|
٢٨ قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ} سأله عن ماهية من لا ماهية له، فأجابه بما يدل عليه من مصنوعاته. وفي قوله: إن كنتم موقنين قولان. احدهما: أنه خلق السماوات والأرض. والثاني: إن كنتم موقنين أن ما تعاينوه كما تعاينونه فكذلك، فأبقنوا أن رب العالمين رب السماوات والارض. {قَالَ} يعني فرعون لمن حوله من أشراف قومه {أَلاَ تَسْتَمِعُونَ} معجبا لهم. فإن قيل: فأين جوابهم؟ فالجواب: أنه أراد ألا تستمعون قول موسى؟ فرد موسى لأنه المراد بالجواب، ثم زاد في البيان بقوله: {رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءابَائِكُمُ ٱلاْوَّلِينَ}، فأعرض فرعون عن جوابه ونسبه إلى الجنون، فلم يحفل موسى بقول فرعون، واشتغل بتأكيد الحجة ف {قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} أي: إن كنتم ذوي عقول، لم يخف عليكم ما أقول. |
﴿ ٢٨ ﴾