ÓõæÑóÉõ ”ÇáúãõÄúãöäõæäó“ ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ãöÇÆóÉñ æóËóãóÇäöíó ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð

سورة المؤمنون

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

انظر تفسير الآية:١١

٢

انظر تفسير الآية:١١

٣

انظر تفسير الآية:١١

٤

انظر تفسير الآية:١١

٥

انظر تفسير الآية:١١

٦

انظر تفسير الآية:١١

٧

انظر تفسير الآية:١١

٨

انظر تفسير الآية:١١

٩

انظر تفسير الآية:١١

١٠

انظر تفسير الآية:١١

١١

سورة المؤمنين مكية في قول الجميع روى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ} إلى عشر آيات، رواه الحاكم أبو عبد اللّه في صحيحه. وروى أبو سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: إن اللّه تعالى حاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وغرس غرسها بيده فقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون، فقال لها: طوبى لك منزل الملوك. قال الفراء: قد هاهنا يجوز أن تكون تأكيدا لفلاح المؤمنين، ويجوز أن تكون تقريبا للماضي من الحال، لأن قد تقرب الماضي من الحال حتى تلحقه بحكمه، ألا تراهم يقولون: قد قامت الصلاة، قبل حال قيامها؛ فيكون معنى الآية: إن الفلاح قد حصل لهم وإنهم عليه في الحال. وقرأ ابي بن كعب، وعكرمة، وعاصم الجحدري، وطلحة بن مصرف: قد أفلح بضم الألف وكسر اللام وفتح الحاء على ما لم يسم فاعله. قال الزجاج: ومعنى الآية: قد نال المؤمنون البقاء الدائم في الخير. ومن قرأ قد أفلح بضم الألف، كان معناه:

احدها: أنه النظر الى موضع السجود. روى أبو هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قوله تعالى: {فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ} أي: طلب {وَرَاء ذٰلِكَ} أي: سوى الأزواج والمملوكات {فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ} يعني: الجائرين الظالمين، لأنهم قد تجاوزوا إلى مالا يحل،{وَٱلَّذِينَ هُمْ لاِمَـٰنَـٰتِهِمْ} قرأ ابن كثير: لأمانتهم وهو اسم جنس، والمعنى: للأمانات التي ائتمنوا عليها، فتارة تكون الأمانة بين العبد وبين ربه، وتارة تكون بينه وبين جنسه، فعليه مراعاة الكل. وكذلك العهد. ومعنى {رٰعُونَ}: حافظون. قال الزجاج: وأصل الرعي في اللغة: القيام على إصلاح ما يتولاه الراعي من كل شيء. قوله تعالى: {عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ} قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: صلواتهم على الجمع. وقرأ حمزة، والكسائي: صلاتهم على التوحيد، وهو اسم جنس. والمحافظة على الصلوات: أداؤها في أوقاتها. قوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ} ذكر السدي عن أشياخه أن اللّه تعالى يرفع للكفار الجنة، فينظرون إلى بيوتهم فيها لو أنهم أطاعوا، ثم تقسم بين المؤمنين فيرثونهم، فذلك قوله: أولئك هم الوارثون. وقد شرحنا هذا في [الأعراف: ٤٣] عند قوله: {أروثتموها}، وشرحنا معنى الفردوس في [الكهف: ١٠٧].

١٢

انظر تفسير الآية:١٦

١٣

انظر تفسير الآية:١٦

١٤

انظر تفسير الآية:١٦

١٥

انظر تفسير الآية:١٦

١٦

قوله تعالى: {خَـٰلِدُونَ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ} فيه قولان.

احدهما: أنه آدم عليه السلام. وإنما قيل: من سلالة لأنه استل من كل الأرض، هذا مذهب سلمان الفارسي، وابن عباس في رواية، وقتادة.

والثاني: أنه ابن آدم، والسلالة: النطفة استلت من الطين، والطين: آدم عليه السلام، قاله أبو صالح عن ابن عباس. قال الزجاج: والسلالة فعالة، وهي القليل مما ينسل، وكل مبنيٍ على فعالة يراد به القليل، من ذلك: الفضالة، والنخالة، والقلامة. قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَـٰهُ} يعني: ابن آدم {نُطْفَةً فِى قَرَارٍ} وهو الرحم {مَّكِينٍ} أي: حريز، قد هيىء لاستقراره فيه. وقد شرحنا في سورة [الحج: ٥] معنى النطفة والعلقة والمضغة. قوله تعالى: {فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَـٰماً} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: عظاما فكسونا العظام على الجمع. وقرأ ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: عظما فكسونا العظم على التوحيد. قوله تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً} وهذه الحالة السابعة. قال علي عليه السلام: لا تكون موؤودة حتى تمر على التارات السبع. وفي محل هذا الإنشاء قولان.

احدهما: أنه بطن الأم. ثم في صفة الإنشاء قولان.

احدهما: أنه نفخ الروح فيه، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال أبو العالية، والشعبي، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك في آخرين.

والثاني: أنه جعله ذكرا أو أنثى، قاله الحسن. والقول الثاني: أنه بعد خروجه من بطن أمه. ثم في صفة هذا الإنشاء أربعة أقوال.

احدها: أن ابتداء ذلك الإنشاء أنه استهل، ثم دل على الثدي، وعلم كيف يبسط رجليه الى أن قعد، إلى أن قام على رجليه، إلى أن مشى، إلى أن فطم، إلى أن بلغ الحلم، إلى أن تقلب في البلاد،

رواه العوفي عن ابن عباس.

والثاني: أنه استواء الشباب، قاله ابن عمر، ومجاهد.

والثالث: أنه خروج الأسنان والشعر، قاله الضحاك، فقيل له أليس يولد وعلى رأسه الشعر؟ فقال: وأين العانة والإبط؟.

والرابع: أنه إعطاء العقل والفهم، حكاه الثعلبي. قوله تعالى: {فَتَبَارَكَ ٱللّه} أي: استحق التعظيم والثناء. وقد شرحنا معنى تبارك في [الأعراف: ٥٤] {أَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ} أي: المصورين والمقدرين. والخلق في اللغة: التقدير. وجاء في الحديث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ هذه الآية وعنده عمر، إلى قوله تعالى: {خَلْقاً ءاخَرَ}، فقال عمر: فتبارك اللّه أحسن الخالقين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لقد ختمت بما تكلمت به يا ابن الخطاب. فإن قيل: كيف الجمع بين قوله: {أَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ} وقوله: {هَلْ مِنْ خَـٰلِقٍ غَيْرُ ٱللّه} [فاطر: ٣]. فالجواب: أن الخلق يكون بمعنى الإيجاد، ولا موجد سوى اللّه، ويكون بمعنى التقدير، كقول زهير: ولأنت تفري ما خلقت وبع  ض القوم يخلق ثم لا يفري فهذا المراد هاهنا، أن بني آدم قد يصورون ويقدرون ويصنعون الشيء، فاللّه خير المصورين والمقدرين. وقال الأخفش: الخالقون هاهنا هم الصانعون، فاللّه خير الخالقين. قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ} أي: بعد ما ذكر من تمام الخلق {لَمَيّتُونَ} عند انقضاء آجالكم. وقرأ أبو رزين العقيلي، وعكرمة، وابن أبي عبلة: لمائنون بألف. قال الفراء: والعرب تقول لمن لم يمت: إنك مائت عن قليل، وميت، ولا يقولون للميت الذي قد مات: هذا مائت، إنما يقال في الاستقبال فقط، وكذلك يقال: هذا سيد قومه اليوم، فاذا أخبرت أنه يسودهم عن قليل؛ قلت: هذا سائد قومه عن قليل، وكذلك هذا شريف القوم، وهذا شارف عن قليل؛ وهذا الباب كله في العربية على ما وصفت لك.

١٧

انظر تفسير الآية:٢٠

١٨

انظر تفسير الآية:٢٠

١٩

انظر تفسير الآية:٢٠

٢٠

قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} يعني: السموات السبع، قال الزجاج: كل واحدة طريقة. وقال ابن قتيبة: إنما سميت طرائق بالتطارق، لأن بعضها فوق بعض، يقال: طارقت الشيء: إذا جعلت بعضه فوق بعض. قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلْخَلْقِ غَـٰفِلِينَ} فيه ثلاثة أقوال.

احدها: ما غفلنا عنهم إذ بنينا فوقهم سماءً أطلعنا فيها الشمس والقمر والكواكب.

والثاني: ما كنا تاركين لهم بغير رزق، فأنزلنا المطر.

والثالث: لم نغفل عن حفظهم من أن تسقط السماء عليهم فتهلكهم. قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ} يعلمه اللّه، وقال مقاتل: بقدر ما يكفيهم للمعيشة. قوله تعالى: {وَشَجَرَةً} هي معطوفة على قوله: {جَنَّـٰتٍ}. وقرأ أبو مجلز، وابن يعمر، وإبراهيم النخعي: وشجرةٌ بالرفع. والمراد بهذه الشجرة: شجرة الزيتون. فإن قيل: لماذا خص هذه الشجرة من بين الشجر؟ فالجواب من أربعة أوجه.

احدها: لكثرة انتفاعهم بها، فذكرهم من نعمه ما يعرفون، وكذلك خص النخيل والأعناب في الآية الأولى، لأنهما كانا جل ثمار الحجاز وماوالاها، وكانت النخيل لأهل المدينة، والأعناب لأهل الطائف.

والثاني: لأنهم لا يكادون يتعاهدونها بالسقي، وهي تخرج الثمرة التي يكون منها الدهن.

والثالث: أنها تنبت بالماء الذي هو ضد النار، وفي ثمرتها حياة للنار ومادة لها.

والرابع: لأن أول زيتونة نبتت بذلك المكان فيما زعم مقاتل.

قوله تعالى: {طُورِ سَيْنَاء} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: طور سيناء مكسورة السين. وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، مفتوحة السين، وكلهم مدها. قال الفراء: العرب تقول: سيناء، بفتح السين في جميع اللغات، إلا بني كنانة،فإنهم يكسرون السين. قال أبو علي: ولا تنصرف هذه الكلمة، لأنها جعلت اسما لبقعة أو أرض، وكذلك سينين، ولو جعلت اسما للمكان أو للمنزل أو نحو ذلك من الأسماء المذكرة لصرفت، لأنك كنت قد سميت مذكرا بمذكر. والطور: الجبل. وفي معنى سيناء خمسة أقوال.

احدها: أنه بمعنى الحسن، رواه أبو صالح عن ابن عباس. وقال الضحاك: الطور: الجبل بالسريانية، وسيناء: الحسن بالنبطية. وقال عطاء: يريد الجبل الحسن.

والثاني: أنه المبارك، رواه العوفي عن ابن عباس.

والثالث: أنه اسم حجارة بعينها، أضيف الجبل إليها لوجودها عنده، قاله مجاهد.

والرابع: أن طور سيناء: الجبل المشجر، قاله ابن السائب.

والخامس: أن سيناء: اسم المكان الذي به هذا الجبل، قاله الزجاج؛ قال الواحدي: وهو أصح الأقوال؛ قال ابن زيد: وهذا هو الجبل الذي نودي منه موسى، وهو بين مصر وأيلة. قوله تعالى: {تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: تنبت برفع التاء وكسر الباء. وقرأ نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: بفتح التاء وضم الباء. قال الفراء: وهما لغتان: نبتت، وأنبتت، وكذلك قال الزجاج: يقال: نبت الشجر وأنبت في معنى واحد، قال زهير: رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم  قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل قال: ومعنى تنبت بالدهن: تنبت ومعها دهن، كما تقول: جاءني زيد بالسيف، أي: جاءني ومعه السيف. وقال أبو عبيدة: معنى الآية: تنبت الدهن، والباء زائدة، كقوله: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: ٢٥] وقد بينا هذا المعنى هناك. قوله تعالى: {وَصِبْغٍ} وقرأ ابن مسعود، وابن يعمر، وإبراهيم النخعي، والأعمش: وصبغا بالنصب. وقرأ ابن السميفع: وصباغ بألف مع الخفض. قال ابن قتيبة: الصبغ مثل الصباغ، كما يقال دبغ ودباغ، ولبس ولباس. قال المفسرون: والمراد بالصبغ هاهنا: الزيت لأنه يلون الخبز إذا غمس فيه، والمراد أنه إدام يصبغ به.

٢١

انظر تفسير الآية:٢٢

٢٢

قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِى ٱلاْنْعَـٰمِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ} وقرأ نافع، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: نسقيكم بفتح النون. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: بضمها. وقد شرحنا هذا في [النحل: ٦٦] إلى قوله تعالى: {وَلَكُمْ فيِهَا مَنَـٰفِعُ كَثِيرَةٌ} يعني: في ظهورها وألبانها وأولادها وأصوافها وأشعارها {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} من لحومها وأولادها والكسب عليها. قوله تعالى: {وَعَلَيْهَا} يعني الإبل خاصة {وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} فالإبل تحمل في البر، والسفن تحمل في البحر.

٢٣

انظر تفسير الآية٤٤:

٢٤

انظر تفسير الآية٤٤:

٢٥

انظر تفسير الآية٤٤:

٢٦

انظر تفسير الآية٤٤:

٢٧

انظر تفسير الآية٤٤:

٢٨

انظر تفسير الآية٤٤:

٢٩

انظر تفسير الآية٤٤:

٣٠

انظر تفسير الآية٤٤:

٣١

انظر تفسير الآية٤٤:

٣٢

انظر تفسير الآية٤٤:

٣٣

انظر تفسير الآية٤٤:

٣٤

انظر تفسير الآية٤٤:

٣٥

انظر تفسير الآية٤٤:

٣٦

انظر تفسير الآية٤٤:

٣٧

انظر تفسير الآية٤٤:

٣٨

انظر تفسير الآية٤٤:

٣٩

انظر تفسير الآية٤٤:

٤٠

انظر تفسير الآية٤٤:

٤١

انظر تفسير الآية:٤٤

٤٢

انظر تفسير الآية:٤٤

٤٣

انظر تفسير الآية:٤٤

٤٤

قوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ} قال المفسرون: هذا تعزية لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بذكر هذا الرسول الصابر ليتأسى به في صبره، وليعلم أن الرسل قبله قد كذبوا. قوله تعالى: {يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} أي: يعلوكم بالفضيلة، فيصير متبوعا، {وَلَوْ شَاء ٱللّه} أن لا يعبد شيء سواه {لاَنزَلَ مَلَـٰئِكَةً} تبلغ عنه أمره، لم يرسل بشرا {مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا} الذي يدعونا إليه نوح من التوحيد {فَقَالَ ٱلْمَلَؤُا ٱلَّذِينَ}. فأما الجنة فمعناها: الجنون. وفي قوله: {حَتَّىٰ حِينٍ} قولان.

احدهما: أنه الموت، فتقديره: انتظروا موته.

والثاني: أنه وقت منكر. قوله تعالى: {قَالَ رَبّ ٱنصُرْنِى} وقرأ عكرمة، وابن محيصن: قال رب بضم الباء، وفي القصة الأخرى [المؤمنون: ٣٩]. قوله تعالى: {بِمَا كَذَّبُونِ} وقرأ يعقوب: كذبوني بياء، وفي القصة التي تليها أيضا: {فاتقوني} [المؤمنون: ٥٢] {ءانٍ} [المؤمنون: ٩٨] {رَبّ} [المؤمنون:٩٩] {وَلاَ} [المؤمنون: ١٠٨] أثبتهن في الحالين يعقوب، والمعنى: انصرني بتكذيبهم، أي: انصرني بإهلاكهم جزاءً لهم بتكذيبهم. {كَذَّبُونِ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} قد شرحناه في [هود ٣٧] إلى قوله: {فَٱسْلُكْ فِيهَا} أي: أدخل في سفينتك {مِن كُلّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: من كل بكسر اللام من غير تنوين. وقرأ حفص عن عاصم من كل بالتنوين. قال أبو علي: قراءة الجمهور إضافة كل إلى زوجين، وقراءة حفص تؤول إلى زوجين، لأن المعنى: من كل الأزواج زوجين. قوله تعالى: {وَقُل رَّبّ أَنزِلْنِى مُنزَلاً} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: منزلاً بضم الميم. وروى أبو بكر عن عاصم: فتحها. والمَنزلُ، بفتح الميم: اسم لكل ما نزلت به، والمنزل، بضمها: المصدر بمعنى الإنزال؛ تقول أنزلته إنزالاً ومنزلاً. وفي الوقت الذي قال فيه نوح ذاك قولان.

احدهما: عند نزوله في السفينة.

والثاني: عند نزوله من السفينة. قوله تعالى: {إِنَّ فِى ذَلِكَ} أي: في قصة نوح وقومه {لايَـٰتٍ وَإِن كُنَّا} أي: وما كنا {لَمُبْتَلِينَ} أي: لمختبرين إياهم بإرسال نوح إليهم. {ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءاخَرِينَ} يعني:عادا {فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مّنْهُمْ} وهو هود، هذا قول الأكثرين؛ وقال أبو سليمان الدمشقي: هم ثمود، والرسول صالح. وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ} قال الزجاج: موضع أنكم نصب على معنى: أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم، فلما طال الكلام أعيد ذكر أن كقوله: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللّه وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} [التوبة: ٦٣]. قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: هيهات هيهات بفتح التاء فيهما في الوصل، وإسكانها في الوقف. وقرأ أبي بن كعب، وأبو مجلز، وهارون، عن أبي عمرو: هيهاتا هيهاتا بالنصب والتنوين. وقرأ ابن مسعود، وعاصم الجحدري، وأبو حيوة الحضرمي، وابن السميفع: هيهات هيهات بالرفع والتنوين. وقرأ أبو العالية، وقتادة: هيهات هيهات بالخفض والتنوين. وقرأ أبو جعفر: هيهات هيهات بالخفض من غير تنوين، وكان يقف بالهاء. وقرأ أبو المتوكل الناجي، وسعيد بن جبير، وعكرمة: هيهات هيهات بالرفع من غير تنوين، وقرأ معاذ القارىء، وابن يعمر، وأبو رجاء، وخارجة عن أبي عمرو: هيهات هيهات بإسكان التاء فيهما. وفي هيهات عشر لغات قد ذكرنا منها سبعة عن القراء، والثامنة: إيهات، والتاسعة: إيهان بالنون، والعاشرة: إيها بغير نون، ذكرهن ابن القاسم؛ وأنشد الأحوص في الجمع بين لغتين منهن:تذكر أياما مضين من الصبا  وهيهات هيهاتا إليك رجوعهاقال الزجاج: فأما الفتح، فالوقف فيه بالهاء، تقول: هيهاه إذا فتحت ووقفت بعد الفتح، فإذا كسرت ووقفت على التاء كنت ممن ينون في الوصل، أو كنت ممن لا ينون. وتأويل هيهات: البعد لما توعدون. وإذا قلت: هيهات ما قلت، فمعناه: بعيد ما قلت. وإذا قلت: هيهات لما قلت، فمعناه: البعد لما قلت. ويقال: أيهات في معنى هيهات، وأنشدوا: وأيهات أيهات العقيق ومن به  وأيهات وصل بالعقيق نواصله قال أبو عمرو بن العلاء: إذا وقفت على هيهات فقل: هيهاه. وقال الفراء: الكسائي يختار الوقف بالهاء، وأنا اختار التاء. قوله تعالى: {لِمَا تُوعَدُونَ} قرأ ابن مسعود، وابن أبي عبلة: ما توعدون بغير لام. قال المفسرون: استبعد القوم بعثهم بعد الموت إغفالاً منهم للتفكر في بدو أمرهم وقدرة اللّه على إيجادهم،وأرادوا بهذا الاستبعاد أنه لا يكون أبدا، {إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا} يعنون: ما الحياة إلا ما نحن فيه، و ليس بعد الموت حياة. فإن قيل: كيف قالوا: {نَمُوتُ وَنَحْيَا} وهم لا يقرون بالبعث؟ فعنه ثلاثة أجوبة ذكرها الزجاج.

احدها: نموت ويحيا أولادنا، فكأنهم قالوا: يموت قوم ويحيا قوم.

والثاني: نحيا ونموت، لأن الواو للجمع، لا للترتيب.

والثالث: أبتداؤنا موات في أصل الخلقة، ثم نحيا، ثم نموت. قوله تعالى: {إِنْ هُوَ} يعنون الرسول. وقد سبق تفسير ما بعد هذا [هود ٧، النحل ٣٨] إلى قوله: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ} قال الزجاج: معناه: عن قليل، وما زائدة بمعنى التوكيد. قوله تعالى: {لَّيُصْبِحُنَّ نَـٰدِمِينَ} أي: على كفرهم، {فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقّ} أي: باستحقاقهم العذاب بكفرهم. قال المفسرون: صاح بهم جبريل صيحة رجفت لها الأرض من تحتهم، فصاروا لشدتها غثاء. قال أبو عبيدة: الغثاء ما أشبه الزبد وما ارتفع على السيل ونحو ذلك مما لا ينتفع به في شيء. وقال ابن قتيبة: المعنى: فجعلناهم هلكى كالغثاء، وهو ما علا السيل من الزبد والقمش، لأنه يذهب ويتفرق. وقال الزجاج: الغثاء: الهالك والبالي من ورق الشجر الذي إذا جرى السيل رأيته مخالطا زبده. وما بعد هذا قد سبق شرحه [الحجر ٥] إلى قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر: تترى كلما منونة والوقف بالألف. وقرأ نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي: بلا تنوين، والوقف عند نافع، وابن عامر بألف. وروى هبيرة، وحفص عن عاصم، أنه يقف بالياء؛ قال أبو علي: يعني بقوله: يقف بالياء، أي: بألف ممالة. قال الفراء: أكثر العرب على ترك التنوين، ومنهم من نون، قال ابن قتيبة: والمعنى: نتابع بفترة بين كل رسولين، وهو من التواتر، والأصل: وترى، فقبلت الواو تاء كما قلبوها في التقوى والتخمة. وحكى الزجاج عن الأصمعي أنه قال: معنى واترت الخبر: اتبعت بعضه بعضا، وبين الخبرين هنية. وقرات على شيخنا أبي منصور اللغوي قال: ومما تضعه العامة غير موضعه قولهم: تواترت كتبي إليك، يعنون: اتصلت من غير انقطاع، فيضعون التواتر في موصع الاتصال، وذلك غلط إنما التواتر مجيء الشيء ثم انقطاعة ثم مجيئه، وهو التفاعل من الوتر، وهو الفرد، يقال: واترت الخبر، أتبعت بعضه بعضا، وبين الخبرين هنيهة، قال اللّه تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} أصلها وترى من المواترة،فأبدلت التاء من الواو، ومعناه: منقطعة متفاوته، لأن بين كل نبيين دهرا طويلاً. وقال أبو هريرة: لا بأس بقضاء رمضان تترى، أي: منقطعا. فإذا قيل: واتر فلان كتبه، فالمعنى: تابعها، وبين كل كتابين فترة. قوله تعالى: {فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً} أي: أهلكنا الأمم بعضهم في إثر بعض {وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَحَادِيثَ} قال أبو عبيدة: أي: يتمثل بهم في الشر؛ ولا يقال في الخير: جعلته حديثا.

٤٥

انظر تفسير الآية:٤٨

٤٦

انظر تفسير الآية:٤٨

٤٧

انظر تفسير الآية:٤٨

٤٨

قوله تعالى: {فَٱسْتَكْبَرُواْ} أي: عن الإيمان باللّه وعبادته {وَكَانُواْ قَوْماً عَـٰلِينَ} أي: قاهرين للناس بالبغي والتطاول عليهم. قوله تعالى: {وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَـٰبِدُونَ} أي: مطيعون. قال أبو عبيدة: كل من دان لملك فهو عابد له.

٤٩

انظر تفسير الآية:٥٠

٥٠

قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ} يعني: التوراة، أعطيها جملة واحدة بعد غرق فرعون {لَّعَلَّهُم} يعني: بني اسرائيل، والمعنى: لكي يهتدوا. قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءايَةً} وقرأ ابن مسعود، وابن أبي عبلة: آيتين على التثنية، وهذا كقوله: {وَجَعَلْنَـٰهَا وَٱبْنَهَا ءايَةً} [الانبياء: ٩١] وقد سبق شرحه. قوله تعالى: {وَءاوَيْنَـٰهُمَا} أي: جعلناهما يأويان {إِلَىٰ رَبْوَةٍ} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: ربوة بضم الراء. وقرأ عاصم، وابن عامر: بفتحها. وقد شرحنا معنى الربوة في [البقرة ٢٦٥] {ذَاتِ قَرَارٍ} أي: مستوية يستقر عليها ساكنوها، والمعنى: ذات موضع قرار. وقال الزجاج: أي: ذات مستقر {وَمَعِينٍ} وهو الماء الجاري من العيون. وقال ابن قتيبة: ذات قرار أي: يستقر بها للعمارة، ومعين هو الماء الظاهر، ويقال: هو مفعول من العين، كأن أصله معيون، كما يقال: ثوب مخيط، وبر مكيل. واختلف المفسرون في موضع هذه الربوة الموصوفة على أربعة أقوال.

احدها: أنها دمشق، رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال عبد اللّه بن سلام، وسعيد بن المسيب.

والثاني: أنها بيت المقدس، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال قتادة. وعن الحسن كالقولين.

والثالث: أنها الرملة من أرض فلسطين، قاله أبو هريرة.

والرابع: مصر، قاله وهب بن منبه، وابن زيد، وابن السائب.

فأما السبب الذي لأجله أويا إلى الربوة، فقال أبو صالح عن ابن عباس: فرت مريم بابنها عيسى من ملكهم، ثم رجعت إلى أهلها بعد اثنتي عشرة سنة. قال وهب بن منبه: وكان الملك أراد قتل عيسى.

٥١

انظر تفسير الآية:٥٦

٥٢

انظر تفسير الآية:٥٦

٥٣

انظر تفسير الآية:٥٦

٥٤

انظر تفسير الآية:٥٦

٥٥

انظر تفسير الآية:٥٦

٥٦

قوله تعالى: {يأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ} قال ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة في آخرين: يعني بالرسل هاهنا محمدا صلى اللّه عليه وسلم وحده، وهو مذهب العرب في مخاطبة الواحد خطاب الجميع، ويتضمن هذا أن الرسل جميعا كذا أمروا، وإلى هذا المعنى ذهب ابن قتيبة، والزجاج، والمراد بالطيبات: الحلال. قال عمرو بن شرحبيل: كان عيسى عليه السلام يأكل من غزل أمه. قوله تعالى: {وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: وأن بالفتح وتشديد النون. وافق ابن عامر في فتح الألف، لكنه سكن النون. وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: وإن بكسر الألف وتشديد النون. قال الفراء: من فتح، عطف على قوله: إني بما تعملون عليم وبأن هذه أمتكم، فموضعها خفص لأنها مردودة على ما؛ وإن شئت كانت منصوبة بفعل مضمر، كأنك قلت: واعلموا هذا؛ ومن كسر استأنف. قال أبو علي الفارسي: وأما ابن عامر، فإنه خفف النون المشددة، وإذا خففت تعلق بها ما يتعلق بالمشددة. وقد شرحنا معنى الآية والتي بعدها في [الانبياء ٩٢] إلى قوله زبرا وقرأ ابن عباس، وأبو عمران الجوني: زبرا برفع الزاي وفتح الباء. وقرأ أبو الجوزاء، وابن السميفع: زبرا برفع الزاي وإسكان الباء. قال الزجاج: من قرأ زبرا بضم الباء، فتأويله: جعلوا دينهم كتبا مختلفة، جمع زبور. ومن قرأ زبرا بفتح الباء، أراد قطعا. قوله تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} أي: بما عندهم من الدين الذي ابتدعوه معجبون، يرون أنهم على الحق. وفي المشار إليهم قولان.

احدهما: أنهم أهل الكتاب، قاله مجاهد.

والثاني: أنهم أهل الكتاب ومشركو العرب، قاله ابن السائب.

قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ} وقرأ ابن مسعود، وأبي بن كعب: في غمراتهم على الجمع.قال الزجاج: في عمايتهم وحيرتهم، {حَتَّىٰ حِينٍ} أي: إلى حين يأتيهم ما وعدوا به من العذاب. قال مقاتل: يعني كفار مكة. فصل وهل هذه الآية منسوخة، أم لا؟ فيها قولان.

احدهما: أنها منسوخة بآية السيف.

والثاني: أن معناها التهديد، فهي محكمة. قوله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ} وقرأ عكرمة، وأبو الجوزاء: يمدهم بالياء المرفوعة وكسر الميم. وقرأ أبو عمران الجوني: نمدهم بنون مفتوحة ورفع الميم. قال الزجاج: المعنى: أيحسبون أن الذي نمدهم به {مِن مَّالٍ وَبَنِينَ} مجازاة لهم؟ٰ إنما هو استدراج، {نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ٱلْخَيْرٰتِ} أي: نسارع لهم به في الخيرات. وقرأ ابن عباس، وعكرمة، وأيوب السختياني: يسارع بياء مرفوعة وكسر الراء. وقرأ معاذ القارىء، وأبو المتوكل مثله، إلا أنهما فتحا الراء. وقرأ أبو عمران الجوني، وعاصم الجحدري، وابن السميفع: يسرع بياء مرفوعة وسكون السين ونصب الراء من غير ألف. قوله تعالى: {بَل لاَّ يَشْعُرُونَ} أي: لا يعلمون أن ذلك استدراج لهم.

٥٧

انظر تفسير الآية:٦١

٥٨

انظر تفسير الآية:٦١

٥٩

انظر تفسير الآية:٦١

٦٠

انظر تفسير الآية:٦١

٦١

ثم ذكر المؤمنين فقال: {إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم خَشْيَةِ * مِن رَّبّهِمْ مُشْفِقُونَ} وقد شرحنا هذا المعنى في قوله: {وَهُمْ مّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الانبياء: ٢٨]. قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ} وقرأ عاصم الجحدري: يأتون ما أتوا بقصر همزة أتوا. وسألت عائشة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن هذه الآية فقالت: يا رسول اللّه، أهم الذين يذنبون وهم مشفقون؟ فقال: لا بل هم الذين يصلون وهم مشفقون، ويصومون وهم مشفقون، ويتصدقون وهم مشفقون أن لا يتقبل منهم. قال الزجاج: فمعنى يؤتون: يعطون ما أعطوا وهم يخافون أن لا يتقبل منهم، {أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبّهِمْ رٰجِعُونَ} أي: لأنهم يوقنون أنهم يرجعون. ومعنى يأتون: يعملون الخيرات وقلوبهم خائفة أن يكونوا مع اجتهادهم مقصرين، {أُوْلَـئِكَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ} وقرأ أبو المتوكل، وابن السميفع: يسرعون برفع الياء وإسكان السين وكسر الراء من غير ألف. قال الزجاج: يقال: أسرعت وسارعت في معنى واحد، إلا أن سارعت أبلغ من أسرعت، {وَهُمْ لَهَا} أي: من أجلها، وهذا كما تقول: أنا أكرم فلانا لك، أي: من أجلك. وقال بعض أهل العلم: الوجل المذكور هاهنا واقع على مضمر.

٦٢

انظر تفسير الآية:٦٧

٦٣

انظر تفسير الآية:٦٧

٦٤

انظر تفسير الآية:٦٧

٦٥

انظر تفسير الآية:٦٧

٦٦

انظر تفسير الآية:٦٧

٦٧

قوله تعالى: {وَلَدَيْنَا كِتَابٌ} يعني: اللوح المحفوظ {يَنطِقُ بِٱلْحَقّ} قد أثبت فيه أعمال الخلق، فهو ينطق بما يعملون {وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} أي: لا ينقصون من ثواب أعمالهم. ثم عاد إلى الكفار، فقال: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مّنْ هَـٰذَا} قال مقاتل: في غفلة عن الإيمان بالقرآن. وقال ابن جرير: في عمى عن هذا القرآن. قال الزجاج: يجوز أن يكون إشارة إلى ما وصف من أعمال البر في قوله: {أُوْلَـئِكَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ} فيكون المعنى: بل قلوب هؤلاء في عماية من هذا، ويجوز أن يكون إشارة إلى الكتاب، فيكون المعنى: بل قلوبهم في غمرة من الكتاب الذي ينطق بالحق وأعمالهم محصاة فيه. فخرج في المشار اليه ب {هَـٰذَا} ثلاثة أقوال.

احدها: القرآن.

والثاني: أعمال البر.

والثالث: اللوح المحفوظ. قوله تعالى: {وَلَهُمْ أَعْمَـٰلٌ مّن دُونِ ذٰلِكَ} فيه أربعة أقوال.

احدها: أعمال سيئة دون الشرك، رواه عكرمة عن ابن عباس.

والثاني: خطايا سيئة من دون ذلك الحق، قاله مجاهد. وقال ابن جرير: من دون أعمال المؤمنين وأهل التقوى والخشية.

والثالث: أعمال غير الأعمال التي ذكروا بها سيعملونها، قاله الزجاج.

والرابع: أعمال من قبل الحين الذي قدر اللّه تعالى أنه يعذبهم عند مجيئه من المعاصي، قاله أبو سليمان الدمشقي. قوله تعالى: {هُمْ لَهَا عَـٰمِلُونَ} إخبار بما سيعملونه من أعمالهم الخبيثة التي كتبت عليهم لا بد لهم من عملها. قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ} أي: أغنياءهم ورؤساءهم، والإشارة إلى قريش. وفي المراد بالعذاب قولان.

احدهما: ضرب السيوف يوم بدر،قاله ابن عباس، ومجاهد، والضحاك.

والثاني: الجوع الذي عذبوا به سبع سنين، قاله ابن السائب. و{يَجْـئَرُونَ} بمعنى: يصيحون. {لاَ تَجْـئَرُواْ ٱلْيَوْمَ} أي: لا تستغيثوا من العذاب {إِنَّكُمْ مّنَّا لاَ تُنصَرُونَ} أي: لا تمنعون من عذابنا {قَدْ كَانَتْ ءايَـتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ} يعني: القرآن {فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِكُمْ تَنكِصُونَ} أي: ترجعون وتتأخرون عن الإيمان بها. {مُسْتَكْبِرِينَ} منصوب على الحال. وقوله: {بِهِ} الكناية عن البيت الحرام، وهي كناية عن غير مذكور؛ والمعنى: إنكم تستكبرون وتفتخرون بالبيت والحرم، لأمنكم فيه مع خوف سائر الناس في مواطنهم. تقولون: نحن أهل الحرم فلا نخاف أحدا. ونحن أهل بيت اللّه وولاته، هذا مذهب ابن عباس وغيره. قال الزجاج: ويجوز أن تكون الهاء في به للكتاب، فيكون المعنى: تحدث لكم تلاوته عليكم استكبارا. قوله تعالى: {سَـٰمِراً} قال أبو عبيدة: معناه: تهجرون سمارا، والسامر بمعنى السمار، بمنزلة طفل في موضع أطفال، وهو من سمر الليل. وقال ابن قتيبة: سامرا أي: متحدثين ليلاً، والسمر حديث الليل. وقرأ أبي بن كعب، وأبو العالية، وابن محيصن: سمرا بضم السين وتشديد الميم وفتحها، جمع سامر. وقرأ ابن مسعود، وأبو رجاء، وعاصم الجحدري: سمارا برفع السين تشديد الميم وألف بعدها. قوله تعالى: {تَهْجُرُونَ} قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: تهجرون بفتح التاء وضم الجيم. وفي معناها أربعة أقوال.

احدها: تهجرون ذكر اللّه والحق، رواه العوفي عن ابن عباس.

والثاني: تهجرون كتاب اللّه تعالى ونبيه صلى اللّه عليه وسلم، قاله الحسن.

والثالث: تهجرون البيت، قاله أبو صالح. وقال سعيد بن جبير: كانت قريش تسمر حول البيت، وتفتخر به ولا تطوف به.

والرابع: تقولون هجرا من القول، وهو اللغو والهذيان، قاله ابن قتيبة. قال الفراء: يقال قد هجر الرجل في منامه: إذا هذى، والمعنى: إنكم تقولون في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما ليس فيه ومالا يضره. وقرأ ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة، وابن محيصن، ونافع: تهجرون بضم التاء وكسر الجيم. قال ابن قتيبة: وهذا من الهجر، وهو السب والإفحاش من المنطق، يريد سبهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم ومن اتبعه. وقرأ أبو العالية، وعكرمة، وعاصم الجحدري، وأبو نهيك: تهجرون بتشديد الجيم ورفع التاء؛ قال ابن الأنباري: ومعناها معنى قراءة ابن عباس.

٦٨

انظر تفسير الآية:٧٠

٦٩

انظر تفسير الآية:٧٠

٧٠

قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ} يعني: القرآن فيعرفوا ما فيه من الدلالات والعبر على صدق رسولهم {أَمْ جَاءهُمْ لَمْ يَأْتِ ءابَاءهُمُ ٱلاْوَّلِينَ} المعنى: أليس قد أرسل الأنبياء إلى أممهم كما أرسل محمد صلى اللّه عليه وسلم؟ٰ {أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ} هذا توبيخ لهم، لأنهم عرفوا نسبه وصدقه وأمانته صغيرا وكبيرا ثم أعرضوا عنه. الجنة: الجنون، {بَلْ جَاءهُمْ بِٱلْحَقّ} يعني القرآن.

٧١

انظر تفسير الآية:٧٣

٧٢

انظر تفسير الآية:٧٣

٧٣

قوله تعالى: {وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ} في المراد بالحق قولان.

احدهما: أنه اللّه عز وجل، قاله مجاهد، وابن جريج، والسدي في آخرين.

والثاني: أنه القرآن، ذكره الفراء، والزجاج. فعلى القول الأول يكون المعنى: لو جعل اللّه لنفسه شريكا كما يحبون. وعلى الثاني: لو نزل القرآن بما يحبون من جعل شريك للّه {لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضِ وَأَعْلَمُ مِنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَـٰهُمْ بِذِكْرِهِمْ} أي: بما فيه شرفهم وفخرهم، وهو القرآن {فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ} أي: قد تولوا عما جاءهم من شرف الدنيا والآخرة. وقرأ ابن مسعود، وأبي بن كعب، وأبو رجاء، وأبو الجوزاء: بل أتيناهم بذكراهم فهم عن ذكراهم معرضون بألف فيهما. {أَمْ تَسْـئَلُهُمْ} عما جئتهم به {خَرْجاً} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم: خرجا بغير ألف فخراج بألف. وقرأ ابن عامر: خرجا فخرج بغير ألف في الحرفين. وقرأ حمزة، والكسائي: خراجا بألف فخراج بألف في الحرفين. ومعنى خرجا أجرا ومالاً {فَخَرَاجُ رَبّكَ} أي: فما يعطيك ربك من أجره وثوابه {خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرزِقِينَ} أي: أفضل من أعطى؛ وهذا على سبيل التنبيه لهم أنه لم يسألهم أجرا، لا أنه قد سألهم والناكب: العادل؛ يقال: نكب عن الطريق، أي: عدل عنه.

٧٤

انظر تفسير الآية:٧٧

٧٥

انظر تفسير الآية:٧٧

٧٦

انظر تفسير الآية:٧٧

٧٧

قوله تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَـٰهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مّن ضُرّ} قال ابن عباس: الضر هاهنا: الجوع الذي نزل بأهل مكة حين دعا عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: اللّهم أعني على قريش بسنين كسني يوسف، فجاء أبو سفيان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فشكا إليه الضر، وأنهم قد أكلوا القد والعظام، فنزلت هذه الآية والتي بعدها، وهو العذاب المذكور في قوله: {وَلَقَدْ أَخَذْنَـٰهُمْ بِٱلْعَذَابِ}. قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ} فيه ثلاثة أقوال.

احدها: أنه يوم بدر، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.

والثاني: أنه الجوع الذي أصابهم، قاله مقاتل.

والثالث: باب من عذاب جهنم في الآخرة، حكاه الماوردي.

قوله تعالى: {إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو المتوكل، وأبو نهيك، ومعاذ القارىء: مبلسون بفتح اللام. وقد شرحنا معنى المبلس في [الأنعام: ٤٥].

٧٨

انظر تفسير الآية:٨٥

٧٩

انظر تفسير الآية:٨٥

٨٠

انظر تفسير الآية:٨٥

٨١

انظر تفسير الآية:٨٥

٨٢

انظر تفسير الآية:٨٥

٨٣

انظر تفسير الآية:٨٥

٨٤

انظر تفسير الآية:٨٥

٨٥

قوله تعالى: {قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} قال المفسرون: يريد أنهم لا يشكرون أصلا. قوله تعالى: {ذَرَأَكُمْ فِى ٱلاْرْضِ} أي: خلقكم من الأرض. قوله تعالى: {وَلَهُ ٱخْتِلَـٰفُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ} أي: هو الذي جعلهما مختلفين يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} ما ترون من صنعه؟ٰ وما بعد هذا ظاهر إلى قوله {قُل لّمَنِ ٱلاْرْضُ} أي: قل لأهل مكة المكذبين بالبعث: لمن الأرض {وَمَن فِيهَا} من الخلق {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} بحالها، {سَيَقُولُونَ للّه} قرأ أبو عمرو: للّه بغير ألف هاهنا، وفي اللذين بعدها بألف. وقرأ الباقون: للّه في المواضع الثلاثة. وقراءة أبي عمرو على القياس. قال الزجاج: ومن قرأ: سيقولون اللّه فهو جواب السؤال، ومن قرأ للّه فجيد أيضا لأنك إذا قلت؛ من صاحب هذ الدار؟ فقيل: لزيد، جاز، لأن معنى من صاحب هذه الدار؟ لمن هي؟ وقال أبو علي الفارسي: من قرأ للّه في الموضعين الآخرين، فقد أجاب على المعنى دون ما يقتضيه اللفظ. وقرأ سعيد بن جبير، وأبوالمتوكل، وأبو الجوزاء: سيقولون اللّه اللّه اللّه بألف فيهن كلهن. قال أبو علي الأهوازي: وهو في مصاحف أهل البصرة بألف فيهن. قوله تعالى: {قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} فتعلمون أن من قدر على خلق ذلك ابتداءا، أقدر على إحياء الأموات؟ٰ

٨٦

انظر تفسير الآية:٨٩

٨٧

انظر تفسير الآية:٨٩

٨٨

انظر تفسير الآية:٨٩

٨٩

قوله تعالى: {أَفَلاَ تَتَّقُونَ} فيه قولان.

احدهما: تتقون عبادة غيره.

والثاني: تخشون عذابه. فأما الملكوت، فقد شرحناه في [الأنعام: ٧٥]. قوله تعالى: {وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ} أي: يمنع من السوء من شاء، ولا يمنع منه من أراده بسوء، يقال: أجرت فلانا: أي: حميته، وأجرت عليه: أي: حميت عنه. قوله تعالى: {فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ} قال ابن قتيبة: أنى تخدعون وتصرفون عن هذا؟ٰ

٩٠

انظر تفسير الآية:٩٢

٩١

انظر تفسير الآية:٩٢

٩٢

قوله تعالى: {بَلْ أَتَيْنَـٰهُمْ بِٱلْحَقّ} أي: بالتوحيد والقرآن {وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ} فيما يضيفون الى اللّه من الولد والشريك؛ ثم نفاهما عنه بما بعد هذا إلى قوله {إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ} أي: لانفرد بخلقه ولم يرض أن يضاف خلقه وإنعامه إلى غيره، ولمنع الإله الآخر عن الاستيلاء على ما خلق {وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} أي: غلب بعضهم بعضا. قوله تعالى: {عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم: عالم بالخفض. وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: عالم بالرفع. قال الاخفش: الجر أجود، ليكون الكلام من وجه واحد، والرفع على أن يكون خبر ابتداء محذوف، ويقويه أن الكلام الأول قد انقطع.

٩٣

انظر تفسير الآية:٩٨

٩٤

انظر تفسير الآية:٩٨

٩٥

انظر تفسير الآية:٩٨

٩٦

انظر تفسير الآية:٩٨

٩٧

انظر تفسير الآية:٩٨

٩٨

قوله تعالى: {إِمَّا تُرِيَنّى} وقرأ أبو عمران الجوني، والضحاك، ترئني بالهمز بين الراء والنون من غير ياء. والمعنى: إن أريتني ما يوعدون من القتل والعذاب، فاجعلني خارجا عنهم ولا تهلكني بهلاكهم؛ فأراه اللّه تعالى ما وعدهم ببدر وغيرها، ونجاه ومن معه. قوله تعالى: {ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ٱلسَّيّئَةَ} فيه أربعة أقوال.

احدها: ادفع إساءة المسيء بالصفح، قاله الحسن.

والثاني: ادفع الفحش بالسلام، قاله عطاء، والضحاك.

والثالث: ادفع الشرك بالتوحيد، قاله ابن السائب.

والرابع: ادفع المنكر بالموعظة، حكاه الماوردي. وذكر بعض المفسرين أن هذا منسوخ بأية السيف. قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} أي: بما يقولون من الشرك والتكذيب؛ والمعنى إنا نجازيهم على ذلك. {وَقُلْ رَّبّ أَعُوذُ} أي: ألجأ وامتنع {بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّيـٰطِينِ} قال ابن قتيبة: هو نخسها وطعنها، ومنه قيل للعائب: همزة، كأنه يطعن وينخس إذا عاب. وقال ابن فارس: الهمز كالعصر، يقال: همزت الشيء في كفي، ومنه الهمز في الكلام، لأنه كأنه يضغط الحرف، وقال غيره: الهمز في اللغة: الدفع، وهمزات الشياطين: دفعهم بالإغواء إلى المعاصي. قوله تعالى: {أَن يَحْضُرُونِ} أي: أن يشهدون؛ والمعنى: أن يصيبوني بسوء، لأن الشيطان لا يحضر ابن آدم الا بسوءٍ. هم ثم أخبر أن هؤلاء الكفار المنكرين للبعث يسألون الرجعة إلى الدنيا عند الموت بالآية التي تلي هذه، وقيل: هذا السؤال منهم للملائكة الذين يقبضون أرواحهم. فإن قيل: كيف قال: ارجعون وهو يريد: ارجعني؟ فالجواب: أن هذا اللفظ تعرفه العرب للعظيم الشأن، وذلك أنه يخبر عن نفسه فيه بما تخبر به الجماعة، كقوله: {إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ} [ق: ٤٣] فجاء خطابه كإخباره عن نفسه، هذا قول الزجاج.

٩٩

انظر تفسير الآية:١٠٤

١٠٠

انظر تفسير الآية:١٠٤

١٠١

انظر تفسير الآية:١٠٤

١٠٢

انظر تفسير الآية:١٠٤

١٠٣

انظر تفسير الآية:١٠٤

١٠٤

قوله تعالى: {لَعَلّى أَعْمَلُ صَـٰلِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} قال ابن عباس: فيما مضى من عمري. وقال مقاتل: فيما تركت من العمل الصالح. قوله تعالى: {كَلاَّ} أي: لا يرجع الى الدنيا {أَنَّهَا} يعني مسألته الرجعة {كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} أي: هو كلام لا فائدة له فيه {وَمِن وَرَائِهِمْ} أي: أمامهم وبين أيديهم {بَرْزَخٌ} قال ابن قتيبة: البرزخ: ما بين الدنيا والآخرة، وكل شيء بين شيئين فهو برزخ. وقال الزجاج: البرزخ في اللغة: الحاجز، وهو هاهنا: ما بين موت الميت وبعثه. قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِى ٱلصُّورِ} في هذه النفخة قولان.

احدهما: أنها النفخة الأولى، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.

والثاني: أنها الثانية، رواه عطاء عن ابن عباس. قوله تعالى: {فَلاَ أَنسَـٰبَ بَيْنَهُمْ} في الكلام محذوف، تقديره: لا أنساب بينهم يومئذ يتفاخرون بها أو يتقاطعون بها، لأن الأنساب لا تنقطع يومئذ، إنما يرفع التواصل والتفخار بها.وفي قوله: {وَلاَ يَتَسَاءلُونَ} ثلاثة أقوال.

احدها: لا يتساءلون بالأنساب أن يترك بعضهم لبعض حقه.

والثاني: لا يسأل بعضهم بعضا عن شأنه، لاشتغال كل واحد بنفسه.

والثالث: لا يسأل بعضهم بعضا من أي قبيل أنت، كما تفعل العرب لتعرف النسب فتعرف قدر الرجل. وما بعد هذا قد سبق تفسير [الاعراف: ٨] إلى قوله: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ} قال الزجاج: تلفح وتنفح بمعنى واحد، إلا أن اللفح أعظم تأثيرا، والكالح: الذي قد تشمرت شفته عن أسنانه، نحو ما ترى من رؤوس الغنم إذا برزت الأسنان وتشمرت الشفاه. وقال ابن مسعود: قد بدت أسنانهم وتقلصت شفاههم كالرأس المشيط بالنار.وروى أبو عبد اللّه الحاكم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال في هذه الآية: تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته.

١٠٥

انظر تفسير الآية:١١١

١٠٦

انظر تفسير الآية:١١١

١٠٧

انظر تفسير الآية:١١١

١٠٨

انظر تفسير الآية:١١١

١٠٩

انظر تفسير الآية:١١١

١١٠

انظر تفسير الآية:١١١

١١١

قوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ} المعنى: ويقال لهم: ألم تكن {تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱسْتَكْبَرْتُمْ} يعني: القرآن. {قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} قرأ ابن كثير، وعاصم، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: شقوتنا بكسر الشين من غير ألف، وقرأ عمرو ابن العاص، وأبو رزين العقيلي، وأبو رجاء العطاردي كذلك، إلا أنه بفتح الشين. و قرأ ابن مسعود، وابن عباس، وابو عبد الرحمن السلمي، والحسن، والأعمش، وحمزة، والكسائي: شقاوتنا بألف مع فتح الشين والقاف؛ وعن الحسن، وقتادة كذلك، إلا أن الشين مكسورة. قال المفسرون: أقر القوم بأن ما كتب عليهم من الشقاء منعهم الهدى. قوله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا} أي: من النار. قال ابن عباس: طلبوا الرجوع الى الدنيا {فَإِنْ عُدْنَا} أي: إلى الكفر والمعاصي.

قوله تعالى: {اخسؤوا} قال الزجاج: تباعدوا تباعد سخط، يقال: خسأت الكلب اخسؤه: إذا زجرته ليتباعد. قوله تعالى: {فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِ} أي: في رفع العذاب عنك. قال عبد اللّه ابن عمرو: إن أهل جهنم يدعون مالكاً أربعين عاماً، فلا يجيبهم، ثم يقول: {إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ} [الزخرف: ٧٧] ثم ينادون ربهم {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا} فيدعهم مثل عمر الدنيا، ثم يقول: {إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ} ثم ينادون ربهم {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا} فيدعهم مثل عمر الدنيا، ثم يرد عليهم {ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِ} فما ينبس القوم بعد ذلك بكلمة إن كان، إلا الزفير والشهيق. ثم بين الذي لأجله أخسأهم بقوله: {أَنَّهُ} وقرأ ابن مسعود.وأبو عمران الجوني، وعاصم الجحدري: أنه بفتح الهمزة {كَانَ فَرِيقٌ مّنْ عِبَادِى} قال ابن عباس: يريد المهاجرين، قوله تعالى: {فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ} قال الزجاج: الأجود إدغام الذال في التاء لقرب المخرجين، وإن شئت أظهرت، لأن الذال من كلمة والتاء من كلمة، وبين الذل والتاء في المخرج شيء من التباعد. قوله تعالى: {سِخْرِيّاً} قرأ نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو حاتم عن يعقوب: سخرياً بضم السين هاهنا وفي [ص: ٦٣]، تابعهم المفضل في [ص: ٣٢] وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر: بكسر السين في السورتين. ولم يختلف في ضم السين في الحرف الذي في [الزخرف: ٣٢] واختار الفراء الضم، والزجاج الكسر. وهل هما بمعنى؟ فيه قولان.

احدهما: أنهما لغتان ومعناهما واحد، قاله الخليل، وسيبويه، ومثله قول العرب، بحر لجي ولجي، وكوكب دري ودري.

والثاني: أن الكسر بمعنى الهمز، والضم بمعنى: السخرة والاستعباد، قاله أبو عبيدة، وحكاه الفراء، وهو مروي عن الحسن، وقتادة. قال أبو علي: قراءة عن كسر ارجح من قراءة من ضم، لأنه من الهزء، والأكثر في الهزء كسر السين. قال مقاتل: كان رؤوس كفار قريش كأبي جهل وعقبة والوليد قد اتخذوا فقراء اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كعمار وبلال وخباب وصهيب سخريا يستهزئون بهم ويضحكون منهم، قوله تعالى: {حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى} أي: أنساكم الاشتغال بالاستهزاء بهم ذكري، فنسب الفعل إلى المؤمنين وإن لم يفعلوه، لأنهم كانوا السبب في وجوده، كقوله: {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ ٱلنَّاسِ} [ابراهيم: ٣٦]. قوله تعالى: {إِنِى جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُواْ} أي: على أذاكم واستهزائكم {أَنَّهُمْ} قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: أنهم، بفتح الألف. وقرأ حمزة، والكسائي: إنهم بكسرها. فمن فتح أنهم، فالمعنى جزيتهم بصبرهم الفوز، ومن كسر إنهم، استأنف.

١١٢

انظر تفسير الآية:١١٨

١١٣

انظر تفسير الآية:١١٨

١١٤

انظر تفسير الآية:١١٨

١١٥

انظر تفسير الآية:١١٨

١١٦

انظر تفسير الآية:١١٨

١١٧

انظر تفسير الآية:١١٨

١١٨

قوله تعالى: {قَـٰلَ كَمْ لَبِثْتُمْ} قرأ نافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: قال كم لبثتم وهذا سؤال اللّه تعالى للكافرين. وفي وقته قولان.

احدهما: أنه يسألهم يوم البعث.

والثاني: بعد حصولهم في النار. وقرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي: قل كم لبثتم وفيها قولان.

احدهما: أنه خطاب لكل واحد منهم، والمعنى: قل ياأيها الكافر.

والثاني: أن المعنى: قولوا، فأخرجه مخرج الأمر للواحد، والمراد الجماعة، لأن المعنى مفهوم. وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: يدغمون ثاء لبثتم، والباقون لا يدغمونها؛ فمن أدغم، فلتقارب مخرج الثاء والتاء، ومن لم يدغم، فلتباين المخرجين. وفي المراد بالأرض قولان.

احدهما: أنها القبور.

والثاني: الدنيا. فاحتقر القوم ما لبثوا لما عاينوا من الأهوال والعذاب فقالوا: {لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} قال الفراء: والمعنى: لا ندري كم لبثنا. وفي المراد بالعادين قولان:

احدهما: الملائكة، قاله مجاهد.

والثاني: الحساب، قاله قتادة. وقرأ الحسن، والزهري، وأبو عمران الجوفي، وابن يعمر: العادين بنخفيف الدال. قوله تعالى: {قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ} قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: قال إن لبثتم. وقرأ حمزة، والكسائي: قل إن لبثتم على معنى: قل أيها السائل عن لبثهم. وزعموا أن في مصحف أهل الكوفة قل في الموضعين، فقرأهما حمزة، والكسائي على ما في مصاحفهم، أي: ما لبثتم في الأرض {إِلاَّ قَلِيلاً} لأن مكثهم في الأرض وإن طال، فإنه متناهٍ، ومكثهم في النار لا يتناهى.وفي قوله: {لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} قولان.

احدهما: لو علمتم قدر لبثكم في الأرض.

والثاني: لم علمتم أنكم إلى اللّه ترجعون، فعملتم لذلك. قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ} أي: أفظننتم أنما {خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً} أي: للعبث؛ والعبث في اللغة: اللعب، وقيل: هو الفعل لا لغرض صحيح، {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم: لا ترجعون بضم التاء. وقرأ حمزة، والكسائي بفتحها. {فَتَعَـٰلَى ٱللّه} عما يصفه به الجاهلون من الشرك والولد، {ٱلْمَلِكُ} قال الخطابي: هو التام الملك الجام ع لأصناف المملوكات. وأما المالك: فهو الخالص الملك. وقد ذكرنا معنى الحق في [يونس: ٣٢]. قوله تعالى: {رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ} والكريم في صفة الجماد بمعنى: الحسن. وقرأ ابن محيصن: الكريم برفع الميم، يعني اللّه عز وجل. قوله تعالى: {لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} أي: لا حجة له به ولا دليل؛ وقال بعضهم: معناه: فلا برهان له به. قوله تعالى: {فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبّهِ} أي: جزاؤه عند ربه.

﴿ ٠