٤٥ {خَلَقَ ٱللّه ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ بِٱلْحَقّ} أي: للحق، ولإظهار الحق. قوله تعالى: {ٱتْلُ مَا أُوْحِىَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَـٰبِ} في المراد بالصلاة قولان. احدهما: أنها الصلاة المعروفة، قاله الأكثرون. وروى أنس بن مالك عن رسول اللّه ص أنه قال: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من اللّه إلا بعدا». والثاني: أن المراد بالصلاة القرآن، قاله ابن عمر، ويدل على هذا قوله: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} [الاسراء١١٠] وقد شرحنا معنى الفحشاء والمنكر فيما سبق [البقرة١٦٨] [النحل٩٠]. وفي معنى هذه الآية للعلماء ثلاثة أقوال. احدها: أن الإنسان إذا أدى الصلاة كما ينبغي وتدبر ما يتلو فيها، نهته عن الفحشاء والمنكر هذا مقتضاها وموجبها. والثاني: أنها تنهاه ما دام فيها. والثالث: أن المعنى: ينبغي أن تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر. قوله تعالى: {وَلَذِكْرُ ٱللّه أَكْبَرُ} فيه أربعة أقوال. احدها: ولذكر اللّه إياكم أكبر من ذكركم إياه، رواه ابن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وبه قال ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد في آخرين. والثاني: ولذكر اللّه افضل من كل شيء سواه، وهذا مذهب أبي الدرداء، وسلمان، وقتادة. والثالث: ولذكر اللّه في الصلاة أكبر مما نهاك عنه من الفحشاء والمنكر، قاله عبد اللّه بن عون. والرابع: ولذكر اللّه العبد ماكان في صلاته أكبر من ذكر العبد للّه، قاله ابن قتيبة. |
﴿ ٤٥ ﴾