٤٤

قوله تعالى: {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} فيه قولان:

أحدهما: أنه قد قيل فيمن أرسل قبلك: ساحر وكاهن ومجنون. وكذبوا كما كذبت، هذا قول الحسن، وقتادة، والجمهور:

والثاني: ما تخبر إلا بما أخبر الأنبياء قبلك من أن اللّه غفور، وأنه ذو عقاب، حكاه الماوردي.

قوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَـٰهُ} يعني الكتاب الذي أنزل عليه {قُرْءاناً أعْجَمِيّاً} أي: بغير لغة العرب {لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ ءايَـٰتُهُ} أي: هلا بينت آياته بالعربية حتى نفهمه؟ٰ {ءاعْجَمِىٌّ وَعَرَبِىٌّ} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم: {أَعْجَمِىٌّ} بهمزة ممدودة، وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: {أأعجمي} بهمزتين، والمعنى: أكتاب أعجمي ونبي عربي؟ٰ وهذا استفهام إنكار؛ أي: لو كان كذلك لكان أشد لتكذيبهم. {ٱلْمَحِيضِ قُلْ هُوَ} يعني القرآن {هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ} من الضلالة {وَشِفَاء} للشكوك والأوجاع. والوقر: الصمم؛ فهم في ترك القبول بمنزلة من في أذنه صمم. {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} أي: ذو عمى. قال قتادة: صموا عن القرآن وعموا عنه {أُوْلَـئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} أي: إنهم لا يسمعون ولا يفهمون كالذي ينادي من بعيد.

﴿ ٤٤