٤ قوله تعالى: {تنزيلُ الكتابِ} قال الزجاج: الكتاب هاهنا القرآن، ورفع " تنزيلُ " من وجهين. أحدهما: الابتداء، ويكون الخبر {مِنَ اللّه} ، فالمعنى: نزل من عند اللّه. والثاني: على إضمار هذا تنزيلُ الكتاب؛ و {مُخْلِصاً} منصوب على الحال؛ فالمعنى: فاعبُدِ اللّه موحِّداً لا تُشْرِكْ به شيئاً. قوله تعالى: {ألا للّه الدّينُ الخالصُ} يعني: الخالص من الشِّرك، وما سِواه ليس بِدِين اللّه الذي أَمر به؛ [وقيل]: المعنى: لا يَستحِقُّ الدِّينَ الخالصَ إِلاّ اللّه. {والذينَ اتَّخَذُوا مِنْ دونِه أولياءَ} يعنى آلهة ويدخُل في هؤلاء اليهودُ حين قالوا {عُزَيْرٌ ابنُ اللّه} [التوبة: ٣٠] والنصارى لقولهم {المسيحُ ابنُ اللّه} [التوبة:٣٠] وجميعُ عُبَّاد الأصنام، ويدُلُّ عليه قولُه بعد ذلك {لو أرادَ اللّه أن يَتَّخِذَ وَلَداً} [الزمر:٤]. قوله تعالى: {ما نَعْبُدُهم} أي: يقولون ما نعبُدُهم {إلا لِيُقَرِّبونا إِلى اللّه زُلْفى} أي: إِلاّ لِيَشْفَعوا لنا إِلى اللّه، والزُّلْفى: القُرْبى، وهو اسم أُقيم مقامَ المصدر فكأنه قال: إلاّ لِيُقَرِّبونا إِلى اللّه تقريباً. {إنَّ اللّه يحكمُ بينهم} أي: بين أهل الأديان فيما كانوا يختلفون فيه من أمر الدّين. وذهب قوم إلى أن هذه الآية منسوخة بآية السيف، ولا وجه لذلك. قوله تعالى: {إنَّ اللّه لا يَهْدي} أي: لا يُرْشِد {مَنْ هو كاذبٌ} في قوله إِن الآلهه تشفع {كَفَّارٌ} أي: كافر باتِّخاذها آلهة. وهذا إِخبار عمن سبق عليه القضاء بحرمان الهداية. {لو أراد اللّه أن يَتَّخِذَ وَلَداً} [أي]: على ما يزعم من ينسُب ذلك إِلى اللّه {لاصْطَفَى} أي: لاختار ممّا يخلُق. قال مقاتل: أي من الملائكة. |
﴿ ٤ ﴾