|
٣٤ قوله تعالى: {لَوْلاَ نُزّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْءانُ جُمْلَةً وٰحِدَةً} أي: كما أنزلت التوراة والإنجيل والزبور، فقال اللّه عز وجل: {كَذٰلِكَ} أي: أنزلناه كذلك متفرقا، لأن معنى ما قالوا: لمَ نزل عليه متفرقا؟ فقيل: إنما أنزلناه كذلك {لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} أي: لنقوي به قلبك فتزداد بصيرة، وذلك أنه كان يأتيه الوحي في كل أمر وحادثة، فكان أقوى لقلبه، وأنور لبصيرته، وأبعد لاستيحاشه {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} أي: أنزلناه على الترتيل، وهو التمكث الذي يضاد العجلة. قوله تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ} يعني المشركين {بِمَثَلٍ} يضربونه لك في مخاصمتك وإبطال أمرك {إِلاَّ جِئْنَـٰكَ بِٱلْحَقّ} أي: بالذي هو الحق، لترد به كيدهم {وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} من مثلهم، والتفسير: البيان والكشف. قال مقاتل: ثم أخبر بمستقرهم في الآخرة، فقال: {ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ} وذلك أن كفار مكة قالوا: إن محمدا وأصحابه شر خلق اللّه، فنزلت هذه الآية. قوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً} أي: منزلا ومصيرا {وَأَضَلُّ سَبِيلاً} دينا وطريقا من المؤمنين. |
﴿ ٣٤ ﴾