|
٣٥ قوله تعالى: {إِنَّهُ طَغَىٰ} أي: جاوز الحد في العصيان. قوله تعالى: {ٱشْرَحْ لِى صَدْرِى} قال المفسرون: ضاق موسى صدراً بما كلف من مقاومة فرعون وجنوده، فسأل اللّه تعالى أن يوسع قلبه للحق حتى لا يخاف فرعون وجنوده. ومعنى قوله: {يَسْرِ * لِى أَمْرِى}: سهل علي ما بعثتني له. {وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مّن لّسَانِى} قال ابن قتيبة: فيه رتة. قال المفسرون: كان فرعون قد وضع موسى في حجره وهو صغير، فجر لحية فرعون بيده، فهم بقتله، فقالت له آسية: إنه لا يعقل، وسأريك بيان ذلك، قدم إليه جمرتين ولؤلؤتين، فان اجتنب الجمرتين عرفت أنه يعقل، فأخذ موسى جمرة فوضعها في فيه فأحرقت لسانه وصار فيه عقدة، فسأل حلها ليفهموا كلامه. وأما الوزير، فقال ابن قتيبة: أصل الوزارة من الوزر وهو الحمل، كأن الوزير قد حمل عن السلطان الثقل. وقال الزجاج: اشتقاقه من الوزر، والوزر: الجبل الذي يعتصم به لينجى من الهلكة، وكذلك وزير الخليفة، معناه: الذي يعتمد عليه في أموره ويلتجىءالى رأيه. ونصب هارون من جهتين. إحداهما: أن تكون أجعل تتعدى الى مفعولين، فيكون المعنى: اجعل هارون أخي وزيري، فينتصب وزيراً على أنه مفعول ثان. ويجوز أن يكون هارون بدلاً من قوله: وزيراً، فيكون المعنى: اجعل لي وزيراً من أهلي، ثم أبدل هارون من وزير؛ والأول أجود. قال الماوردي: وإنما سأل اللّه تعالى أن يجعل له وزيراً لأنه لم يرد أن يكون مقصوراً على الوزراة حتى يكون شريكاً في النبوة ولولا ذلك لجاز ان يستوزر من غير مسألة. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو بفتح ياء أخي. قوله تعالى: {ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِى} قال الفراء: هذا دعاء من موسى، والمعنى: اشدد به يا رب أزري، وأشركه يا رب في أمري. وقرأ ابن عامر: أشدد بالألف مقطوعة مفتوحة، وأشركه بضم الألف، وكذلك يبتدىء بالألفين. قال أبو علي: هذه القراءة على الجواب والمجازاة،والوجه الدعاء دون الإخبار، لأن ما قبله دعاء، ولأن الاشراك في النبوة لا يكون إلا من اللّه عز وجل، قال ابن قتيبة: والأزر: الظهر، يقال: آزرت فلانا على الأمر، أي: قويته عليه وكنت له فيه ظهرا. قوله تعالى: {وَأَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى} أي: في النبوة معي {كَىْ نُسَبّحَكَ} أي: نصلي لك {وَنَذْكُرَكَ} بألسنتنا حامدين لك على ما أوليتنا من نعمك {إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً} أي: عالماً إذ خصصتنا بهذه النعم. |
﴿ ٣٥ ﴾