٤٨ قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ} سبب نزولها أن اليهود قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم: أخبرنا عن الساعة إن كنت رسولا كما تزعم، قاله مقاتل. ومعنى الآية: لا يعلم قيامها إلا هو، فإذا سئل عنها فعلمها مردود إليه. {وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَةٍ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: من ثمرة. وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم: من ثمرات على الجمع {مّنْ أَكْمَامِهَا} أي: أوعيتها. قال ابن قتيبة: أي: من المواضع التي كانت فيها مستترة، وغلاف كل شيء: كمه، وإنما قيل: كم القميص، من هذا. قال الزجاج: الأكمام: ما غطى، وكل شجرة تخرج ماهو مكمم فهي ذات أكمام، وأكمام النخلة: ما غطى جمارها من السعف والليف والجذع، وكل ما أخرجته النخلة فهو ذو أكمام، فالطلعة كمها قشرها، ومن هذا قيل للقلنسوة: كمة، لأنها تغطي الرأس، ومن هذا كما القميص، لأنهما يغطيان اليدين. قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ} أي: ينادي اللّه تعالى المشركين {أَيْنَ شُرَكَائِىَ} الذين كنتم تزعمون {قَالُواْ ءاذَنَّاكَ} قال الفراء، وابن قتيبة: أعلمناك. وقال مقاتل: أسمعناك {مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ} فيه قولان: أحدهما: أنه من قول المشركين؛ والمعنى: ما منا من شهيد بأن لك شريكا، فيتبرؤون يومئذ مما كانوا يقولون، هذا قول مقاتل. والثاني: أنه من قول الآلهة التي كانت تعبد؛ والمعنى: ما منا من شهيد لهم بما قالوا، قاله الفراء، وابن قتيبة. قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُم} أي: بطل عنهم في الآخرة {مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ} أي: يعبدون في الدنيا، {وَظَنُّواْ} أي: أيقنوا {مَا لَهُمْ مّن مَّحِيصٍ} وقد شرحنا المحيص في سورة [النساء/ ١٢١]. |
﴿ ٤٨ ﴾