٦٩

قوله تعالى: {ءانٍ} قرأ ابن كثير: تعلمني مما بإثبات الياء في الوصل والوقف. وقرأ نافع، وأبو عمرو، بياء في الوصل. وقرأ ابن عامر، وعاصم بحذف الياء في الحالين. قوله تعالى:

{تُعَلّمَنِ مِمَّا عُلّمْتَ رُشْداً} قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي: رشداً بضم الراء، وإسكان الشين خفيفة. وقرأ أبو عمرو: رشداً بفتح الراء والشين. وعن ابن عامر بضمهما. والرشد، والرشد: لغتان كالنخل والنخل، والعجم والعجم، والعرب والعرب، والمعنى: أن تعلمني علماً ذا رشد. وهذه القصة قد حرضت على الرحلة في طلب العلم، واتباع المفضول للفاضل طلباً للفضل، وحثت على الأدب والتواضع للمصحوب. قوله تعالى:

{إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً} قال ابن عباس: لن تصبر على صنعي، لأني علمت من غيب علم ربي.

وفي هذا الصبر وجهان.

احدهما: على الإنكار.

والثاني: عن السؤال. قوله تعالى:

{وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً} الخبر: علمك بالشيء؛ والمعنى: كيف تصبر على أمر ظاهره منكر، وأنت لا تعلم باطنه؟ٰ قوله تعالى:

{سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱللّه صَابِرًا وَلاَ أَعْصِى لَكَ أمْراً} قال ابن الأنباري: نفي العصيان منسوق على الصبر. والمعنى: ستجدني صابراً ولا أعصي إن شاء اللّه .

﴿ ٦٩