ÓõæÑóÉõ áõÞúãóÇäó ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ÃóÑúÈóÚñ æóËóáÇóËõæäó ÂíóÉð سورة لقمان وهي مكية في قول الأكثرين. وروي عن عطاء أنه قال: هي مكية سوى آيتين منها نزلتا بالمدينة، وهما قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ مَّا فِى ٱلاْرْضِ * مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ} والتي بعدها [لقمان: ٢٧،٢٨] وروي عن الحسن أنه قال: إلا آية نزلت بالمدينة وهي قوله {ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ} [لقمان: ٤] لأن الصلاة والزكاة مدنيتان. بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١ انظر تفسير الآية:١٣ ٢ انظر تفسير الآية:١٣ ٣ انظر تفسير الآية:١٣ ٤ انظر تفسير الآية:١٣ ٥ انظر تفسير الآية:١٣ ٦ انظر تفسير الآية:١٣ ٧ انظر تفسير الآية:١٣ ٨ انظر تفسير الآية:١٣ ٩ انظر تفسير الآية:١٣ ١٠ انظر تفسير الآية:١٣ ١١ انظر تفسير الآية:١٣ ١٢ انظر تفسير الآية:١٣ ١٣ قوله تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً} وقرأ حمزة وحده {وَرَحْمَةً} بالرفع. قال الزجاج: القراءة بالنصب على الحال والمعنى: تلك آيات الكتاب في حال الهداية والرحمة، ويجوز الرفع على إضمار {وَرَحْمَةً} وعلى معنى {تِلْكَ هُدًى وَرَحْمَةً} وقد سبق تفسير مفتتح هذه السورة [البقرة: ٥] إلى قوله: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ} قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية مغنية. وقال مجاهد: نزلت في شراء القيان والمغنيات. وقال ابن السائب ومقاتل: نزلت في النضر بن الحارث، وذلك أنه كان تاجرا إلى فارس، فكان يشتري أخبار الأعاجم، فيحدث بها قريشا ويقول لهم:إن محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم بحديث رستم وإسفنديار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه، ويتركون استماع القرآن، فنزلت فيه هذه الآية. وفي المراد بلهو الحديث أربعة أقوال. احدها: أنه الغناء. كان ابن مسعود يقول: هو الغناء والذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات، وبهذا قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة، وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: اللّهو، الطبل. والثاني: أنه ما ألهى عن اللّه، قاله الحسن، وعنه مثل القول الاول. والثالث: أنه الشرك قاله الضحاك. والرابع: الباطل قاله عطاء. وفي معنى يشتري قولان. احدهما: يشتري بماله وحديث النضر يعضده. والثاني: يختار ويستحب، قاله قتادة ومطر، وإنما قيل لهذه الأشياء: لهو الحديث لأنها تلهي عن ذكر اللّه. قوله تعالى: {لِيُضِلَّ} المعنى: ليصير أمره إلى الضلال، وقد بينا هذا الحرف في [الحج: ٩]. وقرأ أبو رزين والحسن وطلحة بن مصرف والأعمش وأبو جعفر {لِيُضِلَّ} بضم الياء والمعنى. ليضل غيره وإذا أضل غيره، فقد ضل هو ايضا. قوله تعالى: {وَيَتَّخِذَهَا} قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم {وَيَتَّخِذَهَا} برفع الذال. وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بنصب الذال. قال أبو علي: من نصب عطف على «ليضل ويتخذ» ومن رفع عطفه «على من يشتري ويتخذ». وفي المشار إليه بقوله: ويتخذها قولان. احدهما: أنها الآيات. والثاني: السبيل. وما بعد هذا مفسر في مواضع قد تقدمت [الاسراء: ٤٦، الانعام: ٢٥، البقرة: ٢٥، الرعد: ٢، النحل: ١٥،الشعراء: ٧] إلى قوله: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ} وفيها قولان. احدهما: الفهم والعقل، قاله الأكثرون. والثاني: النبوة، وقد اختلف في نبوته على قولين: احدهما: أنه كان حكيما ولم يكن نبيا، قاله سعيد بن المسيب ومجاهد وقتادة. والثاني: انه كان نبيا، قاله الشعبي وعكرمة والسدي. هكذا حكاه عنهم الواحدي، ولا يعرف إلا ان هذا مما تفرد به عكرمة، والقول الأول اصح. وفي صناعته ثلاثة أقوال. احدها: أنه كان خياطا، قاله سعيد بن المسيب. والثاني: راعيا، قاله ابن زيد. والثالث: نجارا قاله خالد الربعي. فأما صفته، فقال ابن عباس: كان عبدا حبشيا. وقال سعيد بن المسيب: كان لقمان أسود من سودان مصر. وقال مجاهد: كان غليظ الشفتين مشقق القدمين،وكان قاضيا على بني إسرائيل. قوله تعالى: {أَنِ ٱشْكُرْ للّه} المعنى: وقلنا له ان أشكر للّه على ما أعطاك من الحكمة {وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} أي إنما يفعل لنفسه {وَمَن كَفَرَ} النعمة، فان اللّه لغني عن عبادة خلقه. ١٤ انظر تفسير الآية:١٧ ١٥ انظر تفسير الآية:١٧ ١٦ انظر تفسير الآية:١٧ ١٧ قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَـٰنَ بِوٰلِدَيْهِ} قال مقاتل: نزلت في سعد بن أبي وقاص وقد شرحنا ذلك في [العنكبوت: ٨]. قوله تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ} وقرأ الضحاك وعاصم الجحدري {وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ} بفتح الهاء فيهما. قال الزجاج: أي ضعفا على ضعف، والمعنى: لزمها بحملها إياه أن تضعف مرة بعد مرة. وموضع «أن» نصب ب {وَصَّيْنَا} المعنى: ووصينا الإنسان أن أشكر لي ولوالديك أي وصيناه بشكرنا وشكر والديه. قوله تعالى: {وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ} أي فطامه يقع في انقضاء عامين. وقرأ إبراهيم النخعي وأبو عمران والأعمش {وَفِصَـٰلُهُ} بفتح الفاء. وقرأ أبي بن كعب والحسن وأبو رجاء وطلحة بن مصرف وعاصم الجحدري وقتادة {وَفِصَـٰلُهُ} بفتح الفاء وسكون الصاد من غير ألف. والمراد التنبيه على مشقة الوالدة بالرضاع بعد الحمل. قوله تعالى: {وَإِن جَـٰهَدَاكَ} قد فسرنا ذلك في سورة [العنكبوت: ٨] إلى قوله: {وَصَـٰحِبْهُمَا فِى ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً} قال الزجاج: أي مصاحبا معروفا، تقول: صاحبه مصاحبا ومصاحبة. والمعروف ما يستحسن من الأفعال. قوله تعالى: {وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ} أي من رجع إلي، وأهل التفسير يقولون: هذه الآية نزلت في سعد، وهو المخاطب بها.وفي المراد بمن أناب ثلاثة أقوال. احدها: أنه أبو بكر الصديق، قيل لسعد:اتبع سبيله في الإيمان، هذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء. وقال ابن اسحاق. أسلم على يدي أبي بكر الصديق عثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف. والثاني: أنه رسول اللّه ص، قاله ابن السائب. والثالث: من سلك طريق محمد وأصحابه، ذكره الثعلبي. ثم رجع إلى الخبر عن لقمان فقال: {أَوْ بَنِى} وقال ابن جرير: وجه اعتراض هذه الآيات بين الخبرين عن وصية لقمان، أن هذا مما أوصى به لقمان ابنه. قوله تعالى: {إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} وقرأ نافع وحده {مِثْقَالَ حَبَّةٍ} برفع اللام. سبب قول لقمان لابنه هذا قولان. احدهما: أن ابن لقمان قال لأبيه: أرأيت لو كانت حبة في قعر البحر، أكان اللّه يعلمها، فأجابه بهذه الآية قاله السدي. والثاني: أنه قال يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها اللّه؟ فأجابه بهذا، قاله مقاتل. قال الزجاج: من قرأ برفع {المثقال} مع تأنيث {تَكُ} فلأن مثقال حبة من خردل راجع إلى معنى خردلة، فهي بمنزلة إن تك حبة من خردل. ومن قرأ {مِثْقَالَ حَبَّةٍ} فعلى معنى: إن التي سألتني عنها إن تك مثقال حبة وعلى معنى: إن فعلة الإنسان وإن صغرت يأت بها اللّه، وقد بينا معنى مثقال حبة من خردل في [الأنبياء٤٧]. قوله تعالى: {فَتَكُنْ فِى صَخْرَةٍ} قال قتادة: في جبل. وقال السدي: هي الصخرة التي تحت الارض السابعة، ليست في السماوات ولا في الأرض. وفي قوله: {يَأْتِ بِهَا ٱللّه} ثلاثة أقوال. احدها: يعلمها اللّه، قاله أبو مالك. والثاني: يظهرها، قاله ابن قتيبة. والثالث: يأت بها اللّه في الآخرة للجزاء عليها. {إِنَّ ٱللّه لَطِيفٌ} قال الزجاج: لطيف باستخراجها، خبير بمكانها، وهذا مثل لأعمال العباد والمراد: أن اللّه تعالى يأتي بأعمالهم يوم القيامة من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. قوله تعالى: {وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ} أي: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأذى. وباقي الآية مفسر في [آل عمران:٢٨٦]. ١٨ انظر تفسير الآية:١٩ ١٩ قوله تعالى: {وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} قرأ ابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: {تُصَعّرْ} بتشديد العين من غير ألف. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: بألف من غير تشديد. قال الفراء: هما لغتان، ومعناهما: الإعراض من الكبر. وقرأ أبي بن كعب، وأبو رجاء، وابن السميفع، وعاصم الجحدري: {وَلاَ تُصَعّرْ} باسكان الصاد وتخفيف العين من غير ألف. وقال الزجاج: معناه: لا تعرض عن الناس تكبرا؛ يقال: أصاب البعير صَعَر، إذا أصابه داء يلوي منه عنقه. وقال ابن عباس: هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه كالمستكبر. وقال ابو العالية: ليكن الغني والفقير عندك في العلم سواء. وقال مجاهد: هو الرجل يكون بينه وبين أخيه الحنة فيراه فيعرض عنه. وباقي الآية بعضه مفسر في [بني إسرائيل٣٧] وبعضه في سورة [النساء٣٦]. قوله تعالى: {وَٱقْصِدْ فِى مَشْيِكَ} أي: ليكن مشيك قصدا لا تخيلا ولا إسراعا، قال عطاء امش بالوقار والسكينة. قوله تعالى: {وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} أي: انقص منه. قال الزجاج: ومنه قولهم: غضضت بصري، وفلان يغض من فلان، أي: يقصر به.{إِنَّ أَنكَرَ ٱلاْصْوٰتِ} وقرأ أبو المتوكل، وابن ابي عبلة:
{إِنَّ أَنكَرَ ٱلاْصْوٰتِ} بفتح الهمزة. ومعنى أنكر: أقبح تقول: أتانا فلان بوجه منكر أي قبيح. وقال المبرد: تأويله أن الجهر بالصوت ليس بمحمود، وأنه داخل في باب الصوت المنكر. وقال ابن قتيبة: عرّفه قبْحَ رفعِ الأصوات في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير، لأنها عالية. قال ابن زيد: لو كان رفع الصوت خيرا ما جعله اللّه للحمير. وقال سفيان الثوري: صياح كل شئ تسبيح للّه عز وجل إلا الحمار، فانه ينهق بلا فائدة. فإن قيل: كيف قال لصوت ولم يقل لأصوات الحمير؟ فالجواب: أن لكل جنس صوتا، فكأنه قال: إن أنكر أصوات الأجناس صوت هذا الجنس. ٢٠ انظر تفسير الآية:٢١ ٢١ قوله تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ} أي: أوسع وأكمل {نِعَمَهُ} قرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم: {نِعَمَهُ} أرادوا جميع ما انعم به. وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: {نِعْمَتَ} على التوحيد. قال الزجاج: هو ما أعطاهم من توحيده. وروى الضحاك عن ابن عباس قال: سألت رسول اللّه ص فقلت: يا رسول اللّه ما هذه النعمة الظاهرة والباطنة؟ فقال: «أما ما ظهر: فالإسلام، وما سوّى اللّه من خلقك وما أفضل عليك من الرزق، وأما ما بطن فستر مساوىء عملك ولم يفضحك» وقال الضحاك: الباطنة: المعرفة، والظاهرة: حسن الصورة، وامتداد القامة، وتسوية الاعضاء. قوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ يَدْعُوهُمْ} هو متروك الجواب، تقديره أفتتبعونه؟. ٢٢ انظر تفسير الآية:٢٧ ٢٣ انظر تفسير الآية:٢٧ ٢٤ انظر تفسير الآية:٢٧ ٢٥ انظر تفسير الآية:٢٧ ٢٦ انظر تفسير الآية:٢٧ ٢٧ قوله تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ} وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو العالية، وقتادة: {وَمَن يُسْلِمْ} بفتح السين وتشديد اللام. وذكر المفسرون أن قوله: {وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ} منسوخ بآية السيف، ولا يصح لانه تسلية عن الحزن، وذلك لا ينافي الأمر بالقتال، وما بعد هذا قد تقدم تفسير ألفاظه في مواضع [هود٤٨، العنكبوت٦١، البقرة٢٦٧] إلى قوله: {وَلَوْ أَنَّ مَّا فِى ٱلاْرْضِ * مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ} وفي سبب نزولها قولان. احدهما: أن أحبار اليهود قالوا لرسول اللّه ص: أرأيت قول اللّه عز وجل: {وَمَا أُوتِيتُم مّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الاسراء٨٥] إيانا يريد أم قومك؟ فقال: «كُلاً» فقالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان كل شيء؟ فقال: «إنها في علم اللّه قليل»، فنزلت هذه الآية، رواه سعيد ابن جبير عن ابن عباس. والثاني: أن المشركين قالوا في القرآن: إنما هو كلام يوشك أن ينفد وينقطع، فنزلت هذه الآية، قاله قتادة. ومعنى الآية: لو كانت شجر الأرض أقلاما، وكان البحر ومعه سبعة أبحر مدادا، وفي الكلام محذوف تقديره: فكتب بهذه الأقلام وهذه البحور كلمات اللّه، لتكسرت الأقلام ونفذت البحور، ولم تنفذ كلمات اللّه أي: لم تنقطع. فأما قوله {وَٱلْبَحْرِ} فقرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي:{وَٱلْبَحْرِ} بالرفع ونصبه أبو عمرو. وقال الزجاج: من قرأ {وَٱلْبَحْرِ} بالنصب فهو عطف على {مَا}، المعنى: ولو أن ما في الأرض، ولو أن البحر، والرفع حسن على معنى والبحر هذه حاله، قال اليزيدي: ومعنى يمده من بعده: يزيد فيه، يقال مد قدرك أي زد في مائها، وكذلك قال ابن قتيبة: يمده من المداد لا من الإمداد، يقال مددت دواتي بالمداد وأمددته بالمال والرجال. ٢٨ انظر تفسير الآية:٣٢ ٢٩ انظر تفسير الآية:٣٢ ٣٠ انظر تفسير الآية:٣٢ ٣١ انظر تفسير الآية:٣٢ ٣٢ قوله تعالى: {مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وٰحِدَةٍ} سبب نزولها أن أبي بن خلف في آخرين من قريش قالوا للنبي ص: إن اللّه خلقنا أطوارا: نطفة، علقة، مضغة، عظاما لحما، ثم تزعم أنا نبعث خلقا جديدا جميعا في ساعة واحدة، فنزلت هذه الآية ومعناها: ما خلقكم ايها الناس جميعا في القدرة إلا كخلق نفس واحدة، ولا بعثكم جميعا في القدرة إلا كبعث نفس واحدة، قاله مقاتل. وما بعد هذا قد تقدم تفسيره [آل عمران٢٧] [الرعد٢، الحج٦٢] إلى قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِى فِى ٱلْبَحْرِ بِنِعْمَتِ ٱللّه} قال ابن عباس: من نعمه جريان الفلك {لِيُرِيَكُمْ مّنْ ءايَـٰتِهِ} أي: ليريكم من صنعته عجائبه في البحر، وابتغاء الرزق {إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّكُلّ صَبَّارٍ} قال مقاتل: أي: لكل صبور على أمر اللّه شكور في نعمه. قوله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ} يعني الكفار، وقال بعضهم: هو عام في الكفار والمسلمين {مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ} قال ابن قتيبة: وهي جمع ظلة، يراد أن بعضه فوق بعض فله سواد من كثرته. قوله تعالى: {دَعَوُاْ ٱللّه مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ} وقد سبق شرح هذا [يونس٢٢] والمعنى أنهم لا يذكرون أصنامهم في شدائدهم، إنما يذكرون اللّه وحده، وجاء في الحديث أن عكرمة بن ابي جهل لما هرب يوم الفتح من رسول اللّه صلى اللّه علية وسلم ، ركب البحر فأصابتهم ريح عاصف، فقال اهل السفينة: أخلصوا فان آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا، فقال عكرمة: ما هذا الذي تقولون؟ فقالوا: هذا مكان لا ينفع فيه إلا اللّه، فقال: هذا إله محمد الذي كان يدعونا إليه؟ لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، ما ينجيني في البر غيره ارجعوا بنا، فرجع فأسلم. قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ} فيه ثلاثة أقوال. احدها: مؤمن، قاله الحسن. والثاني: مقتصد في قوله، وهو كافر، قاله مجاهد. يعني أنه يعترف بأن اللّه وحده القادر على إنجائه، وإن كان مضمرا للشرك. والثالث: أنه العادل في الوفاء بما عاهد اللّه عليه في البحر من التوحيد، قاله مقاتل. فأما الختار، فقال الحسن: هو الغدار. قال ابن قتيبة: الختر أقبح الغدر وأشده. ٣٣ انظر تفسير الآية:٣٤ ٣٤ قوله تعالى: {يَـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ} قال المفسرون: هذا خطاب لكفار مكة. وقوله: {لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ} أي لا يقضي عنه شيئا من جنايته ومظالمه. قال مقاتل: وهذا يعني به الكفار. وقد شرحنا هذا في [البقرة٤٨] قال الزجاج: وقوله: {هُوَ جَازٍ} جاءت في المصاحف بغير ياء، والأصل {جازىء} بضمة وتنوين. وذكر سيبويه والخليل أن الإختيار في الوقف هو {هُوَ جَازٍ} بغير ياء. هكذا وقف الفصحاء من العرب ليعلموا أن هذه الياء تسقط في الوصل. وزعم يونس أن بعض العرب الموثوق بهم يقف بياء، ولكن الاختيار اتباع المصحف. قوله تعالى: {إِنَّ وَعْدَ ٱللّه حَقٌّ} أي: بالبعث والجزاء {فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا} بزينتها عن الاسلام والتزود لللآخرة {وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللّه} أي: بحلمه وإمهاله الغرور يعني: الشيطان، وهو الذي من شأنه أن يغر. قال الزجاج: الغرور على وزن الفعول، وفعول من أسماء المبالغة، يقال: فلان أكول: إذا كان كثير الأكل، وضروب: إذا كان كثير الضرب، فقيل للشيطان: غرور لأنه يغر كثيرا. وقال ابن قتيبة: الغَرور بفتح الغين الشيطان، وبضمها: الباطل. قوله تعالى: {إِنَّ ٱللّه عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ} سبب نزولها أن رجلا من أهل البادية، جاء إلى النبي ص فقال: إن امرأتي حبلى فأخبرني ماذا تلد؟ وبلدنا مجدب فأخبرني متى ينزل الغيث؟ وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى اموت؟ فنزلت هذه الآية، قاله مجاهد. ومعنى الآية: إن اللّه عز وجل {عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ} متى تقوم، لا يعلم سواه ذلك {وَيُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ} وقرأ نافع، وعاصم، وابن عامر: {وَيُنَزّلُ} بالتشديد، فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث أليلا أم نهارا {وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلاْرْحَامِ} لا يعلم سواه ما فيها أذكرا أم أنثى أبيض أو أسود {وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً} أخيرا أم شرا {وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ} أي:بأي مكان. وقرأ ابن مسعود، وأبي بن كعب، وابن أبي عبلة: {بِـئَايَةٍ} بتاء مكسورة والمعنى: ليس أحد يعلم أين مضجعه من الأرض حتى يموت، أفي بر او بحر او سهل أو جبل. وقال ابو عبيدة: يقال بأي أرض كنت وبأية ارض كنت لغتان. وقال الفراء: من قال بأي أرض اجتزأ بتأنيث الارض من ان يظهر في «أي» تأنيثا آخر، قال ابن عباس: هذه الخمس لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل مصطفى. قال الزجاج: فمن أدعى أنه يعلم شيئا من هذه كفر بالقرآن، لأنه خالفه. |
﴿ ٠ ﴾