٢٤ قوله تعالى: {وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا} أي: لا يخافون البعث {لَوْلاَ} أي: هلا {أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلَـئِكَةُ} فكانوا رسلا إلينا وأخبرونا بصدقك، {أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا} فيخبرنا أنك رسوله، {لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِى أَنفُسِهِمْ} أي: تكبروا حين سألوا هذه الآيات، {وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً} قال الزجاج: العتو في اللغة: مجاوزة القدر في الظلم. قوله تعالى: {يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلَـئِكَةَ} فيه قولان. احدهما: عند الموت. والثاني: يوم القيامة. قال الزجاج: وانتصب اليوم على معنى: لا بشرى للمجرمين يوم يرون الملائكة، و{يَوْمَئِذٍ} مؤكد لـ {يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلَـئِكَةَ} والمعنى: أنهم يمنعون البشرى في ذلك اليوم، ويجوز أن يكون {يَوْمٍ} منصوبا على معنى: اذكر يوم يرون الملائكة، ثم أخبر فقال: {لاَ بُشْرَىٰ} والمجرمون هاهنا الكفار. قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً} وقرأ قتادة، والضحاك، ومعاذ القارىء: {حِجْراً} بضم الحاء. قال الزجاج: وأصل الحجر في اللغة: ما حجرت عليه، أي: منعت من ان يوصل إليه، ومنه حجر القضاة على الأيتام. وفي القائلين لهذا قولان. احدهما: أنهم الملائكة، يقولون للكفار: حجرا محجورا، أي: حراما محرما. وفيما حرموه عليهم قولان: احدهما: البشرى، فالمعنى: حرام محرم ان تكون لكم البشرى، قاله الضحاك، والفراء وابن قتيبة، والزجاج. والثاني: أن تدخلوا الجنة، قاله مجاهد. والثاني: أنه قول المشركين إذا عاينوا العذاب، ومعناه: الاستعاذة من الملائكة، روي عن مجاهد أيضا. وقال ابن فارس: كان الرجل إذا لقي من يخافه في الشهر الحرام، قال: حجرا أي: حرام عليك أذاي، فاذا رأى المشركون الملائكة يوم القيامة، قالوا: حجْرا مَحْجورا، يظنون أنه ينفعهم كما كان ينفعهم في الدنيا. قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا} قال ابن قتيبة: أي: قصدنا وعمدنا، والأصل أن من اراد القدوم إلى موضع عمد له وقصده. قوله تعالى: {إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ} أي من أعمال الخير {فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء} لأن العمل لا يتقبل مع الشرك. وفي الهباء خمسة أقوال. احدها: أنه ما رأيته يتطاير في الشمس التي تدخل من الكوة مثل الغبار، قاله علي عليه السلام، والحسن، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، واللغويون، والمعنى: ان اللّه أحبط أعمالهم حتى صارت بمنزلة الهباء. والثاني: أنه الماء المهراق، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. والثالث: أنه ما تنسفه الرياح وتذريه من التراب وحطام الشجر، رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس. والرابع: أنه الشرر الذي يطير من النار، إذا أضرمت فاذا وقع لم يكن شيئا، رواه عطية عن ابن عباس. والخامس: أنه ما يسطع من حوافر الدواب، قاله مقاتل. والمنثور: المتفرق. قوله تعالى: {أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ} أي: يوم القيامة، {خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً} أفضل منزلا من المشركين {وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} قال الزجاج: المقيل: المقام وقت القائلة، وهو النوم نصف النهار. وقال الأزهري: القيلولة عند العرب: الاستراحة نصف النهار إذا اشتد الحر، وإن لم يكن مع ذلك نوم. وقال ابن مسعود، وابن عباس: لا ينتصف النهار من يوم القيامة، حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار. |
﴿ ٢٤ ﴾