٥٣

قوله تعالى: وكان في المدينة وهي الحِجْر التي نزلها صالح

{تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِى ٱلاْرْضِ} يريد: في أرض الحجر، وفسادهم: كفرهم ومعاصيهم، وكانوا يسفكون الدماء ويثبون على الأموال والفروج، وهم الذين عملوا في قتل الناقة.

وروي عن سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح قالا: كان فسادهم كسر الدراهم والدنانير {قَالُواْ} فيما بينهم {تَقَاسَمُواْ بِٱللّه} أي: احلفوا باللّه {لَنُبَيّتَنَّهُ} أي لنقتلن صالحا {وَأَهْلَهُ} ليلا {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ}

وقرأ حمزة والكسائي {لتُبيتَّنه وأهله ثم لتقولن} بالتاء فيهما.

وقرأ مجاهد وأبو رجاء وحميد بن قيس {ليُبيتُنه} بياء وتاء مرفوعتين ثم

{بِـئَايَةٍ لَّيَقُولَنَّ} بياء مفتوحة وقاف مرفوعة وواو ساكنة ولام مرفوعة

{لِوَلِيّهِ} أي لولي دمه إن سألنا عنه {مَا شَهِدْنَا} أي: ما حضرنا {مَهْلِكَ أَهْلِهِ} قرأ الاكثرون بضم الميم وفتح اللام. والمهلك: يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الإهلاك، ويجوز ان يكون الموضع.

وروى ابو بكر وأبان عن عاصم بفتح الميم واللام يريد الهلاك يقال: هَلَكَ يَهلِك مَهَلكا.

وروى عنه حفص والمفضل بفتح الميم وكسر اللام وهو اسم المكان على معنى ما شهدنا موضع هلاكهم، فهذا كان مكرهم فجازاهم اللّه عليه فأهلكهم.

وفي صفة إهلاكهم أربعة أقوال.

احدها: أنهم أتوا دار صالح شاهرين سيوفهم فرمتهم الملائكة بالحجارة فقتلتهم، قاله ابن عباس.

والثاني: رماهم اللّه بصخرة فقتلتهم، قاله قتادة.

والثالث: أنهم دخلوا غارا ينتظرون مجىء صالح، فبعث اللّه صخرة سدت باب الغار، قاله ابن زيد.

والرابع: أنهم نزلوا في سفح جبل ينتظر بعضهم بعضا، ليأتوا دار صالح فجثم عليهم الجبل فأهلكهم قاله مقاتل.

قوله تعالى: {أَنَّا دَمَّرْنَـٰهُمْ} قرأ عاصم وحمزة والكسائي {أَنَّا دَمَّرْنَـٰهُمْ} بفتح الألف،

وقرأ بكسرها فمن كسر استأنف،

ومن فتح فقال أبو علي: فيه وجهان.

احدهما: أن يكون بدلا من عاقبة مكرهم.

والثاني: ان يكون محمولا على مبتدأ مضمر كأنه قال: هو أنّا دمّرناهم.

قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً} قال الزجاج هي منصوبة على الحال المعنى: فانظر إلى بيوتهم خاوية.

﴿ ٥٣