٥٢

قوله تعالى: {وَقَالُواْ} يعني كفار مكة {لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَـٰتٌ مّن رَّبّهِ} قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم: {ءايَـٰتِ} على الجمع. وقرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم:

{ءايَةً} على التوحيد. وإنما أرادوا كآيات الأنبياء

{قُلْ إِنَّمَا ٱلاْيَـٰتُ عِندَ ٱللّه} أي: هو القادر على إرسالها وليست بيدي، وزعم بعض علماء التفسير أن قوله

{وَإِنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} منسوخ بآية السيف. ثم بين اللّه عز وجل ان القرآن يكفي من الآيات التي سألوها بقوله:

{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ} وذكر يحيى بن جعدة: أن ناسا من المسلمين أتوا رسول اللّه ص بكتب قد كتبوها، فيها بعض ما يقول اليهود، فلما نظر إليها ألقاها وقال: «كفى بها حماقة قوم أو، ضلالة قوم أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى قوم غيرهم» فنزلت {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ} إلى آخر الآية.

قوله تعالى: {قُلْ كَفَىٰ بِٱللّه} قال المفسرون: لما كذبوا بالقرآن نزلت:

{قُلْ كَفَىٰ بِٱللّه بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً} يشهد لي أني رسوله، ويشهد عليكم بالتكذيب، وشهادة اللّه له إثبات المعجزة له بانزال الكتاب عليه

{وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱلْبَـٰطِلِ} قال ابن عباس: بغير اللّه وقال مقاتل: بعبادة الشيطان.

﴿ ٥٢