ÓõæÑóÉõ ÇáÓøóÌúÏóÉö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ËóáÇóËõæäó ÂíóÉð سورة السجدة وتسمى سورة المضاجع، وهي مكية باجماعهم. وقال الكلبي: فيها من المدني ثلاث آيات، أولها قوله: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً} [السجدة١٨] وقال مقاتل: فيها آية مدنية، وهي قوله: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ} الآية [السجدة١٦] وقال غيرهما: فيها خمس آيات مدنيات أولها {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ} [السجدة١٦] بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١ انظر تفسير الآية:٤ ٢ انظر تفسير الآية:٤ ٣ انظر تفسير الآية:٤ ٤ قوله تعالى: {تَنزِيلُ ٱلْكِتَـٰبِ لاَ رَيْبَ فِيهِ} قال مقاتل: المعنى: لا شك فيه أنه تنزيل {مِن رَّبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ}. {أَمْ يَقُولُونَ} بل يقولون، يعني المشركين {ٱفْتَرَاهُ} محمد من تلقاء نفسه، {بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَـٰهُم مّن نَّذِيرٍ مّن قَبْلِكَ} يعني: العرب الذين أدركوا رسول اللّه ص، لم يأتهم نذير من قبل محمد عليه السلام. وما بعده قد سبق تفسيره [الاعراف٥٤] إلى قوله: {مَا لَكُمْ مّن دُونِهِ مِن وَلِيّ} يعني الكفار؛؛. يقول: ليس لكم من دون عذابه من ولي، أي: قريب يمنعكم فيرد عذابه عنكم {وَلاَ شَفِيعٍ} يشفع لكم {أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ} فتؤمنوا. ٥ انظر تفسير الآية:٩ ٦ انظر تفسير الآية:٩ ٧ انظر تفسير الآية:٩ ٨ انظر تفسير الآية:٩ ٩ قوله تعالى: {يُدَبّرُ ٱلاْمْرَ مِنَ ٱلسَّمَاء إِلَى ٱلاْرْضِ} في معنى الآية قولان. احدهما: يقضي القضاء من السماء فينزله مع الملائكة إلى الأرض، {ثُمَّ يَعْرُجُ} الملك {إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ} من ايام الدنيا، فيكون الملك قد قطع في يوم واحد من ايام الدنيا في نزوله وصعوده مسافة ألف سنة من مسيرة الآدمي. والثاني: يدبر امر الدنيا مدة ايام الدنيا، فينزل القضاء والقدر من السماء إلى الارض، ثم يعرج إليه أي: يعود إليه الأمر والتدبير، حين ينقطع أمر الأمراء وأحكام الحكام وينفرد اللّه تعالى بالأمر {فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} وذلك في يوم القيامة لأن كل يوم من أيام الآخرة كألف سنة. وقال مجاهد: يقضي أمر ألف سنة في يوم واحد، ثم يلقيه إلى الملائكة، فإذا مضت قضى لألف سنة آخرى ثم كذلك أبدا. وللمفسرين في المراد بالأمر ثلاثة أقوال. احدها: أنه الوحي، قاله السدي. والثاني: القضاء، قاله مقاتل. والثالث: أمر الدنيا.و{يَعْرُجُ} بمعنى: يصعد. قال الزجاج: يقال: عرجت في السلم أعرج، وعرج الرجل يعرج إذا صار أعرج. وقرأ معاذ القارىء، وابن السميفع، وابن أبي عبلة: {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} بياء مرفوعة وفتح الراء. وقرأ ابو المتوكل وأبو الجوزاء: {يَعْرُجُ} بياء مفتوحة وكسر الراء. وقرأ أبو عمران الجوني، وعاصم الجحدري: {ثُمَّ تَعْرُجُ} بتاء مفتوحة ورفع الراء. قوله تعالى: {ٱلَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَىْء خَلَقَهُ} فيه خمسة أقوال. احدها: جعله حسنا. والثاني: أحكم كل شيء، رويا عن ابن عباس، وبالاول قال قتادة، وبالثاني قال مجاهد. والثالث: أحسنه لم يتعلمه من احد،كما يقال: فلان يحسن كذا، إذا علمه قاله السدي ومقاتل. والرابع: أن المعنى: ألهم خلقه كل ما يحتاجون إليه، كأنه أعلمهم كل ذلك وأحسنهم، قاله الفراء. والخامس: أحسن إلى كل شيء خلقه، حكاه الماوردي. وفي قوله: {خَلَقَهُ} قراءتان. قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: {خَلَقَهُ} ساكنة اللام. وقرأ الباقون بتحريك اللام. وقال الزجاج: فتحها على الفعل الماضي، وتسكينها على البدل، فيكون المعنى: أحسن خلق كل شيء، والعرب تفعل مثل هذا يقدمون ويؤخرون. قوله تعالى: {وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَـٰنِ} يعني آدم، {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ} أي: ذريته وولده، وقد سبق شرح الآية [المؤمنون١٢]. ثم رجع إلى آدم، فقال: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ} وقد سبق بيان ذلك [الحجر٢٩] ثم عاد إلى ذريته فقال: {وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلاْبْصَـٰرَ} أي: بعد كونكم نطفا. ١٠ انظر تفسير الآية:١٢ ١١ انظر تفسير الآية:١٢ ١٢ قوله تعالى: {وَقَالُواْ} يعني منكري البعث {ضَلَلْنَا فِى ٱلاْرْضِ أَءنَّا} وقرأ علي بن أبي طالب، وعلي بن الحسين، وجعفر بن محمد، وابو رجاء، وأبو مجلز، وحميد، وطلحة: {ضَلَلْنَا} بضاد معجمة مفتوحة وكسر اللام الأولى. قال الفراء: ضَلَلْنا وضَلِلْنا لغتان، إذا صارت عظامنا ولحومنا ترابا كالأرض، تقول ضل الماء في اللبن، وضل الشيء في الشيء: إذا أخفاه وغلب عليه. وقرأ أبو نهيك، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء، وأبو حيوة، وابن ابي عبلة: {ضَلَلْنَا} بضم الضاد المعجمة وتشديد اللام الأولى وكسرها. وقرأ الحسن، وقتادة، ومعاذ القارىء: {صللنا} بصاد غير معجمة مفتوحة. وذكر لها الزجاج معنيين: احدهما: أنتنا وتغيرنا وتغيرت صورنا، يقال: صل اللحم وأصل إذا أنتن وتغير. والثاني: صرنا من جنس الصلة وهي الأرض اليابسة. قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ} هذا استفهام إنكار. قوله تعالى: {ٱلَّذِى وُكّلَ بِكُمْ} أي: بقبض أرواحكم {ثُمَّ إِلَىٰ رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ} يوم الجزاء. ثم اخبر عن حالهم في القيامة فقال: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ * رُؤُوسَهُمْ} أي: مطأطئوها حياء وندما، {رَبَّنَا} فيه إضمار «يقولون» {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} أي: علمنا صحة ما كنا به مكذبين، فارجعنا إلى الدنيا، وجواب «لو» متروك تقديره: لو رأيت حالهم لرأيت ما يعتبر به، ولشاهدت العجب. ١٣ انظر تفسير الآية:١٧ ١٤ انظر تفسير الآية:١٧ ١٥ انظر تفسير الآية:١٧ ١٦ انظر تفسير الآية:١٧ ١٧ قوله تعالى: {وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنْى} أي: وجب وسبق، والقول هو قوله لإبليس {لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}. قوله تعالى: {لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ} أي: من كفار الفريقين. {فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـٰذَا} قال مقاتل: إذا دخلوا النار قالت لهم الخزنة فذوقوا العذاب. وقال غيره: إذا اصطرخوا فيها قيل لهم: ذوقوا بما نسيتم أي بما تركتم العمل للقاء يومكم هذا، {إِنَّا نَسِينَـٰكُمْ} أي: تركناكم من الرحمة. قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـئَايَـٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكّرُواْ بِهَا} أي: وعظوا بها {خَرُّواْ سُجَّداً} أي: سقطوا على وجوههم ساجدين. وقيل: المعنى: إنما يؤمن بفرائضنا من الصلوات الخمس الذين إذا ذكروا بها بالأذان والإقامة خروا سجدا. قوله تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ} اختلفوا فيمن نزلت وفي الصلاة التي تتجافى لها جنوبهم على أربعة أقوال. احدها: أنها نزلت في المتهجدين بالليل، روى معاذ بن جبل عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في قوله: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ} قال: «قيام العبد من الليل». وفي لفظ آخر أنه قال لمعاذ: «إن شئت أنبأتك بأبواب الخير قال: قلت: أجل يا رسول اللّه قال: الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه اللّه»، ثم قرأ {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ}. وكذلك قال الحسن، ومجاهد، وعطاء، وأبو العالية، وقتادة، وابن زيد: إنها في قيام الليل. وقد روى العوفي عن ابن عباس قال: تتجافى جنوبهم لذكر اللّه، كلما استيقظوا ذكروا اللّه، إما في الصلاة وإما في قيام او في قعود أو على جنوبهم، فهم لا يزالون يذكرون اللّه عز وجل. والثاني: أنها نزلت في ناس من اصحاب رسول اللّه ص، كانوا يصلون ما بين المغرب والعشاء، قاله انس بن مالك. والثالث: أنها نزلت في صلاة العشاء كان أصحاب رسول اللّه ص لا ينامون حتى يصلوها، قاله ابن عباس. والرابع: انها صلاة العشاء والصبح في جماعة، قاله ابو الدرداء، والضحاك. ومعنى «تتجافى»: ترتفع. والمضاجع جمع مضجع، وهو الموضع الذي يضطجع عليه. {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً} من عذابه {وَطَمَعًا} في رحمته وثوابه {وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ} في الواجب والتطوع. {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم} وأسكن ياء «أخفي» حمزة ويعقوب. قال الزجاج: في هذا دليل على أن المراد بالآية التي قبلها الصلاة في جوف الليل، لأنه عمل يستر الإنسان به، فجعل لفظ ما يجازي به {أُخْفِىَ لَهُم} فاذا فتحت ياء أخفي فعلى تأويل الفعل الماضي، وإذا أسكنتها فالمعنى: ما أخفي انا لهم إخبار عن اللّه تعالى، وكذلك قال الحسن البصري {أُخْفِىَ لَهُم} بالخفية خفية، وبالعلانية علانية، وروى أبو هريرة عن رسول اللّه ص قال: يقول اللّه عز وجل: {تَٱللّه لَتُسْـئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ وَيَجْعَلُونَ للّه ٱلْبَنَـٰتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ وَإِذَا بُشّرَ} اقرؤوا إن شئتم: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم}. قوله تعالى: {مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} وقرأ أبو الدرداء، وأبو هريرة، وأبو عبد الرحمن السلمي، والشعبي، وقتادة: {مِنْ * قَرَأْتَ * أَعْيُنٍ} بألف على الجمع. ١٨ انظر تفسير الآية:٢٢ ١٩ انظر تفسير الآية:٢٢ ٢٠ انظر تفسير الآية:٢٢ ٢١ انظر تفسير الآية:٢٢ ٢٢ قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً} في سبب نزولها قولان. احدهما: ان الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال لعلي بن أبي طالب: أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملأ للكتيبة منك، فقال له علي: اسكت فانما أنت فاسق، فنزلت هذه الآية، فعنى بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال عطاء بن يسار، وعبد الرحمن ابن ابي ليلى، ومقاتل. والثاني: أنها نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل، قاله شريك. قوله تعالى: {لاَّ يَسْتَوُونَ} قال الزجاج: المعنى: لا يستوي المؤمنون والكافرون، ويجوز ان يكون لاثنين، لأن معنى الاثنين جماعة، وقد شهد اللّه بهذا الكلام لعلي عليه السلام بالايمان، وأنه في الجنة لقوله: {أَمَّا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَلَهُمْ جَنَّـٰتُ ٱلْمَأْوَىٰ} وقرأ ابن مسعود، وطلحة بن مصرف: {جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ} على التوحيد. قوله تعالى: {نُزُلاً} وقرأ الحسن، والنخعي، والاعمش، وابن ابي عبلة: {نُزُلاً} بتسكين الزاي. وما بعد هذا قد سبق بيانه [الحج٢٢] إلى قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلاْدْنَىٰ} وفيه ستة أقوال. احدها: أنه ما أصابهم يوم بدر، رواه مسروق عن ابن مسعود وبه قال قتادة، والسدي. والثاني: سنون أخذوا بها، رواه ابو عبيدة عن ابن مسعود، وبه قال النخعي. وقال مقاتل: أخذوا بالجوع سبع سنين. والثالث: مصائب الدنيا، قاله ابي بن كعب، وابن عباس في رواية ابن ابي طلحة وأبو العالية، والحسن، وقتادة، والضحاك. والرابع: الحدود، رواه عكرمة عن ابن عباس. والخامس: عذاب القبر، قاله البراء. والسادس: القتل والجوع، قاله مجاهد. قوله تعالى: {دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلاْكْبَرِ} أي: قبل العذاب الأكبر، وفيه قولان. احدهما: أنه عذاب يوم القيامة، قاله ابن مسعود. والثاني: أنه القتل ببدر، قاله مقاتل. قوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} قال أبو العالية: لعلهم يتوبون. وقال ابن مسعود: لعل من بقي منهم يتوب. وقال مقاتل: لكي يرجعوا عن الكفر إلى الإيمان. قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ} قد فسرناه في [الكهف:٥٧]. قوله تعالى: {إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} قال زيد بن رفيع: هم اصحاب القدر. وقال مقاتل: هم كفار مكة انتقم اللّه منهم بالقتل ببدر، وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم، وعجل أرواحهم إلى النار. ٢٣ انظر تفسير الآية:٣٠ ٢٤ انظر تفسير الآية:٣٠ ٢٥ انظر تفسير الآية:٣٠ ٢٦ انظر تفسير الآية:٣٠ ٢٧ انظر تفسير الآية:٣٠ ٢٨ انظر تفسير الآية:٣٠ ٢٩ انظر تفسير الآية:٣٠ ٣٠ قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ} يعني التوراة {فَلاَ تَكُن فِى مِرْيَةٍ مّن لّقَائِهِ} فيه أربعة أقوال. احدها: فلا تكن في مرية من لقاء موسى ربه، رواه ابن عباس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. والثاني: من لقاء موسى ليلة الإسراء، قاله أبو العالية، ومجاهد، وقتادة، وابن السائب. والثالث: فلا تكن في شك من لقاء الأذى، كما لقي موسى، قاله الحسن. والرابع: لا تكن في مرية من تلقى موسى كتاب اللّه بالرضى والقبول، قاله السدي. قال الزجاج: وقد قيل: فلا تكن في شك من لقاء موسى الكتاب، فتكون الهاء للكتاب. وقال ابو علي الفارسي: المعنى: من لقاء موسى الكتاب، فأضيف المصدر إلى ضمير الكتاب، وفي ذلك مدح له على امتثاله ما أمر به وتنبيه على الأخذ بمثل هذا الفعل. وفي قوله: {وَجَعَلْنَاهُ هُدًى} قولان. احدهما: الكتاب، قاله الحسن. والثاني: موسى، قاله قتادة. {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ} أي من بني إسرائيل {أَئِمَّةَ} أي: قادة في الخير {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} أي يدعون الناس إلى طاعة اللّه. {لَمَّا صَبَرُواْ} قرأ ابن كثير وعاصم ونافع وأبو عمرو وابن عامر {لَمَّا صَبَرُواْ} بفتح اللام وتشديد الميم. وقرأ حمزة والكسائي {لَّمّاً} بكسر اللام خفيفة. وقرأ ابن مسعود {بِمَا} بباء مكان اللام، والمراد صبرهم على دينهم وأذى عدوهم. {وَكَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يُوقِنُونَ} أنها من اللّه عز وجل، وفيهم قولان. احدهما: أنهم الأنبياء. والثاني: أنهم قوم صالحون سوى الأنبياء. وفي هذا تنبيه لقريش انكم إن أطعتم، جعلت منكم أئمة. قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ} أي: يقضي ويحكم، وفي المشار إليهم قولان. احدهما: أنهم الأنبياء وأممهم. والثاني: المؤمنون والمشركون. ثم خوف كفار مكة بقوله: {أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ} وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي}نهد} بالنون وقد سبق تفسيره في [طه: ١٢٨]. {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَاء} يعني المطر والسيل {إِلَى ٱلاْرْضِ ٱلْجُرُزِ} وهي التي لا تنبت وقد ذكرناها في أول [الكهف: ٨] فاذا جاء الماء أنبت فيها ما يأكل الناس والأنعام.{وَيَقُولُونَ} يعني كفار مكة {مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ} وفيه أربعة أقوال. احدها: أنه ما فتح يوم بدر، روى عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال: يوم بدر فتح للنبي ص فلم ينفع الذين كفروا إيمانهم بعد الموت. والثاني: أنه يوم القيامة وهو يوم الحكم بالثواب والعقاب، قاله مجاهد. والثالث: أنه اليوم الذي يأتيهم فيه العذاب في الدنيا، قاله السدي. والرابع: فتح مكة، قاله ابن السائب والفراء وابن قتيبة، وقد اعترض على هذا القول، فقيل: كيف لا ينفع الكفار إيمانهم يوم الفتح وقد أسلم جماعة وقبل إسلامهم؟ يومئذ، فعنه جوابان. احدهما: لا ينفع من قتل من الكفار يومئذ إيمانهم بعد الموت، وقد ذكرناه عن ابن عباس. وقد ذكر أهل السير: أن خالدا دخل يوم الفتح من غير الطريق التي دخل منها رسول اللّه ص، فلقيه صفوان بن أمية وسهيل ابن عمرو في آخرين فقاتلوه، فصاح خالد في أصحابه وقاتلهم، فقتل أربعة وعشرين من قريش وأربعة من هذيل وانهزموا، فلما ظهر رسول اللّه ص قال: «ألم أنْهَ عن القتال»؟ فقيل: إن خالدا قوتل فقاتل. والثاني: لا ينفع الكفار ما أعطوا من الأمان، لأن النبي ص قال: «من اغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن». قال الزجاج: يقال آمنت فلانا إيمانا، فعلى هذا يكون المعنى لا يدفع هذا الأمان عنهم عذاب اللّه. وهذا القول الذي قد دافعنا عنه ليس بالمختار، وإنما بينا وجهه لانه قد قيل. وقد خرج بما ذكرنا في الفتح قولان. احدهما: أنه الحكم والقضاء، وهو الذي نختاره. والثاني: فتح البلد. قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ} أي: انتظر عذابهم {إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ} بك حوادث الدهر. قال المفسرون: وهذه الآية منسوخة بأية السيف. |
﴿ ٠ ﴾