ÓõæÑóÉõ ÇáÕøóÇÝøóÇÊö ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ãöÇÆóÉñ æóÇËúäóÊóÇäö æóËóãóÇäõæäó ÂíóÉð

سورة الصافات

وهي مكية كلها بإجماعهم

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

انظر تفسير الآية:٥

٢

انظر تفسير الآية:٥

٣

انظر تفسير الآية:٥

٤

انظر تفسير الآية:٥

٥

قوله تعالى: {وَٱلصَّـٰفَّـٰتِ صَفَّا} فيها قولان:

أحدهما: أنها الملائكة، قاله ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، والجمهور. قال ابن عباس: هم الملائكة صفوف في السماء، لا يعرف ملك منهم من إلى جانبه، لم يلتفت منذ خلقه اللّه عز وجل.

وقيل: هي الملائكة تصف أجنحتها في الهواء واقفة إلى أن يأمرها اللّه عز وجل بما يشاء.

والثاني: أنها الطير كقوله:

{وَٱلطَّيْرُ صَافَّـٰتٍ} {ٱلنُّورُ} حكاه الثعلبي.

وفي الزاجرات قولان:

أحدهما أنها الملائكة التي تزجر السحاب، قاله ابن عباس، والجمهور.

والثاني: أنها زواجر القرآن وكل ما ينهى ويزجر عن القبيح، قاله قتادة.

وفي التاليات ذكرا ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها الملائكة تقرأ كتب اللّه تعالى، قاله ابن مسعود، والحسن، والجمهور.

والثاني: أنهم الرسل، رواه الضحاك عن ابن عباس.

والثالث: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم، قاله قتادة. وهذا قسم بهذه الأشياء، وجوابه:

{إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ} وقيل: معناه: ورب هذه الأشياء إنه واحد. قوله تعالى:

{وَرَبُّ ٱلْمَشَـٰرِقِ} قال السدي: المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا، والمغارب مثلها، على عدد أيام السنة.

فإن قيل: لم ترك ذكر المغارب؟

فالجواب: أن المشارق تدل على المغارب، لأن الشروق قبل الغروب.

٦

انظر تفسير الآية:١٠

٧

انظر تفسير الآية:١٠

٨

انظر تفسير الآية:١٠

٩

انظر تفسير الآية:١٠

١٠

قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَاء ٱلدُّنْيَا} يعني التي تلي الأرض وهي أدنى السموات إلى الأرض {بِزِينَةٍ ٱلْكَوٰكِبِ} قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وأبو عمرو، والكسائي: {بِزِينَةٍ ٱلْكَوٰكِبِ} مضافا، أي: بحسنها وضوئها. وقرأ حمزة، وحفص عن عاصم: {بِزِينَةٍ} منونة وخفض الكواكب وجعل الكواكب بدلا من الزينة لأنها هي كما تقول: مررت بأبي عبد اللّه زيد فالمعنى: إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب. وقرأ أبو بكر عن عاصم: بزينة بالتنوين وبنصب الكواكب. والمعنى: زينا السماء الدنيا بأن زينا الكواكب فيها حين ألقيناها في منازلها وجعلناها ذات نور. قال الزجاج: ويجوز أن يكون الكواكب في النصب بدلا من قوله {بِزِينَةٍ} لأن قوله {بِزِينَةٍ} في موضع نصب. وقرأ أبي بن كعب، ومعاذ القارىء، وأبو نهيك، وأبو حصين الأسدي في آخرين: {بِزِينَةٍ} بالتنوين {ٱلْكَوٰكِبِ} برفع الباء. قال الزجاج: والمعنى: إنا زينا السماء الدنيا بأن زينتها الكواكب وبأن زينت الكواكب.

{وَحِفْظاً} أي: وحفظناها حفظا. فأما المارد، فهو العاتي، وقد شرحنا هذا في قوله تعالى: {شَيْطَـٰناً مَّرِيداً} {ٱلنّسَاء}.

قوله تعالى: {لاَ يَسْمَعُونَ} قال الفراء: لا هاهنا كقوله {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} {الشعراء/ ٢٠٠ـ ٢٠١} ويصلح في لا على هذا المعنى الجزم فإن العرب تقول: ربطت الفرس لا ينفلت. وقال غيره: لكي لا يسمعوا إلى الملأ الأعلى، وهم الملائكة الذين في السماء. وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، وخلف: {فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} بتشديد السين وأصله يتسمعون فأدغمت التاء في السين. وإنما قال: {إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلاْعْلَىٰ} لأن العرب تقول: سمعت فلانا وسمعت من فلان وإلى فلان.

{وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ} بالشهب {دُحُوراً} قال قتادة: أي قذفا بالشهب. وقال ابن قتيبة: أي طردا يقال: دحرته دحرا ودحورا أي دفعته. وقرأ علي بن أبي طالب، وأبو رجاء، وأبو عبد الرحمن، والضحاك، وأيوب السختياني، وابن أبي عبلة: {دُحُوراً} بفتح الدال.

وفي {الواصب} قولان:

أحدهما: أنه الدائم، قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، والفراء، وابن قتيبة.

والثاني: أنه الموجع، قاله أبو صالح والسدي. وفي زمان هذا العذاب قولان:

أحدهما: أنه في الآخرة.

والثاني: أنه في الدنيا فهم يخرجون بالشهب ويخبلون إلى النفخة الأولى في الصور.

قوله تعالى: {إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ} قرأ ابن السميفع: {خَطِفَ} بفتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها. وقرأ أبو رجاء، والجحدري: بكسر الخاء والطاء جميعا والتخفيف. قال الزجاج: خطف وخطف بفتح الطاء وكسرها. يقال: خطفت أخطف، وخطفت أخطف: إذا أخذت الشيء بسرعة. ويجوز {إِلاَّ مَنْ خَطِفَ} بفتح الخاء وتشديد الطاء ويجوز {خَطِفَ} بكسر الخاء وفتح الطاء والمعنى: اختطف فأدغمت التاء في الطاء وسقطت الألف لحركة الخاء، فمن فتح الخاء ألقى عليها فتحة التاء التي كانت في اختطف، ومن كسر الخاء فلسكونها وسكون الطاء، فأما من روى خطف بكسر الخاء والطاء فلا وجه لها إلا وجها ضعيفا جدا. وهو أن يكون على إتباع الطاء كسرة الخاء.

قال المفسرون: والمعنى: إلا من اختطف الكلمة من كلام الملائكة مسارقة {فَأَتْبَعَهُ} أي: لحقه {شِهَابٌ ثَاقِبٌ} قال ابن قتيبة: أي كوكب مضيء، يقال: أثقب نارك، أي: أضئها، والثقوب: ما تذكى به النار.

١١

انظر تفسير الآية:٢٦

١٢

انظر تفسير الآية:٢٦

١٣

انظر تفسير الآية:٢٦

١٤

انظر تفسير الآية:٢٦

١٥

انظر تفسير الآية:٢٦

١٦

انظر تفسير الآية:٢٦

١٧

انظر تفسير الآية:٢٦

١٨

انظر تفسير الآية:٢٦

١٩

انظر تفسير الآية:٢٦

٢٠

انظر تفسير الآية:٢٦

٢١

انظر تفسير الآية:٢٦

٢٢

انظر تفسير الآية:٢٦

٢٣

انظر تفسير الآية:٢٦

٢٤

انظر تفسير الآية:٢٦

٢٥

انظر تفسير الآية:٢٦

٢٦

قوله تعالى: {فَٱسْتَفْتِهِمْ} أي: فسلهم سؤال تقرير {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً} أي أحكم صنعة

{أَم مَّنْ خَلَقْنَا} فيه قولان:

أحدهما: أن المعنى: أم من عددنا خلقه من الملائكة والشياطين والسموات والأرض، قاله ابن جرير.

والثاني: أم من خلقنا قبلهم من الأمم السالفة، والمعنى: إنهم ليسوا بأقوى من أولئك وقد أهلكناهم بالتكذيب، فما الذي يؤمن هؤلاء. ثم ذكر خلق الناس فقال: {إِنَّا خَلَقْنَـٰهُم مّن طِينٍ لاَّزِبٍ} قال الفراء، وابن قتيبة: أي لاصق لازم، والباء تبدل من الميم لقرب مخرجيهما. قال ابن عباس: هو الطين الحر الجيد اللزق. وقال غيره: هو الطين الذي ينشف عنه الماء وتبقى رطوبته في باطنه فيلصق باليد كالشمع، وهذا إخبار عن تساوي الأصل في خلقهم وخلق من قبلهم، فمن قدر على إهلاك الأقوياء قدر على إهلاك الضعفاء.

قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ} بل معناه: ترك الكلام الأول والأخذ في الكلام الآخر، كأنه قال: دع يا محمد ما مضى. وفي {عَجِبْتَ} قراءتان: قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: {بَلْ عَجِبْتَ} بفتح التاء. وقرأ علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وابن عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعكرمة، وقتادة، وأبو مجلز، والنخعي، وطلحة بن مصرف، والأعمش، وابن أبي ليلى، وحمزة، والكسائي في آخرين: {بَلْ عَجِبْتَ} بضم التاء، واختارها الفراء. فمن فتح أراد: بل عجبت يا محمد {وَيَسْخُرُونَ} هم. قال ابن السائب: أنت تعجب منهم وهم يسخرون منك.

وفي ما عجب منه قولان:

أحدهما: من الكفار إذ لم يؤمنوا بالقرآن.

والثاني: إذ كفروا بالبعث. ومن ضم أراد الإخبار عن اللّه عز وجل أنه عجب، قال الفراء: وهي قراءة علي وعبد اللّه وابن عباس وهي أحب إلي، وقد أنكر هذه القراءة قوم منهم: شريح القاضي فإنه قال: إن اللّه لا يعجب إنما يعجب من لا يعلم. قال الزجاج: وإنكار هذه القراءة غلط لأن العجب من اللّه خلاف العجب من الآدمين، وهذا كقوله {وَيَمْكُرُ ٱللّه} {ٱلانفَالِ} وقوله {سَخِرَ ٱللّه مِنْهُمْ} {ٱلتَّوْبَةُ} وأصل العجب في اللغة: أن الإنسان إذا رأى ما ينكره ويقل مثله. قال: قد عجبت من كذا وكذلك إذا فعل الآدميون ما ينكره اللّه عز وجل جاز أن يقول: عجبت، واللّه قد علم الشيء قبل كونه، وقال ابن الأنباري: المعنى جازيتهم على عجبهم من الحق فسمى الجزاء على الشيء باسم الشيء الذي له الجزاء، فسمى فعله عجبا وليس بعجب في الحقيقة، لأن المتعجب يدهش ويتحير، واللّه عز وجل قد جل عن ذلك، وكذلك سمي تعظيم الثواب عجبا، لأنه إنما يتعجب من الشيء إذا كان في النهاية، والعرب تسمي الفعل باسم الفعل إذا داناه من بعض وجوهه، وإن كان مخالفا له في أكثر معانيه، قال عدي: ثم أضحوا لعب الدهر بهم وكذلك الدهر يودي بالرجال فجعل إهلاك الدهر وإفساده لعبا. وقال ابن جرير: من ضم التاء فالمعنى بلى عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكا وتكذيبهم تنزيلي، وقال غيره: إضافة العجب إلى اللّه على ضربين:

أحدهما: بمعنى الإنكار والذم كهذه الآية.

والثاني: بمعنى الاستحسان والإخبار عن تمام الرضى، كقوله عليه السلام: «عجب ربك من شاب ليست له صبوة».

قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكّرُواْ لاَ يَذْكُرُونَ} أي: إذا وعظوا بالقرآن لا يذكرون ولا يتعظون. وقرأ سعيد بن جبير، والضحاك، وأبو المتوكل، وعاصم الجحدري، وأبو عمران: {ذَكَرُواْ} بتخفيف الكاف. {وَإِذَا رَأَوْاْ ءايَةً} قال ابن عباس: يعني انشقاق القمر {يَسْتَسْخِرُونَ} قال أبو عبيدة: يستسخرون ويسخرون سواء. قال ابن قتيبة: يقال سخر واستسخر كما يقال: قر واستقر وعجب واستعجب، ويجوز أن يكون يسألون غيرهم من المشركين أن يسخروا من رسول اللّه كما يقال:استعتبته: أي سألته العتبى، واستوهبته: أي سألته الهبة، واستعفيته: سألته العفو.

{وَقَالُواْ إِن هَـٰذَا} يعنون انشقاق القمر {إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} أي: بين لمن تأمله أنه سحر. {مِتْنَا وَكُنَّا} قد سبق بيان هذه الآية {مَرْيَمَ}.

{أَوَ ءابَاؤُنَا} هذه ألف الاستفهام دخلت على حرف العطف، كقوله: {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى} {ٱلاْعْرَافِ} وقرأ نافع، وابن عامر: {أَوَ ءابَاؤُنَا ٱلاْوَّلُونَ} بسكون الواو هاهنا وفي {ٱلْوَاقِعَةُ}. قُلْ نَعَمْ} أي نعم تبعثون {وَأَنتُمْ دٰخِرُونَ} أي: صاغرون.

{فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وٰحِدَةٌ} أي: فإنما قصة البعث صيحة واحدة من إسرافيل، وهي نفخة البعث، وسميت زجرة، لأن مقصودها الزجر {فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ} قال الزجاج: أي: يحيون ويبعثون بصراء ينظرون، فإذا عاينوا بعثهم، ذكروا إخبار الرسل عن البعث، {وَقَالُواْ يأَيُّهَا * يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدّينِ} أى: يوم الحساب والجزاء، فتقول الملائكة: {هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ} أي: يوم القضاء الذي يفصل فيه بين المحسن والمسيء؛ ويقول اللّه عز وجل يومئذ للملائكة: {ٱحْشُرُواْ} أي: اجمعوا

{ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ} من حيث هم. وفيهم قولان:

أحدهما: أنهم المشركون.

والثاني: أنه عام في كل ظالم. وفي أزواجهم أربعة أقوال:

أحدها: أمثالهم وأشباههم، وهو قول عمر وابن عباس، والنعمان بن بشير، ومجاهد في أخرين. وروي عن عمر قال: يحشر صاحب الربا مع صاحب الربا وصاحب الزنا مع صاحب الزنا وصاحب الخمر مع صاحب الخمر.

والثاني: أن أزواجهم المشركات، قاله الحسن.

والثالث: أشياعهم، قاله قتادة.

والرابع: قرناؤهم من الشياطين الذين أضلوهم، قاله مقاتل.

وفي قوله: {وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ} ثلاثة أقوال:

أحدها: الأصنام، قاله عكرمة، وقتادة.

والثاني: إبليس وحده، قاله مقاتل.

والثالث: الشياطين، ذكره الماوردي وغيره.

قوله تعالى: {فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرٰطِ ٱلْجَحِيمِ} أي: دلوهم على طريقها، والمعنى: اذهبوا بهم إليها. قال الزجاج: يقال: هديت الرجل إذا دللته، وهديت العروس إلى زوجها، وأهديت الهدية فإذا جعلت العروس كالهدية قلت أهديتها.

قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ} أي: احبسوهم {أَنَّهُمْ} وقرأ ابن السميفع: {يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ} بفتح الهمزة.

قال المفسرون: لما سيقوا إلى النار حبسوا عند الصراط، لأن السؤال هناك.

وفي هذا السؤال ستة أقوال:

أحدها: أنهم سئلوا عن أعمالهم وأقوالهم في الدنيا.

الثاني: عن لا إله إلا اللّه، رويا جميعا عن ابن عباس.

والثالث: عن خطاياهم، قاله الضحاك.

والرابع: سألهم خزنة جهنم {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} {ٱلْمَلِكُ} ونحو هذا قاله مقاتل.

والخامس: أنهم يسألون عما كانوا يعبدون، ذكره ابن جرير.

والسادس: أن سؤالهم قوله {مَا لَكُمْ لاَ تَنَـٰصَرُونَ} ذكره الماوردي.

قال المفسرون: المعنى: مالكم لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم في الدنيا، وهذا جواب أبي جهل حين قال يوم بدر: {نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ} {ٱلْقَمَرُ} فقيل لهم ذلك يومئذ توبيخا، والمستسلم المنقاد الذليل والمعنى: أنهم منقادون لا حيلة لهم.

٢٧

انظر تفسير الآية:٤٩

٢٨

انظر تفسير الآية:٤٩

٢٩

انظر تفسير الآية:٤٩

٣٠

انظر تفسير الآية:٤٩

٣١

انظر تفسير الآية:٤٩

٣٢

انظر تفسير الآية:٤٩

٣٣

انظر تفسير الآية:٤٩

٣٤

انظر تفسير الآية:٤٩

٣٥

انظر تفسير الآية:٤٩

٣٦

انظر تفسير الآية:٤٩

٣٧

انظر تفسير الآية:٤٩

٣٨

انظر تفسير الآية:٤٩

٣٩

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٠

انظر تفسير الآية:٤٩

٤١

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٢

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٣

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٤

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٥

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٦

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٧

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٨

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٩

قوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} فيهم قولان:

أحدهما: الإنس على الشياطين.

والثاني: الأتباع على الرؤساء {يَتَسَاءلُونَ} تسآل توبيخ وتأنيب ولوم فيقول الأتباع للرؤساء لم غررتمونا، ويقول الرؤساء: لم قبلتم منا؟ فذلك قوله {قَالُواْ} يعنى الأتباع للمتبوعين

{إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ} وفيه ثلاثة أقوال:

أحدها: كنتم تقهروننا بقدرتكم علينا، لأنكم كنتك أعز منا، رواه الضحاك عن ابن عباس.

والثاني: من قبل الدين فتضلونا، قاله الضحاك. وقال الزجاج: تأتوننا من قبل الدين فتخدعونا بأقوى الأسباب.

والثالث: كنتم توثقون ما كنتم تقولون بأيمانكم، فتأتوننا من قبل الأيمان التي تحلفونها. حكاه علي بن أحمد النيسابوري. فيقول المتبوعون لهم: {بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} أي: لم تكونوا على حق فنضلكم عنه، إنما الكفر من قبلكم.

{وَمَا كَانَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَـٰنٍ} فيه قولان:

أحدهما: أنه القهر.

والثاني: الحجة فيكون المعنى على الأول، وما كان لنا عليكم من قوة نقهركم بها ونكرهكم على متابعتنا. وعلى الثاني: لم نأتكم بحجة على ما دعوناكم إليه كما أتت الرسل.

قوله تعالى: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبّنَا} أي: فوجبت علينا كلمة العذاب، وهي قوله {لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ} {ٱلاْعْرَافِ}

{إِنَّا لَذَائِقُونَ} العذاب جميعا نحن وأنتم، {فَأَغْوَيْنَـٰكُمْ} أي: أضللناكم عن الهدى بدعائكم إلى ما نحن عليه، وهو قوله {إِنَّا كُنَّا غَـٰوِينَ}.

ثم أخبر عن الأتباع والمتبوعين بقوله {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِى ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}، والمجرمون هاهنا: المشركون، {إِنَّهُمْ كَانُواْ} في الدنيا {إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللّه} أي: قولوا هذه الكلمة {يَسْتَكْبِرُونَ} أي: يتعظمون عن قولها {وَيَقُولُونَ أَءنَّا لَتَارِكُو ءالِهَتِنَا} المعنى: أنترك عبادة آلهتنا {لِشَاعِرٍ} أي: لاتباع شاعر؟ٰ يعنون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فرد اللّه عليهم فقال: بل أي ليس الأمر على ما قالوا بل {جَاء بِٱلْحَقّ} وهو التوحيد والقرآن.

{وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ} الذين كانوا قبله والمعنى: أنه أتى بما أتوا به. ثم خاطب المشركين بما يعد هذا إلى قوله {إِلاَّ عِبَادَ ٱللّه ٱلْمُخْلَصِينَ} يعني الموحدين. قال أبو عبيدة: والعرب تقول إنكم لذاهبون إلا زيدا،

وفي ما استثناهم منه قولان:

أحدهما: من الجزاء على الأعمال، فالمعنى: إنا لا نؤاخذهم بسوء أعمالهم، بل نغفر لهم، قاله ابن زيد.

والثاني: من دون العذاب، فالمعنى: فإنهم لا يذوقون العذاب، قاله مقاتل.

قوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ} فيه قولان:

أحدهما: أنه الجنة، قاله قتادة.

والثاني: أنه الرزق في الجنة، قاله السدي.

فعلى هذا في معنى {مَّعْلُومٌ} قولان:

أحدهما: أنه بمقدار الغداة والعشي، قاله ابن سائب.

والثاني: أنهم حين يشتهونه يؤتون به، قاله مقاتل. ثم بين الرزق فقال {فَوٰكِهُ} وهي جمع فاكهة وهي الثمار كلها رطبها ويابسها {وَهُم مُّكْرَمُونَ} بما أعطاهم اللّه. وما بعد هذا قد تقدم تفسيره {ٱلْحَجَرَ} إلى قوله {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مّن مَّعِينٍ} قال الضحاك: كل كأس ذكرت في القرآن فإنما عني بها الخمر. قال أبو عبيدة: الكأس الإناء بما فيه،والمعين الماء الطاهر الجاري. قال الزجاج: الكأس الإناء الذي فيه الخمر ويقع الكأس على كل إناء مع شرابه، فإن كان فارغا فليس بكأس، والمعين: الخمر تجري كما يجري الماء على وجه الأرض من العيون.

قوله تعالى: {بَيْضَاء} قال الحسن: خمر الجنة أشد بياضا من اللبن. قال أبو سليمان الدمشقي: ويدل على أنه أراد بالكأس الخمر أنه قال بيضاء فأنث، ولو أراد الإناء على انفراده أو الإناء والخمر لقال أبيض. وقال ابن جرير: إنما أراد بقوله بيضاء الكأس ولتأنيث الكأس أنثت البيضاء.

قوله تعالى: {لَذَّةٍ} قال ابن قتيبة: أي: لذيذة، يقال: شراب لذاذ: إذا كان طيبا. وقال الزجاج: أي: ذات لذة.

{لاَ فِيهَا غَوْلٌ} فيه سبعة أقوال:

أحدها: ليس فيها صداع، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.

والثاني: ليس فيها وجع بطن، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وابن زيد.

والثالث: ليس فيها صداع رأس، قاله قتادة.

والرابع: ليس فيها أذى ولا مكروه، قاله سعيد بن جبير.

والخامس: لا تغتال عقولهم، قاله السدي. وقال الزجاج لا تغتال عقولهم فتذهب بها ولا يصيبهم منها وجع.

والسادس: ليس فيها إثم، حكاه ابن جرير.

والسابع: ليس فيها شيء من هذه الآفات، لأن كل من ناله شيء من هذه الآفات، قيل: قد غالته غول، فالصواب أن يكون نفي الغول عنها يعم جميع هذه الأشياء، هذا اختيار ابن جرير.

قوله تعالى: {وَلَّـٰهُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} قرأ حمزة، والكسائي: بكسر الزاي هاهنا وفي {ٱلْوَاقِعَةُ} وفتح عاصم الزاي هاهنا، وكسرها في {ٱلْوَاقِعَةُ} وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، بفتح الزاي في السورتين، قال الفراء: فمن فتح فالمعنى: لا تذهب عقولهم بشربها، يقال للسكران: نزيف ومنزوف. ومن كسر ففيه وجهان:

أحدهما: لا ينفدون شرابهم، أي: هو دائم أبدا.

والثاني: لا يسكرون، قال الشاعر:

لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس الندامى كنتم آل أبجرا

قوله تعالى: {وَعِندَهُمْ قَـٰصِرٰتُ ٱلطَّرْفِ} فيه قولان.

أحدهما: أنهن النساء قد قصرن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرنن إلى غيرهم، وأصل القصر الحبس قال ابن زيد: إن المرأة منهن لتقول لزوجها: وعزة ربى ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك فالحمد للّه الذي جعلني زوجك وجعلك زوجي.

والثاني:أنهن قد قصرن طرف الأزواج عن غيرهن لكمال حسنهن، سمعته من الشيخ أبي محمد ابن الخشاب النحوي.

وفي العين ثلاثة أقوال:

أحدها: حسان العيون قاله مجاهد.

والثاني: عظام الأعين قاله السدي وابن زيد.

والثالث: كبار العيون حسانها وواحدتهن عيناء قاله الزجاج.

قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} في المراد بالبيض هاهنا ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه اللؤلؤ رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وبه قال أبو عبيدة.

والثاني: بيض النعام قاله الحسن وابن زيد والزجاج. قال جماعة من أهل اللغة: والعرب تشبه المرأة الحسناء في بياضها وحسن لونها ببيضة النعامة وهو أحسن ألوان النساء، وهو أن تكون المرأة بيضاء مشربة صفرة.

والثالث: أنه البيض حين يقشر قبل أن تمسه الأيدي قاله السدي، وإلى هذا المعنى ذهب سعيد بن جبير وقتادة وابن جرير.

فأما المكنون فهو المصون، فعلى القول الأول هو مكنون في صدفه، وعلى الثاني هو مكنون بريش النعام، وعلى الثالث هو مكنون بقشرة.

٥٠

انظر تفسير الآية:٦١

٥١

انظر تفسير الآية:٦١

٥٢

انظر تفسير الآية:٦١

٥٣

انظر تفسير الآية:٦١

٥٤

انظر تفسير الآية:٦١

٥٥

انظر تفسير الآية:٦١

٥٦

انظر تفسير الآية:٦١

٥٧

انظر تفسير الآية:٦١

٥٨

انظر تفسير الآية:٦١

٥٩

انظر تفسير الآية:٦١

٦٠

انظر تفسير الآية:٦١

٦١

قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} يعني أهل الجنة {يَتَسَاءلُونَ} عن أحوال كانت في الدنيا.

{قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ إِنّى كَانَ لِى قَرِينٌ} فيه أربعة أقوال:

أحدها: أنه الصاحب في الدنيا.

والثاني: أنه الشريك رويا عن ابن عباس.

والثالث: أنه الشيطان قاله مجاهد.

والرابع: أنه الأخ قال مقاتل وهما الأخوان المذكوران في سورة [الكهف: ٣٢] في قوله: {وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ} والمعنى كان لي صاحب أو أخ ينكر البعث، {يِقُولُ * أَءنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدّقِينَ} قال الزجاج: هي مخففة الصاد من صدق يصدق فهو مصدق، ولا يجوز هاهنا تشديد الصاد.

قال المفسرون: والمعنى أئنك لمن المصدقين بالبعث. وقرأ بكر بن عبد الرحمن القاضي عن حمزة {ٱلْمُصَدّقِينَ} بتشديد الصاد.

قوله تعالى: {أَءنَّا لَمَدِينُونَ} أي مجزيون بأعمالنا يقال: دنته بما صنع أي جازيته، فأحب المؤمن أن يرى قرينة الكافر فقال لأهل الجنة، {هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ} أي هل تحبون الاطلاع إلى النار لتعلموا أين منزلتكم من منزلة أهلها. وقرأ ابن عباس والضحاك وأبو عمران وابن يعمر {هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ} باسكان الطاء وتخفيفها {فَٱطَّلَعَ} بهمزة مرفوعة وسكون الطاء. وقرأ أبو رزين وابن أبي عبلة {مُّطَّلِعُونَ} بكسر النون. قال ابن مسعود: اطلع ثم التفت إلى أصحابه فقال: لقد رأيت جماجم القوم تغلي. قال ابن عباس وذلك أن في الجنة كوى ينظر منها أهلها إلى النار.

قوله تعالى: {فَرَءاهُ} يعني قرينة الكافر {فِى سَوَاء ٱلْجَحِيمِ} أي في وسطها.

وقيل: إنما سمي الوسط سواء لاستواء المسافة منه إلى الجوانب. قال خليد العصري: واللّه لولا أن اللّه عرفه إياه ما عرفه لقد تغير حبره وسبره. فعند ذلك {قَالَ تَٱللّه إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ}

قال المفسرون: معناه واللّه ما كدت إلا تهلكني. يقال: أرديت فلانا أي أهلكته {وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبّى} أي إنعامه علي بالإسلام {لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ} معك في النار.

قوله تعالى: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ} فيه ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه إذا ذبح الموت قال أهل الجنة: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلاْولَىٰ} التي كانت في الدنيا {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} فيقال لهم: لا، فعند ذلك قالوا {إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ} فيقول اللّه تعالى {لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَـٰمِلُونَ} قاله ابن السائب.

وقيل: يقول ذلك للملائكة.

والثاني: أنه قوله المؤمن لأصحابه فقالوا له: إنك لا تموت، فقال: {إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ} قاله مقاتل. وقال أبو سفيان الدمشقي: إنما خاطب المؤمن أهل الجنة بهذا على طريق الفرح بدوام النعيم لا على طريق الاستفهام، لأنه قد علم أنهم ليسوا بميتين ولكن أعاد الكلام ليزداد بتكراره على سمعه سرورا.

والثالث: أنه قول المؤمن لقرينه الكافر على جهة التوبيخ بما كان ينكره، ذكره الثعلبي. قوله تعالى: {لِمِثْلِ هَـٰذَا} يعنى النعيم الذي ذكره في قوله {أُوْلَـئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ} [الصافات: ٤١] {فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَـٰمِلُونَ} وهذا ترغيب في طلب ثواب اللّه عز وجل بطاعته.

٦٢

انظر تفسير الآية:٧٤

٦٣

انظر تفسير الآية:٧٤

٦٤

انظر تفسير الآية:٧٤

٦٥

انظر تفسير الآية:٧٤

٦٦

انظر تفسير الآية:٧٤

٦٧

انظر تفسير الآية:٧٤

٦٨

انظر تفسير الآية:٧٤

٦٩

انظر تفسير الآية:٧٤

٧٠

انظر تفسير الآية:٧٤

٧١

انظر تفسير الآية:٧٤

٧٢

انظر تفسير الآية:٧٤

٧٣

انظر تفسير الآية:٧٤

٧٤

{أَذٰلِكَ خَيْرٌ} يشير إلى ما وصف لأهل الجنة {نُزُلاً} قال ابن قتيبة أي رزقا. ومنه إقامة الأنزال، وأنزال الجنود: أرزاقها. وقال الزجاج: النزل هاهنا الريع والفضل، يقال هذا طعام له نزل ونزل، بتسكين الزاي وضمها والمعنى: أذلك خير في باب الأنزال التي تتقوت ويمكن معها الإقامة أم نزل أهل النار وهو قوله {أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ}.

واختلف العلماء: هل هذه الشجرة في الدنيا أم لا؟. فقال قطرب: هي شجرة مرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر. وقال غيره: الزقوم ثمرة شجرة كريهة الطعم.

وقيل: إنها لا تعرف في شجر الدنيا وإنما هي في النار يكره أهل النار على تناولها.

قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَـٰهَا فِتْنَةً لّلظَّـٰلِمِينَ} يعني للكافرين.

وفي المراد بالفتنة ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه لما ذكر أنها في النار افتتنوا وكذبوا. فقالوا: كيف يكون في النار شجرة والنار تأكل الشجر فنزلت هذه الآية، قاله قتادة. وقال السدي: فتنة لأبي جهل وأصحابه.

والثاني: أن الفتنة بمعنى العذاب قاله ابن قتيبة.

والثالث: أن الفتنة بمعنى الاختبار اختبروا بها فكذبوا، قاله الزجاج.

قوله تعالى: {تَخْرُجُ فِى أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ} أي في قعر النار. قال الحسن: أصلها في قعر النار وأغصانها ترتفع إلى دركاتها {طَلْعِهَا} أي ثمرها وسمي طلعا لطلوعة {كَأَنَّهُ * رُءوسُ * ٱلشَّيـٰطِينِ}.

فإن قيل: كيف شبهها بشيء لم يشاهد؟

فعنه ثلاثة أجوبة:

أحدها: أنه قد استقر في النفوس قبح الشياطين وإن لم تشاهد فجاز تشبيهها بما قد علم قبحه. قال امرؤ القيس:

أيقتلني والمشر في مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال

قال الزجاج: هو لم ير الغول ولا أنيابها ولكن التمثيل بما يستقبح أبلغ في باب المذكر أن يمثل بالشياطين، وفي باب المؤنث أن يشبه بالغول.

والثاني: أن بين مكة واليمن شجر يسمى رؤوس الشياطين فشبهها بها قاله ابن السائب.

والثالث: أنه أراد بالشياطين: حيات لها رؤوس ولها أعراف شبه طلعها برؤوس الحيات، ذكره الزجاج. قال الفراء: والعرب تسمي بعض الحيات شيطانا وهو حية ذو عرف قبيح الوجه.

قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَكِلُونَ مِنْهَا} أي من ثمرها {فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ} وذلك أنهم يكرهون على أكلها حتى تمتلىء بطونهم.

{ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} قال ابن قتيبة: أي خلطا من الماء الحار يشربونه عليها. قال أبو عبيدة: تقول العرب كل شيء خلطته بغيره فهو مشوب.

قال المفسرون: إذا أكلوا الزقوم ثم شربوا عليه الحميم شاب الحميم الزقوم في بطونهم فصار شوبا له.

{ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ} أي بعد أكل الزقوم وشرب الحميم

{لإِلَى ٱلْجَحِيمِ} وذلك أن الحميم خارج الجحيم فهم يوردونه كما تورد الإبل الماء ثم يردون إلى الجحيم ويدل على هذا قوله {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءانٍ} [الرحمن: ٤٤] و {أَلْفَوْاْ} بمعنى وجدوا و {يُهْرَعُونَ} مشروح في [هود: ٧٨] والمعنى: أنهم يتبعون آباءهم في سرعة {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ} أي قبل هؤلاء المشركين

{أَكْثَرُ ٱلاْوَّلِينَ} من الأمم الخالية.

قوله تعالى: {إِلاَّ عِبَادَ ٱللّه ٱلْمُخْلَصِينَ} يعنى الموحدين فإنهم نجوا من العذاب. قال ابن جرير: وإنما حسن الاستثناء لأن المعنى: فانظر كيف أهلكنا المنذرين إلا عباد اللّه.

٧٥

انظر تفسير الآية:٨٢

٧٦

انظر تفسير الآية:٨٢

٧٧

انظر تفسير الآية:٨٢

٧٨

انظر تفسير الآية:٨٢

٧٩

انظر تفسير الآية:٨٢

٨٠

انظر تفسير الآية:٨٢

٨١

انظر تفسير الآية:٨٢

٨٢

{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ} أي دعانا.

وفي دعائه، قولان:

أحدهما: أنه دعا مستنصرا على قومه.

والثاني: أن ينجيه من الغرق {فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ} نحن، والمعنى: إنا أنجيناه وأهلكنا قومه.

وفي {ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ} قولان:

أحدهما: أنه الغرق.

والثاني: أذى قومه. {وَجَعَلْنَا ذُرّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَـٰقِينَ} وذلك أن نسل أهل السفينة انقرضوا غير نسل ولده فالناس كلهم من ولد نوح {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ} أي تركنا عليه ذكرا جميلا {فِى ٱلاْخِرِينَ} وهم الذين جاؤوا بعده إلى يوم القيامة. قال الزجاج: وذلك الذكر الجميل قوله {سَلَـٰمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِى ٱلْعَـٰلَمِينَ} وهم الذين جاؤوا من بعده. والمعنى: تركنا عليه أن يصلى عليه في الآخرين إلى يوم القيامة {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ} قال مقاتل: جزاه اللّه بإحسانه الثناء الحسن في العالمين.

٨٣

انظر تفسير الآية:١٠١

٨٤

انظر تفسير الآية:١٠١

٨٥

انظر تفسير الآية:١٠١

٨٦

انظر تفسير الآية:١٠١

٨٧

انظر تفسير الآية:١٠١

٨٨

انظر تفسير الآية:١٠١

٨٩

انظر تفسير الآية:١٠١

٩٠

انظر تفسير الآية:١٠١

٩١

انظر تفسير الآية:١٠١

٩٢

انظر تفسير الآية:١٠١

٩٣

انظر تفسير الآية:١٠١

٩٤

انظر تفسير الآية:١٠١

٩٥

انظر تفسير الآية:١٠١

٩٦

انظر تفسير الآية:١٠١

٩٧

انظر تفسير الآية:١٠١

٩٨

انظر تفسير الآية:١٠١

٩٩

انظر تفسير الآية:١٠١

١٠٠

انظر تفسير الآية:١٠١

١٠١

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرٰهِيمَ} أي من أهل دينه وملته والهاء في شيعته عائدة على نوح في قول الأكثرين. وقال ابن السائب: تعود إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم، واختاره الفراء.

فإن قيل: كيف يكون من شيعته وهو قبله؟.

فالجواب: أنه مثل قوله {حَمَلْنَا ذُرّيَّتَهُمْ} [يس: ٤١] فجعلها ذريتهم وقد سبقتهم، وقد شرحنا هذا فيما مضى [يس: ٤١].

قوله تعالى: {إِذْ جَاء رَبَّهُ} أي صدق اللّه وآمن به {بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} من الشرك وكل دنس. وفيه أقوال ذكرناها في [الشعراء: ٨٩].

قوله تعالى: {مَاذَا تَعْبُدُونَ} هذا استفهام توبيخ كأنه وبخهم على عبادة غير اللّه {أَءفْكاً} أي أتأفكون إفكا وتعبدون آلهة سوى اللّه {فَمَا ظَنُّكُم بِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ} إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره. كأنه قال: فما ظنكم أن يصنع بكم.

{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى ٱلنُّجُومِ} فيه قولان.

أحدهما: أنه نظر في علم النجوم وكان القوم يتعاطون علم النجوم فعاملهم من حيث هم وأراهم أني أعلم من ذلك ما تعلمون، لئلا ينكروا عليه ذلك. قال ابن المسيب: رأى نجما طالعا فقال: إني مريض غدا.

والثاني: أنه نظر إلى النجوم لا في علمها.

فإن قيل: فما كان مقصوده؟.

فالجواب: أنه كان لهم عيد فأراد التخلف عنهم ليكيد أصناهم فاعتل بهذا القول.

قوله تعالى: {إِنّى سَقِيمٌ} من معاريض الكلام، ثم فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أن معناه سأسقم، قاله الضحاك. قال ابن الأنباري: أعلمه اللّه عز وجل أنه يمتحنه بالسقم إذا طلع نجم يعرفه فلما رأى النجم علم أنه سيسقم.

والثاني: إني سقيم القلب عليكم إذ تكهنتم بنجوم لا تضر ولا تنفع، ذكره ابن الأنباري.

والثالث: أنه سقم لعلة عرضت له، حكاه الماوردي. وذكر السدي أنه خرج معهم إلى يوم عيدهم فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه وقال إني سقيم أشتكي رجلي {فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ * فَرَاغَ إِلَىٰ} أي مال إليها وكانوا قد جعلوا بين يديها طعاما لتبارك فيه على زعمهم، فقال إبراهيم: استهزاء بها {فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ}.

وقوله {ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ} في اليمين ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها اليد اليمنى قاله الضحاك.

والثاني: بالقوة والقدرة قاله السدي والفراء.

والثالث: باليمين التي سبقت منه وهي قوله {وَتَٱللّه لاكِيدَنَّ} [الأنبياء: ٥٧] حكاه الماوردي. قال الزجاج: ضربا مصدر والمعنى: فمال على الأصنام يضربها ضربا باليمين. وإنما قال {سَوَاء عَلَيْهِمْ} وهي أصنام لأنهم جعلوها بمنزلة ما يميز.

{فَأَقْبَلُواْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر والكسائي {يَزِفُّونَ} بفتح الياء وكسر الزاي وتشديد الفاء. وقرأ حمزة والمفضل عن عاصم {يَزِفُّونَ} برفع الياء وكسر الزاي وتشديد الفاء. وقرأ ابن السميفع وأبو المتوكل والضحاك {يَزِفُّونَ} بفتح الياء وكسر الزاي وتخفيف الفاء. وقرأ ابن أبي عبلة وأبو نهيك {يَزِفُّونَ} بفتح الياء وسكون الزاي وتخفيف الفاء. قال الزجاج: أعرب القراءات فتح الياء وتشديد الفاء، وأصله من زفيف النعام وهو ابتداء عدو النعام. يقال: زف النعام يزف. وأما ضم الياء فمعناه: يصيرون إلى الزفيف وانشدوا: تمنى حصين ان يسود جذاعه فأضحى حصين قد أذل واقهراأي صار إلى القهر. وأما كسر الزاي مع تخفيف الفاء فهو من: وزف يزف، بمعنى أسرع يسرع، ولم يعرفه الكسائي ولا الفراء وعرفه غيرهما.

قال المفسرون: بلغهم ما صنع إبراهيم فأسرعوا فلما انتهوا إليه قال لهم محتجا عليهم: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} بأيديكم {وَٱللّه خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} قال ابن جرير:في {مَا} وجهان.

أحدهما: أن تكون بمعنى المصدر فيكون المعنى: واللّه خلقكم وعملكم.

والثاني: أن تكون بمعنى الذي فيكون المعنى: واللّه خلقكم وخلق الذي تعملونه بأيديكم من الأصنام. وفي هذه الآية دليل على أن أفعال العباد مخلوقة للّه. فلما لزمتهم الحجة {قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَـٰناً} وقد شرحنا قصته في سورة [الأنبياء: ٥٢، ٧٤] وبينا معنى الجحيم في [البقرة: ١١٩] والكيد الذي أرادوا به إحراقه. ومعنى قوله: {فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلاْسْفَلِينَ} أن إبراهيم علاهم بالحجة حيث سلمه اللّه من كيدهم وحل الهلاك بهم.

وقال يعني إبراهيم {إِنّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبّى} في هذا الذهاب قولان:

أحدهما: أنه ذاهب حقيقة، وفي وقت قوله هذا قولان:

أحدهما: أنه حين أراد هجرة قومه فالمعنى إني ذاهب إلى حيث أمرني ربي عز وجل {سَيَهْدِينِ} إلى حيث أمرني وهو الشام قاله الأكثرون.

والثاني: حين ألقي في النار قاله سليمان بن صرد.

فعلى هذا في المعنى قولان:

أحدهما: ذاهب إلى اللّه بالموت سيهدين إلى الجنة.

والثاني: ذاهب إلى ماقضى به ربي سيهدين إلى الخلاص من النار.

والقول الثاني: إني ذاهب إلى ربي بقلبي وعملي ونيتي قاله قتادة. فلما قدم الأرض المقدسة سأل ربه الولد فقال {رَبّ هَبْ لِى مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينِ} أي ولدا صالحا من الصالحين فاجتزأ بما ذكر عما ترك ومثله {وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزهِدِينَ} [يوسف: ٢٠] فاستجاب له وهو قوله {فَبَشَّرْنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِيمٍ} وفيه قولان:

أحدهما: أنه إسحاق.

والثاني: أنه إسماعيل. قال الزجاج: هذه البشارة تدل على أنه مبشر بابن ذكر وأنه يبقى حتى ينتهي في السن ويوصف بالحلم.

١٠٢

انظر تفسير الآية:١١٣

١٠٣

انظر تفسير الآية:١١٣

١٠٤

انظر تفسير الآية:١١٣

١٠٥

انظر تفسير الآية:١١٣

١٠٦

انظر تفسير الآية:١١٣

١٠٧

انظر تفسير الآية:١١٣

١٠٨

انظر تفسير الآية:١١٣

١٠٩

انظر تفسير الآية:١١٣

١١٠

انظر تفسير الآية:١١٣

١١١

انظر تفسير الآية:١١٣

١١٢

انظر تفسير الآية:١١٣

١١٣

قوله تعالى: {فَمَا بَلَّغْتَ * مَعَهُ ٱلسَّعْىَ} فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أن المراد بالسعي هاهنا العمل قاله ابن عباس.

والثاني: أنه المشي والمعنى مشى مع أبيه قاله قتاده. قال ابن قتيبة: بلغ أن ينصرف معه ويعينه. قال ابن السائب: كان ابن ثلاث عشرة سنة.

والثالث: أن المراد بالسعي العبادة قاله ابن زيد. فعلى هذا يكون قد بلغ.

قوله تعالى: {إِنّى أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنّى أَذْبَحُكَ} أكثر العلماء على أنه لم ير أنه ذبحه في المنام وإنما المعنى أنه أمر في المنام بذبحه ويدل عليه قوله {ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ} وذهب بعضهم إلى أنه رأى أنه يعالج ذبحه ولم ير إراقة الدم. قال قتادة: ورؤيا الأنبياء حق إذا رأوا شيئا فعلوه. وذكر السدي عن أشياخه: أنه لما بشر جبريل سارة بالولد قال إبراهيم: هو إذا للّه ذبيح، فلما فرغ من بنيان البيت أتي في المنام فقيل له: أوف بنذرك.

واختلفوا في الذبيح على قولين:

أحدهما: أنه إسحاق، قاله عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب والعباس ابن عبد المطلب وابن مسعود وأبو موسى الأشعري وأبو هريرة وأنس وكعب الأحبار ووهب بن منبه ومسروق وعبيد بن عمير والقاسم ابن أبي بزة ومقاتل بن سليمان واختاره ابن جرير، وهؤلاء يقولون كانت هذه القصة بالشام وقيل طويت له الأرض حتى حمله إلى المنحر بمنى في ساعة.

والثاني: أنه إسماعيل قاله ابن عمر وعبد اللّه بن سلام والحسن البصري وسعيد بن المسيب والشعبي ومجاهد ويوسف بن مهران وأبو صالح ومحمد بن كعب القرظي والربيع بن أنس وعبد الرحمن بن سابط. واختلفت الرواية عن ابن عباس، فروى عنه عكرمة أنه إسحاق، وروى عنه عطاء ومجاهد والشعبي وأبو الجوزاء ويوسف بن مهران أنه إسماعيل. وروى عنه سعيد بن جبير كالقولين، وعن سعيد بن جبير وعكرمة والزهري وقتادة والسدي روايتان. وكذلك عن أحمد رضي اللّه عنه روايتان، ولكل قوم حجة ليس هذا موضعها وأصحابنا ينصرون القول الأول. الإشارة إلى قصة الذبح: ذكر أهل العلم بالسير والتفسير أن إبراهيم لما أراد ذبح ولده قال له: انطلق فنقرب قرباناً إلى اللّه عز وجل فأخذ سكينا وحبلا ثم انطلق حتى إذا ذهبا بين الجبال قال له الغلام: يا أبت أين قربانك؟ قال: يا بني إني رأيت في المنام أني أذبحك، فقال له: اشدد رباطي حتى لا أضطرب، واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليك من دمي فتراه أمي فتحزن، واسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي، فإذا أتيت أمي فاقرأ عليها السلام مني. فأقبل عليه إبراهيم يقبله ويبكي ويقول: نعم العون أنت يا بني على أمر اللّه عز وجل، ثم إنه أمر السكين على حلقه فلم يحك شيئا. وقال مجاهد: لما أمرها على حلقه انقلبت فقال: مالك انقلبت. قال: اطعن بها طعنا. وقال السدي: ضرب اللّه على حلقه صفيحة من نحاس. وهذا لا يحتاج إليه بل منعها بالقدرة أبلغ، قالوا: فلما طعن بها نبت، وعلم اللّه منهما الصدق في التسليم، فنودي: يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا هذا فداء ابنك فنظر إبراهيم فإذا جبريل معه كبش أملح.

قوله تعالى: {فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ} لم يقل له ذلك على وجه المؤامرة في أمر اللّه عز وجل. ولكن أراد أن ينظر ما عنده من الرأي. وقرأ حمزة والكسائي وخلف {مَاذَا} بضم التاء وكسر الراء وفيها قولان:

أحدهما: ماذا تريني من صبرك أو جزعك، قاله الفراء.

والثاني: ماذا تبين، قاله الزجاج. وقال غيره: ماذا تشير.

قوله تعالى: {يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ} قال ابن عباس افعل ما أوحي إليك من ذبحي {سَتَجِدُنِى إِن شَاء ٱللّه مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} على البلاء.

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا} أي استسلما لأمر اللّه عز وجل فأطاعا ورضيا. وقرأ علي وابن مسعود وابن عباس والحسن وسعيد بن جبير والأعمش وابن أبي عبلة {فَلَمَّا سَلَـٰماً} بتشديد اللام من غير همز قبل السين. والمعنى: سلما لأمر اللّه عز وجل.

وفي جواب قوله {فَلَمَّا أَسْلَمَا} قولان.

أحدهما: أن جوابه {وَنَـٰدَيْنَـٰهُ} والواو زائدة قاله الفراء.

والثاني: أن الجواب محذوف، لأن في الكلام دليلا عليه والمعنى: فلما فعل ذلك سعد وأجزل ثوابه، قاله الزجاج.

قوله تعالى: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} قال ابن قتيبة: أي صرعه على جبينه فصار أحد جبينيه على الأرض، وهما جبينان والجبهة بينهما، وهي ما أصاب الأرض في السجود، والناس لا يكادون يفرقون بين الجبين والجبهة، فالجبهة مسجد الرجل الذي يصيبه ندب السجود، والجبينان يكتنفانها من كل جانب جبين.

قوله تعالى: {وَنَـٰدَيْنَـٰهُ} قال المفسرون نودي من الجبل

{قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَا} وفيه قولان:

أحدهما: قد عملت ما أمرت وذلك أنه قصد الذبح بما أمكنه وطاوعه الابن بالتمكين من الذبح، إلا أن اللّه عز وجل صرف ذلك كما شاء فصار كأنه قد ذبح وإن لم يتحقق الذبح.

والثاني: أنه رأى في المنام معالجة الذبح ولم ير إراقة الدم فلما فعل في اليقظة ما رأى في المنام قيل له: قد صدقت الرؤيا. وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء وأبو عمران والجحدري {قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَا} بتخفيف الدال وهاهنا تم الكلام. ثم قال تعالى {إِنَّا كَذَلِكَ} أي كما ذكرنا من العفو من ذبح ولده {نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ}.

{إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَء ٱلْمُبِينُ} في ذلك قولان:

أحدهما: النعم البينة، قاله ابن السائب، ومقاتل.

والثاني: الاختبار العظيم، قاله ابن زيد، وابن قتيبة. فعلى الأول، يكون قوله هذا إشارة إلى العفو عن الذبح. وعلى الثاني، يكون إشارة إلى امتحانه بذبح ولده.

قوله تعالى: {وَفَدَيْنَـٰهُ} يعني: الذبيح {بِذِبْحٍ} وهو بكسر الذال: اسم ما ذبح، وبفتح الذال: مصدر ذبحت، قاله ابن قتيبة. ومعنى الآية: خلصناه من الذبح بأن جعلنا الذبح فداء له.

وفي هذا الذبح ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه كان كبشا أقرن قد رعى في الجنة قبل ذلك أربعين عاما قاله، ابن عباس في رواية مجاهد، وقال في رواية سعيد بن جبير: هو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه، كان في الجنة حتى فدي به.

والثاني: أن إبراهيم فدى ابنه بكبشين أبيضين أعينين أقرنين، رواه أبو الطفيل عن ابن عباس.

والثالث: أنه ما فدي إلا بتيس من الأورى أهبط عليه من ثبير، قاله الحسن. وفي معنى {عظِيمٌ} أربعة أقوال:

أحدها: لأنه كان قد رعى في الجنة، قاله ابن عباس، وابن جبير.

والثاني: لأنه ذبح على دين إبراهيم وسنته، قاله الحسن.

والثالث: لأنه متقبل، قاله مجاهد. وقال أبو سليمان الدمشقي: لما قرابة ابن آدم، رفع حيا، فرعى في الجنة، ثم جعل فداء الذبيح، فتقبل مرتين.

والرابع: لأنه عظيم الشخص والبركة، ذكره الماوردي.

قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ} قد فسرناه في هذه السورة [الصافات/٧٨].

قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَـٰهُ بِإِسْحَـٰقَ} من قال: إن إسحق الذبيح، قال: بشر إبراهيم بنبوة إسحاق، وأثيب إسحاق بصبره النبوة، وهذا قول ابن عباس في رواية عكرمة، وبه قال قتادة والسدي. ومن قال: الذبيح إسماعيل قال: بشر اللّه إبراهيم بولد يكون نبيا بعد هذه القصة جزاء لطاعته وصبره، وهذا قول سعيد ابن المسيب.

قوله تعالى: {وَبَـٰرَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَـٰقَ} يعني بكثرة ذريتهما، وهم الأسباط كلهم {وَمِن ذُرّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ} أي: مطيع للّه {وَظَـٰلِمٌ} وهو العاصي له.

وقيل: المحسن: المؤمن، والظالم: الكافر.

١١٤

انظر تفسير الآية:١٣٢

١١٥

انظر تفسير الآية:١٣٢

١١٦

انظر تفسير الآية:١٣٢

١١٧

انظر تفسير الآية:١٣٢

١١٨

انظر تفسير الآية:١٣٢

١١٩

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢٠

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢١

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢٢

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢٣

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢٤

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢٥

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢٦

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢٧

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢٨

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٢٩

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٣٠

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٣١

انظر تفسير الآية:١٣٢

١٣٢

قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ} أي أنعمنا عليهما بالنبوة.

وفي {ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ} قولان:

أحدهما: استعباد فرعون وبلاؤه وهو معنى قول قتادة.

والثاني: الغرق قاله السدي.

قوله تعالى: {وَنَصَرْنَـٰهُمْ} فيه قولان:

أحدهما: أنه يرجع إلى موسى وهارون وقومهما.

والثاني: أنه يرجع إليهما فقط فجمعا لأن العرب تذهب بالرئيس إلى الجمع، لجنوده وأتباعه، ذكرهما ابن جرير، وما بعد هذا قد تقدم بيانه [الأنبياء: ٤٨] إلى قوله: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ} فيه قولان.

أحدهما: أنه نبي من أنبياء بني إسرائيل قاله الأكثرون.

والثاني: أنه إدريس، قاله ابن مسعود وقتادة، وكذلك كان يقرأ ابن مسعود وأبوالعالية وأبو عثمان النهدي، {وَأَنْ إِدْرِيسَ} مكان إلياس.

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ} أي ألا تخافون اللّه فتوحدونه وتعبدونه {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} فيه ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه بمعنى الرب، قاله ابن عباس ومجاهد وأبوعبيدة وابن قتيبة. وقال الضحاك: كان ابن عباس قد أعياه هذا الحرف، فبينا هو جالس إذ مر أعرابي قد ضلت ناقته وهو يقول: من وجد ناقة أنا بعلها،فتبعه الصبيان يصيحون. به: يازوج الناقة يازوج الناقة، فدعاه ابن عباس فقال: ويحك ما عنيت ببعلها؟ قال: أنا ربها. فقال ابن عباس: صدق اللّه {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} ربنا. وقال قتادة: هذه لغة يمانية.

والثاني: أنه اسم صنم كان لهم، قاله الضحاك وابن زيد، وحكى ابن جرير: أنه به سميت بعلبك.

والثالث: أنها امرأه كانوا يعبدونها حكاه محمد بن إسحاق.

قوله تعالى: {ٱللّه رَبُّكُمُ} قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم {ٱللّه رَبُّكُمُ} بالرفع وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف ويعقوب {ٱللّه} بالنصب.

قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} النار {إِلاَّ عِبَادَ ٱللّه ٱلْمُخْلَصِينَ} الذين لم يكذبوه فإنهم لا يحضرون النار. الإشارة إلى القصة:ذكر أهل العلم بالتفسير والسير أنه لما كثرت الأحداث بعد قبض حزقيل النبي عليه السلام وعبدت الأوثان بعث اللّه تعالى إليهم إلياس. قال ابن إسحاق. وهو إلياس بن تشبي بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران، فجعل يدعوهم فلا يسمعون منه، فدعا عليهم بحبس المطر فجهدوا جهدا شديدا، واستخفى إلياس خوفا منهم على نفسه، ثم إنه قال لهم يوما: إنكم قد هلكتم جهدا وهلكت البهائم والشجر بخطاياكم فاخرجوا بأصنامكم وادعوها فإن استجابت لكم فالأمر كما تقولون. وإن لم تفعل علمتم أنكم على باطل فنزعتم عنه ودعوت اللّه ففرج عنكم. فقالوا: أنصفت. فخرجوا بأصنامهم وأوثانهم فدعوا فلم يستجب لهم فعرفوا ضلالهم، فقالوا: ادع اللّه لنا. فدعا لهم فأرسل المطر وعاشت بلادهم، فلم ينزعوا عما كانوا عليه، فدعا إلياس ربه أن يقبضه إليه ويريحه منهم، فقيل له: اخرج يوم كذا إلى مكان كذا فما جاءك من شيء فاركبه ولا تهبه، فخرج فأقبل فرس من نار فوثب عليه فانطلق به، وكساه اللّه الريش وألبسه النور، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فطار في الملائكة، فكان إنسيا ملكيا، أرضيا سماويا.

قوله تعالى: {سَلَـٰمٌ عَلَىٰ} قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: {إلياسين} موصولة مكسورة الألف ساكنة اللام، فجعلوها كلمة واحدة. وقرأ الحسن مثلهم، إلا أنه فتح الهمزة. وقرأ نافع، وابن عامر، وعبد الوارث، ويعقوب إلا زيدا: {إِلْ يَاسِينَ} مقطوعة، فجعلوها كلمتين. وفي قراءة الوصل قولان:

أحدهما: أنه جمع لهذا النبي وأمته المؤمنين به، وكذلك يجمع ما ينسب إلى الشيء بلفظ الشيء فتقول:رأيت المهالبة تريد بني المهلب والمسامعة تريد بني مسمع.

والثاني: أنه اسم النبي وحده وهو اسم عبراني، والعجمي من الأسماء قد يفعل به هكذا كما تقول: ميكال وميكائيل. ذكر القولين الفراء والزجاج. فأما قراءة من قرأ {إِلْ يَاسِينَ} مفصولة ففيها قولان:

أحدهما: أنهم آل هذا النبي المذكور، وهو يدخل فيهم، كقوله عليه السلام «اللّهم صل على آل أبي أوفى» فهو داخل فيهم لأنه هو المراد بالدعاء.

والثاني: أنهم آل محمد صلى اللّه عليه وسلم، قاله الكلبي. وكان عبد اللّه بن مسعود يقرأ {سَلَـٰمٌ عَلَىٰ} وقد بينا مذهبه في أن إلياس هو إدريس.

فإن قيل: كيف قال إدراسين، وإنما الواحد إدريس، والمجموع إدريسي لا إدراس ولا إدراسي؟

فالجواب: أنه يجوز أن يكون لغة كإبراهيم إبراهام، و مثله: قدني من نصر الخبيبين قدي وقرأ أبي بن كعب، وأبو نهيك: {سَلَـٰمٌ عَلَىٰ * يَاسِينَ} بحذف الهمزة واللام.

١٣٣

انظر تفسير الآية:١٣٨

١٣٤

انظر تفسير الآية:١٣٨

١٣٥

انظر تفسير الآية:١٣٨

١٣٦

انظر تفسير الآية:١٣٨

١٣٧

انظر تفسير الآية:١٣٨

١٣٨

قوله تعالى: {إِذْ نَجَّيْنَـٰهُ} {إِذْ} هاهنا لا يتعلق بما قبله، لأنه لم يرسل إذ نجي، ولكنه يتعلق بمحذوف تقديره: واذكر يامحمد إذ نجيناه، وقد تقدم تفسير ما بعد هذا {الشعراء/١٧١} إلى قوله: {ٱلاْخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ} هذا خطاب لأهل مكة، كانوا إذا ذهبوا إلى الشام وجاؤوا، مروا على قرى قوم لوط صباحا ومساء، {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} فتعتبرون.

١٣٩

انظر تفسير الآية:١٤٨

١٤٠

انظر تفسير الآية:١٤٨

١٤١

انظر تفسير الآية:١٤٨

١٤٢

انظر تفسير الآية:١٤٨

١٤٣

انظر تفسير الآية:١٤٨

١٤٤

انظر تفسير الآية:١٤٨

١٤٥

انظر تفسير الآية:١٤٨

١٤٦

انظر تفسير الآية:١٤٨

١٤٧

انظر تفسير الآية:١٤٨

١٤٨

قوله تعالى: {إِذْ أَبَقَ} قال المبرد: تأويل أبق تباعد. وقال أبو عبيدة: فزع. وقال الزجاج: هرب. وقال بعض أهل المعاني: خرج ولم يؤذن له، فكان بذلك كالهارب من مولاه. قال الزجاج: والفلك السفينة، والمشحون المملوء، وساهم بمعنى قارع، {مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ} أي: المغلوبين. قال ابن قتيبة: يقال: أدحض اللّه حجته، فدحضت، أي: أزالها فزالت، وأصل الدحض: الزلق. الإشارة إلى قصته: قد شرحنا بعض قصته في آخر يونس وفي {ٱلاْنْبِيَاء} على قدر ما تحتمله الآيات ونحن نذكر هاهنا ما تحتمله. قال عبد اللّه بن مسعود: لما وعد يونس قومه بالعذاب بعد ثلاث جأروا إلى اللّه عز وجل واستغفروا، فكف عنهم العذاب فانطلق مغاضبا، حتى انتهى إلى قوم في سفينة فعرفوه، فحملوه فلما ركب السفينة وقفت. فقال: ما لسفينتكم؟ قالوا: لا ندري. قال: لكني أدري فيها عبد آبق من ربه إنها واللّه لا تسير حتى تلقوه. فقالوا: أما أنت يا نبي اللّه فواللّه لا نلقيك. قال: فاقترعوا فمن قرع فليقع، فاقترعوا فقرع يونس، فأبوا أن يمكنوه من الوقوع، فعادوا إلى القرعة حتى قرع يونس ثلاث مرات. وقال طاووس: إن صاحب السفينة هو الذي قال: إنما يمنعها أن تسير أن فيكم رجلا مشؤوما، فاقترعوا لنلقي أحدنا، فاقترعوا فقرع يونس ثلاا مرات.

قال المفسرون: وكل اللّه به حوتا، فلما ألقى نفسه في الماء التقمه وأمر أن لا يضره ولا يكلمه، وسارت السفينة حينئذ. ومعنى التقمه ابتعله. {وَهُوَ مُلِيمٌ} قال ابن قتيبة: أي: مذنب، يقال: ألام الرجل: إذا أتى ذنبا يلام عليه، قال الشاعر:

تعد معاذرا لا عذر فيها ومن يخذل أخاه فقد ألاما

قوله تعالى:{فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبّحِينَ} فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: من المصلين، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير.

والثاني: من العابدين، قاله مجاهد، ووهب بن منبه.

والثالث: قول {لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} [الأنبياء/٨٧] قاله الحسن. وروى عمران القطان عن الحسن قال: واللّه ما كانت إلا صلاة أحدثها في بطن الحوت. فعلى هذا القول يكون تسبيحه في بطن الحوت وجمهور العلماء على أنه أراد: لولا ما تقدم له قبل التقام الحوت إياه من التسبيح {لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} قال قتادة: لصار بطن الحوت له قبرا إلى يوم القيامة، ولكنه كان كثير الصلاة في الرخاء، فنجاه اللّه تعالى بذلك. وفي قدر مكثه في بطن الحوت خمسة أقوال:

أحدها: أربعون يوما، قاله أنس بن مالك، وكعب، وأبو مالك، وابن جريج، والسدي.

والثاني: سبعة أيام، قاله سعيد بن جبير، وعطاء.

والثالث: ثلاثة أيام، قاله مجاهد، وقتادة.

والرابع: عشرون يوما، قاله الضحاك.

والخامس: بعض يوم، التقمة ضحى ونبذه قبل غروب الشمس، قاله الشعبي.

قوله تعالى: {فَنَبَذْنَـٰهُ} قال ابن قتيبة: أي: ألقيناه {بِٱلْعَرَاء} وهي الأرض التي لا يتوارى فيها بشجر ولا غيره، وكأنه من عري الشيء.

قوله تعالى: {وَهُوَ سَقِيمٌ} أي: مريض. قال ابن مسعود: كهيأة الفرخ الممعوط الذي ليس له ريش. وقال سعيد بن جبير: أوحى اللّه تعالى إلى الحوت: أن ألقه في البر، فألقاه لا شعر عليه ولا جلد ولا ظفر.

قوله تعالى: {وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مّن يَقْطِينٍ} قال ابن عباس: هو القرع، وقد قال أمية بن أبي الصلت قبل الإسلام: فأنبت يقطينا عليه برحمة من اللّه لولا اللّه ألفي ضاحياقال الزجاج: كل شجرة لا تنبت على ساق وإنما تمتد على وجه الأرض نحو القرع والبطيخ والحنظل، فهي يقطين، واشتقاقه من: قطن بالمكان: إذا أقام، فهذا الشجر ورقه كله على وجه الأرض، فلذلك قيل له: يقطين. قال ابن مسعود: كان يستظل بها ويصيب منها فيبست فبكى عليها، فأوحى اللّه إليه: أتبكي على شجرة أن يبست، ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم؟ قال يزيد بن عبد اللّه بن قسيط: قيض اللّه له أروية من الوحش تروح عليه بكرة وعشيا فيشرب من لبنها حتى نبت لحمه.

فإن قيل: ما الفائدة في إنبات شجرة اليقطين عليه دون غيرها؟

فالجواب: أنه خرج كالفرخ على ما وصفنا، وجلده قد ذاب، فأدنى شيء يمر به يؤذيه، وفي ورق اليقطين خاصية، وهو أنه إذا ترك على شيء، لم يقربه ذباب، فأنبته اللّه عليه ليغطيه ورقها ويمنع الذباب ريحه أن يسقط عليه فيؤذيه.

قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَـٰهُ إِلَىٰ مِاْئَةِ أَلْفٍ} اختلفوا، هل كانت رسالته قبل التقام الحوت إياه، أم بعد ذلك على قولين:

أحدهما: أنها كانت بعد نبذ الحوت إياه، على ما ذكرنا في [يونس/٩٨] وهو مروي عن ابن عباس.

والثاني: أنها كانت قبل التقام الحوت له، وهو قول الاكثرين، منهم الحسن، ومجاهد، وهو الأصح. والمعنى: وكنا أرسلناه إلى مائة ألف، فلما خرج من بطن الحوت أمر أن يرجع إلى قومه الذين أرسل إليهم.

وفي قوله {أَوْ} ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها بمعنى بل، قاله ابن عباس، والفراء.

والثاني: أنها بمعنى الواو، قاله ابن قتيبة. وقد قرأ أبي بن كعب، ومعاذ القارىء، وأبو المتوكل، وأبو عمران الجوني: و{يَزِيدُونَ} من غير ألف.

والثالث: أنها على أصلها، والمعنى: أو يزيدون في تقديركم، إذا رآهم الرائي قال: هؤلاء مائة ألف أو يزيدون. وفي زيادتهم أربعة أقوال:

أحدها: أنهم كانوا مائة ألف يزيدون عشرين ألفا، رواه أبي بن كعب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

والثاني: أنهم كانوا مائة ألف وثلاثين ألفا.

والثالث: مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفا، رويا عن ابن عباس.

والرابع: أنهم كانوا يزيدون سبعين ألفا، قاله سعيد بن جبير ونوف.

قوله تعالى: {فَـئَامِنُواْ} في وقت إيمانهم قولان:

أحدهما: عند معاينة العذاب.

والثاني: حين أرسل إليهم يونس {فَمَتَّعْنَـٰهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} إلى منتهى آجالهم.

١٤٩

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥٠

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥١

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥٢

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥٣

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥٤

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥٥

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥٦

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥٧

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥٨

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٥٩

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٦٠

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٦١

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٦٢

انظر تفسير الآية:١٦٣

١٦٣

قوله تعالى: {فَٱسْتَفْتِهِمْ} أي: سل أهل مكة سؤال توبيخ وتقرير، لأنهم زعموا أن الملائكة بنات اللّه {وَهُمْ شَـٰهِدُونَ} أي: حاضرون.

{أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ} أي: كذبهم {لَيَقُولُونَ * وَلَدَ ٱللّه} حين زعموا أن الملائكة بناته.

قوله تعالى: {أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ} قال الفراء: هذا استفهام فيه توبيخ لهم، وقد تطرح ألف الاستفهام من التوبيخ، ومثله: {أَذْهَبْتُمْ طَيّبَـٰتِكُمْ} [الأحقاف/٢٠] و{أَذْهَبْتُمْ} يستفهم بها ولا يستفهم، ومعناهما واحد. وقرأ أبو هريرة، وابن المسيب، والزهري، وابن جماز عن نافع، وأبو جعفر، وشيبة: {وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ * ٱصْطَفَى} بالوصل غير مهموز ولا ممدود. قال أبو علي: وهو على وجه الخبر كأنه قال: اصطفى البنات على البنين، كما يقولون. كقوله: {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ} [الدخان/٤٩]. قوله تعالى: {مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} للّه بالبنات ولأنفسكم بالبنين؟ٰ

أحدها: أنهم قالوا: هو وإبليس أخوان، رواه العوفي عن ابن عباس. قال الماوردي: وهو قول الزنادقة، والذين يقولون: الخير من اللّه والشر من إبليس.

والثاني: أن كفار قريش قالوا: الملائكة بنات اللّه، والجنة صنف من الملائكة. يقال لهم: الجنة، قاله مجاهد.

والثالث: أن اليهود قالت: إن اللّه تعالى تزوج إلى الجن فخرجت من بينهم الملائكة، قاله قتادة، وابن السائب. فخرج في معنى الجنة قولان:

أحدهما: أنهم الملائكة.

والثاني: الجن. فعلى الأول، يكون معنى قوله: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ} أي: علمت الملائكة {أَنَّهُمْ} أي: إن هؤلاء الشركين {لَمُحْضَرُونَ} النار. وعلى الثاني: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ} أي: إن الجن أنفسها لمحضرون الحساب.

قوله تعالى: {إِلاَّ عِبَادَ ٱللّه ٱلْمُخْلَصِينَ} يعني: الموحدين.

وفيما استثنوا منه قولان:

أحدهما: أنهم استثنوا من حضور النار، قاله مقاتل.

والثاني: مما يصف أولئك، وهو معنى قول ابن السائب.

قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ} يعني المشركين {وَمَا تَعْبُدُونَ} من دون اللّه، {مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ} أي: على ما تعبدون {بِفَـٰتِنِينَ} أي: بمضلين أحدا، {إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ} أي: من سبق له في علم اللّه أنه يدخل النار.

١٦٤

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٦٥

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٦٦

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٦٧

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٦٨

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٦٩

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧٠

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧١

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧٢

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧٣

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧٤

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧٥

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧٦

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧٧

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧٨

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٧٩

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٨٠

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٨١

انظر تفسير الآية:١٨٢

١٨٢

ثم أخبر عن الملائكة بقوله {وَمَا مِنَّا} والمعنى: ما منا ملك {إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} أي: مكان في السموات مخصوص يعبد اللّه فيه {وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّافُّونَ} قال قتادة: صفوف في السماء. وقال السدي: هو الصلاة. وقال ابن السائب: صفوفهم في السماء كصفوف أهل الدنيا في الأرض.

قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبّحُونَ} فيه قولان:

أحدهما: المصلون.

والثاني: المنزهون للّه عز وجل عن السوء. وكان عمر بن الخطاب إذا أقيمت الصلاة أقبل على الناس بوجهه وقال: ياأيها الناس استووا، فإنما يريد اللّه بكم هدي الملائكة،

{وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبّحُونَ}. ثم عاد إلى الإخبار عن المشركين، فقال: {وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ} اللام في ليقولون لام توكيد، والمعنى: وقد كان كفار قريش يقولون قبل بعثة النبي صلى اللّه عليه وسلم

{لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً} أي: كتابا {مّنَ ٱلاْوَّلِينَ} أي: مثل كتب الأولين، وهم اليهود والنصارى،

{لَكُنَّا عِبَادَ ٱللّه ٱلْمُخْلَصِينَ} أي: لأخلصنا العبادة للّه عز وجل.

{فَكَفَرُواْ بِهِ} فيه اختصار، تقديره: فلما آتاهم ما طلبوا، كفروا به، {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} عاقبة كفرهم، وهذا تهديد لهم.

{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا} أي:تقدم وعدنا للمرسلين بنصرهم، والكلمة قوله {كَتَبَ ٱللّه لاَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى} [المجادلة/ ٢١]

{إِنَّهُمْ لَهُمُ} بالحجة، {ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا} يعني حزبنا المؤمنين {لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ} بالحجة أيضا والظفر.

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أي: أعرض عن كفار مكة {حَتَّىٰ حِينٍ} أي: حتى تنقضي مدة إمهالهم. وقال مجاهد: حتى نأمرك بالقتال؛ فعلى هذا الآية محكمة. وقال في رواية: حتى الموت، وكذلك قال قتادة. وقال ابن زيد: حتى القيامة، فعلى هذا يتطرق نسخها. وقال مقاتل بن حيان: نسختها آية القتال.

قوله تعالى: {وَأَبْصَـٰرِهِمْ} أي: انظر إليهم إذا نزل العذاب. قال مقاتل بن سليمان: هو العذاب ببدر.

وقيل: أبصر حالهم بقلبك {فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} ما انكروا وكانوا يستعجلون بالعذاب تكذيبا به، فقيل: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ}.

{فَإِذَا نَزَلَ} يعني العذاب. وقرأ ابن مسعود، وأبو عمران، والجحدري، وابن يعمر: {فَإِذَا نَزَلَ} برفع النون وكسر الزاي وتشديدها {بِسَاحَتِهِمْ} أي: بفنائهم وناحيتهم، والساحة فناء الدار. قال الفراء: العرب تكتفي بالساحة والعقوة من القوم، فيقولون: نزل بك العذاب وبساحتك. قال الزجاج: فكان عذاب هؤلاء القتل {فَسَاء صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ} أي: بئس صباح الذين أنذروا العذاب. ثم كرر ما تقدم توكيدا لوعده بالعذاب، فقال: {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ} الآيتين. ثم نزه نفسه عن قولهم بقوله تعالى: {سُبْحَـٰنَ رَبّكَ رَبّ ٱلْعِزَّةِ} قال مقاتل: يعني عزة من يتعزز من ملوك الدنيا.

قوله تعالى: {عَمَّا يَصِفُونَ} أي: من اتخاذ النساء والأولاد. {وَسَلَـٰمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ} فيه وجهان:

أحدهما: تسليمه عليهم إكراما لهم.

والثاني: إخباره بسلامتهم.

{وَٱلْحَمْدُ للّه رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ} على هلاك المشركين ونصرة الأنبياء والمرسلين.

﴿ ٠