؟ فالجواب: أن الإسراء كان إلى هنالك، والمعراج كان من هنالك. وقيل: إن الحكمة في ذِكْرِ ذلك، أنه لو أخبر بصعوده الى السماء في بَدْءِ الحديث، لاشتد إنكارهم، فلما أخبر ببيت المقدس، وبان لهم صِدقه فيما أخبرهم به من العلامات الصادقة، واختلف العلماء، هل دخل بيت المقدس، أم لا؟ فروى أبو هريرة أنه دخل بيت المقدس، وصلى فيه بالأنبياء، ثم عُرِج به إلى السماء. وقال حُذيفة بن اليمان: لم يدخل بيت المقدس ولم يصل. فيه، ولا نزل عن البراق حتى عُرج به. فإن قيل: ما معنى قوله: {إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلاْقْصَى} وأنتم تقولون: صَعِدَ إلى السماء؟ فالجواب: أن الإسراء كان إلى هنالك، والمعراج كان من هنالك. وقيل: إن الحكمة في ذِكْرِ ذلك، أنه لو أخبر بصعوده الى السماء في بَدْءِ الحديث، لاشتد إنكارهم، فلما أخبر ببيت المقدس، وبان لهم صِدقه فيما أخبرهم به من العلامات الصادقة، أخبر بمعراجه. قوله تعالى: {لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَـٰتِنَا} يعني: ما رأى، أي: تلك الليلة من العجائب التي أَخبر بها الناس. {إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ} لمقالة قريش، {ٱلبَصِيرُ} بها. وقد ذكرنا في كتابنا المسمى ب «الحدائق» أَحاديث المعراج، وكرهنا الإطالة هاهنا. |
﴿ ١ ﴾