٥

قوله تعالى: {وَٱلصَّـٰفَّـٰتِ صَفَّا} فيها قولان:

أحدهما: أنها الملائكة، قاله ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، والجمهور. قال ابن عباس: هم الملائكة صفوف في السماء، لا يعرف ملك منهم من إلى جانبه، لم يلتفت منذ خلقه اللّه عز وجل.

وقيل: هي الملائكة تصف أجنحتها في الهواء واقفة إلى أن يأمرها اللّه عز وجل بما يشاء.

والثاني: أنها الطير كقوله:

{وَٱلطَّيْرُ صَافَّـٰتٍ} {ٱلنُّورُ} حكاه الثعلبي.

وفي الزاجرات قولان:

أحدهما أنها الملائكة التي تزجر السحاب، قاله ابن عباس، والجمهور.

والثاني: أنها زواجر القرآن وكل ما ينهى ويزجر عن القبيح، قاله قتادة.

وفي التاليات ذكرا ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها الملائكة تقرأ كتب اللّه تعالى، قاله ابن مسعود، والحسن، والجمهور.

والثاني: أنهم الرسل، رواه الضحاك عن ابن عباس.

والثالث: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم، قاله قتادة. وهذا قسم بهذه الأشياء، وجوابه:

{إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ} وقيل: معناه: ورب هذه الأشياء إنه واحد. قوله تعالى:

{وَرَبُّ ٱلْمَشَـٰرِقِ} قال السدي: المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا، والمغارب مثلها، على عدد أيام السنة.

فإن قيل: لم ترك ذكر المغارب؟

فالجواب: أن المشارق تدل على المغارب، لأن الشروق قبل الغروب.

﴿ ٥