ÓõæÑóÉõ ãõÍóãøóÏò Úóáóíúåö ÇáÓøóáóÇãõ ãóÏóäöíøóÉñ æóåöíó ËóãóÇäò æóËóáÇóËõæäó ÂíóÉð سورة محمد صلى اللّه عليه وسلم وفيها قولان: أحدهما: أنها مدنية، قاله الأكثرون، منهم مجاهد، ومقاتل. وحكي عن ابن عباس وقتادة أنها مدنية، إلا آية منها نزلت عليه بعد حجة حين خرج من مكة وجعل ينظر إلى البيت، وهي قوله: {وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ هِىَ أَشَدُّ قُوَّةً مّن قَرْيَتِكَ} [محمد/ ١٣]. والثاني: أنها مكية، قاله الضحاك، والسدي. بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١ انظر تفسير الآية:٦ ٢ انظر تفسير الآية:٦ ٣ انظر تفسير الآية:٦ ٤ انظر تفسير الآية:٦ ٥ انظر تفسير الآية:٦ ٦ قوله تعالى: {ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} أي: بتوحيد اللّه {وَصَدُّواْ} الناس عن الإيمان به وهم مشركو قريش {أَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ} أي: أبطلها، ولم يجعل لها ثوابا، فكأنها لم تكن وقد كانوا يطعمون الطعام، ويصلون الأرحام، ويتصدقون، ويفعلون ما يعتقدونه قربة. {وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ} يعني: أصحاب محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. {وَءامَنُواْ بِمَا نُزّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ} وقرأ ابن مسعود {نَزَّلَ} بفتح النون والزاي وتشديدها. وقرأ أبي بن كعب، ومعاذ القارىء: {أنزَلَ} بهمزة مضمومة مكسورة الزاي. وقرأ أبو رزين، وأبو الجوزاء، وأبو عمران: {نَزَّلَ} بفتح النون والزاي وتخفيفها {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيّئَـٰتِهِمْ} أي: غفرها لهم {وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} أي: حالهم، قاله قتادة، والمبرد. قوله تعالى: {ذٰلِكَ} قال الزجاج: معناه: الأمر ذلك، وجائز أن يكون: ذلك الإضلال، لاتباعهم الباطل، وتلك الهداية والكفارات باتباع المؤمنين الحق، {كَذَلِكَ يَضْرِبُ ٱللّه لِلنَّاسِ أَمْثَـٰلَهُمْ} أي: كذلك يبين أمثلا حسنات المؤمنين وسيئات الكافرين كهذا البيان. قوله تعالى: {فَضَرْبَ ٱلرّقَابِ} إغراء، والمعنى:فاقتلوهم لأن الأغلب في موضع القتل ضرب العنق {حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ} أي: أكثرتم فيهم القتل {فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ} يعني في الأسر، وإنما يكون الأسر بعد المبالغة في القتل. والوثاق اسم من الإيثاق تقول: أوثقته إيثاقا ووثاقا إذا شددت أسره لئلا يفلت {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ} قال أبو عبيدة: إما أن تمنوا وإما أن تفادوا، ومثله سقيا ورعيا وإنما هو سقيت ورعيت. وقال الزجاج: إما مننتم عليهم بعد أن تأسروهم منا وإما أطلقتموهم بفداء. فصل وهذه الآية محكمة عند عامة العلماء. وممن ذهب إلى أن حكم المن والفداء باق لم ينسخ: ابن عمر، ومجاهد، والحسن، وابن سيرين، وأحمد، والشافعي. وذهب قوم إلى نسخ المن والفداء بقوله: {فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} وممن ذهب إلى هذا ابن جريج والسدي وأبو حنيفة. وقد أشرنا إلى القولين في [براءة/ ٥]. قوله تعالى: {حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} قال ابن عباس: حتى لا يبقى أحد من المشركين. وقال مجاهد: حتى لا يكون دين إلا دين الإسلام. وقال سعيد بن جبير: حتى يخرج المسيح. وقال الفراء: حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم. وفي معنى الكلام قولان: أحدهما: حتى يضع أهل الحرب سلاحهم، قال الأعشى: وأعددت للحرب أوزارها رماحا طوالا وخيلا ذكوراوأصل الوزر ما حملته، فسمي السلاح أوزارا لأنه يحمل، هذا قول ابن قتيبة. والثاني: حتى تضع حربكم وقتالكم أوزار المشركين وقبائح أعمالهم بأن يسلموا ولا يعبدوا إلا اللّه، ذكره الواحدي. قوله تعالى: {ذٰلِكَ} أي: الأمر ذلك الذي ذكرنا {وَلَوْ يَشَاء اللّه لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ} بإهلاكهم أوتغذيتهم بما شاء {وَلَـٰكِنِ} أمركم بالحرب {لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} فيثيب المؤمن ويكرمه بالشهادة ويخزي الكافر بالقتل والعذاب. قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ} قرأ أبو عمرو، وحفص عن عاصم: {قَـٰتِلُواْ} بضم القاف وكسر التاء. والباقون: {قَاتَلُواْ} بألف. قوله تعالى: {سَيَهْدِيهِمْ} فيه أربعة أقوال: أحدها: يهديهم إلى أرشد الأمور، قاله ابن عباس. والثاني: يحقق لهم الهداية، قاله الحسن. والثالث: إلى محاجة منكر ونكير. والرابع: إلى طريق الجنة، حكاهما الماوردي. وفي قوله:{عَرَّفَهَا لَهُمْ} قولان: أحدهما: عرفهم منازلهم فيها فلا يستدلون عليها ولا يخطئونها. هذا قول الجمهور منهم مجاهد وقتادة، واختاره الفراء وأبو عبيدة. والثاني: طيبها لهم، رواه عطاء عن ابن عباس. قال ابن قتيبة: وهو قول أصحاب اللغة يقال: طعام معرف، أي: مطيب. وقرأ أبو مجلز، وأبو رجاء وابن محيصن: {عَرَّفَهَا لَهُمْ} بتخفيف الراء. ٧ انظر تفسير الآية:١٤ ٨ انظر تفسير الآية:١٤ ٩ انظر تفسير الآية:١٤ ١٠ انظر تفسير الآية:١٤ ١١ انظر تفسير الآية:١٤ ١٢ انظر تفسير الآية:١٤ ١٣ انظر تفسير الآية:١٤ ١٤ قوله تعالى: {إِن تَنصُرُواْ ٱللّه} أي: تنصروا دينه ورسوله {يَنصُرْكُمُ} على عدوكم {وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ} عند القتال. وروى المفضل عن عاصم: {وَيُثَبّتْ} بالتخفيف {وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ} قال الفراء: المعنى: فأتعسهم اللّه، والدعاء قد يجري مجرى الأمر والنهي. قال ابن قتيبة: هو من قولك: تعست، أي: عثرت وسقطت. وقال الزجاج: التعس في اللغة الانحطاط والعثور. وما بعد هذا قد سبق بيانه [الكهف/ ١٠٥] [يوسف/ ١٠٩] إلى قوله: {دَمَّرَ ٱللّه عَلَيْهِمْ} أي: أهلكم اللّه {وَلِلْكَـٰفِرِينَ أَمْثَـٰلُهَا} أي: أمثال تلك العاقبة. {ذٰلِكَ} الذي فعله بالمؤمنين من النصر، وبالكافرين من الدمار {بِأَنَّ ٱللّه مَوْلَى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ} أي: وليهم. وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: {وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلاْنْعَـٰمُ} أي: إن الأنعام تأكل وتشرب ولا تدري ما في غد فكذلك الكفار لا يلتفتون إلى الآخرة. والمثوى المنزل. {وَكَأَيّن} مشروح في [آل عمران/ ١٤٦] والمراد بقريته مكة. وأضاف القوة والإخراج إليها والمراد أهلها ولذلك قال {أَهْلَكْنَـٰهُمْ}. قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ} فيه قولان. أحدهما: أنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قاله أبو العالية. والثاني: أنه المؤمن، قاله الحسن. وفي {ٱلْبَيّنَةُ} قولان. أحدهما: القرآن، قاله ابن زيد. والثاني: الدين، قاله ابن السائب. {كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ} يعني عبادة الأوثان، وهو الكافر {وَٱتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ} بعبادتها. ١٥ {مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ} أي: صفتها وقد شرحناه في [الرعد/ ٣٥] والمتقون عند المفسرين: الذين يتقون الشرك، والآسن المتغير الريح. قاله أبو عبيدة، والزجاج. وقال ابن قتيبة: هو المتغير الريح والطعم والآجن نحوه. وقرأ ابن كثير {غَيْرِ ءاسِنٍ} بغير مد وقد شرحنا قوله: {لَذَّةٍ لّلشَّـٰرِبِينَ} في [الصافات/ ٤٦]. قوله تعالى: {مّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى} أي: من عسل ليس فيه عكر ولا كدر كعسل أهل الدنيا. قوله تعالى: {كَمَنْ هُوَ خَـٰلِدٌ فِى ٱلنَّارِ} قال الفراء: أراد من كان في هذا النعيم كمن هو خالد في النار. قوله تعالى: {مَاء حَمِيماً} أي: حارا شديد الحرارة. والأمعاء جميع ما في البطن من الحوايا. ١٦ انظر تفسير الآية:١٨ ١٧ انظر تفسير الآية:١٨ ١٨ قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} يعني المنافقين. وفيما يستمعون قولان. أحدهما: أنه سماع خطبة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الجمعة. والثاني: سماع قوله على عموم الأوقات. فأما {ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ}، فالمراد بهم، علماء الصحابة. قوله تعالى: {مَاذَا قَالَ ءانِفاً} قال الزجاج: أي: ماذا قال الساعة، وهو من قولك: استأنفت الشيء: إذا ابتدأته، وروضة أنف: لمن ترع، أي: لها أول يرعى؛ فالمعنى: ماذا قال في أول وقت يقرب منا. وحدثنا عن أبي عمر غلام ثعلب أنه قال: معنى آنفا مذ ساعة. وقرأ ابن كثير، في بعض الروايات عنه: {ءانِفاً} بالقصر وهذه قراءة عكرمة وحميد وابن محيصن. قال أبو علي: يجوز أن يكون ابن كثير توهم مثل حاذر وحذر وفاكه وفكه وفي استفهامهم قولان. أحدهما: لأنهم لم يعقلوا ما يقول ويدل عليه باقي الآية. والثاني: أنهم قالوه استهزاء. قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ} فيهم قولان. أحدهما: أنهم المسلمون، قاله الجمهور. والثاني: قوم من أهل الكتاب كانوا على الإيمان بأنبيائهم وبمحمد صلى اللّه عليه وسلم، فلما بعث محمد صلى اللّه عليه وسلم آمنوا به، قاله عكرمة. وفي الذي زادهم ثلاثة أقوال. أحدها: أنه اللّه عز وجل. والثاني: قول الرسول. والثالث: استهزاء المنافقين زاد المؤمنين هدى ذكرهن الزجاج. وفي معنى الهدى قولان. أحدهما: أنه العلم. والثاني: البصيرة. وفي قوله: {وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ} ثلاثة أقوال. أحدها: ثواب تقواهم في الآخرة، قاله السدي. والثاني: اتقاء المنسوخ والعمل بالناسخ، قاله عطية. والثالث: أعطاهم التقوى مع الهدى فاتقوا معصيته خوفا من عقوبته، قاله أبو سليمان الدمشقي. و{يُنظَرُونَ} بمعنى ينتظرون {أَن تَأْتِيَهُمْ} وقرأ أبي بن كعب، وأبو الأشهب، وحميد: {ءانٍ * تَأْتِهِم} بكسر الهمزة من غير ياء بعد التاء. والأشراط: العلامات. قال أبو عبيدة: الأشراط: الأعلام. وإنما سمي الشرط فيما ترى لأنهم أعلموا أنفسهم. قال المفسرون: ظهور النبي صلى اللّه عليه وسلم من أشراط الساعة، وانشقاق القمر والدخان وغير ذلك. {فَأَنَّىٰ لَهُمْ} أي: فمن أين لهم {إِذَا جَاءتْهُمْ} الساعة {ذِكْرَاهُمْ} قال قتادة: أنى لهم أن يذكروا ويتوبوا إذا جاءت. ١٩ انظر تفسير الآية:٢١ ٢٠ انظر تفسير الآية:٢١ ٢١ قوله تعالى: {فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ * إِلاَّ ٱللّه} قال بعضهم: اثبت على علمك. وقال قوم: المراد بهذا الخطاب غيره. وقد شرحنا هذا في فاتحة [الأحزاب] وقيل: إنه كان يضيق صدره بما يقولون، فقيل له: اعلم أنه لا كاشف لما بك إلا اللّه. فأما قوله: {وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ} فإنه كان يستغفر في اليوم مائة مرة وأمر أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات إكراما لهم لأنه شفيع مجاب. {وَٱللّه يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} فيه ثلاثة أقوال: أحدها: متقلبكم في الدنيا ومثواكم في الآخرة، وهو معنى قول ابن عباس. والثاني: متقلبكم في أصلاب الرجال إلى أرحام النساء ومقامكم في القبور، قاله عكرمة. والثالث: متقلبكم بالنهار ومثواكم أي: مأواكم بالليل، قاله مقاتل. قوله تعالى: {وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لَوْلاَ نُزّلَتْ سُورَةٌ} قال المفسرون: سألوا ربهم أن ينزل سورة فيها ثواب القتال في سبيل اللّه، اشتياقا منهم إلى الوحي وحرصا على الجهاد فقالوا {لَوْلاَ} أي: هلا. وكان أبو مالك الأشجعي يقول: لا هاهنا صلة فالمعنى: لو أنزلت سورة شوقا منهم إلى الزيادة في العلم ورغبة في الثواب والأجر بالاستكثار من الفرائض. وفي معنى {مُّحْكَمَةٌ} ثلاثة أقوال. أحدها: أنها التي يذكر فيها القتال، قاله قتادة. والثاني: أنها التي يذكر فيها الحلال والحرام. والثالث: التي لا منسوخ فيها، حكاهما أبو سليمان الدمشقي. ومعنى قوله: {وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ} أي: فرض فيها الجهاد. وفي المراد بالمرض قولان. أحدهما: النفاق، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد، والجمهور. والثاني: الشك، قاله مقاتل. قوله تعالى: {يَنظُرُونَ إِلَيْكَ} أي: يشخصون نحوك بأبصارهم ينظرون نظرا شديدا كما ينظر الشاخص ببصره عند الموت، لأنهم يكرهون القتال، ويخافون إن قعدوا أن يتبين نفاقهم. {فَأَوْلَىٰ لَهُمْ} قال الأصمعي: معنى قولهم في التهديد: أولى لك أي: وليك وقاربك ما تكره. وقال ابن قتيبة: هذا وعيد وتهديد تقول للرجل إذا أردت به سوءا ففاتك: أولى لك ثم ابتدأ فقال {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ} وقال سيبويه، والخليل: المعنى طاعة وقول معروف أمثل. وقال الفراء: الطاعة معروفة في كلام العرب إذا قيل لهم افعلوا كذلك قالوا سمع وطاعة. فوصف اللّه قولهم قبل أن تنزل السورة أنهم يقولون: سمع وطاعة، فإذا نزل الأمر كرهوا. وأخبرني حبان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال اللّه تعالى: {فَأَوْلَىٰ} ثم قال: {لَهُمْ} أي: للذين آمنوا منهم {طَاعَةٌ} فصارت أولى وعيدا لمن كرهها، واستأنف الطاعة ب {لَهُمْ}؛ والأول عندنا كلام العرب، وهذا غير مردود يعني حديث أبي صالح. وذكر بعض المفسرين أن الكلام متصل بما قبله والمعنى: فأولى لهم أن يطيعوا وأن يقولوا معروفا بالإجابة. قوله تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ ٱلاْمْرُ} قال الحسن: جد الأمر. وقال غيره: جد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه في الجهاد، ولزم فرض القتال وصار الأمر معروفا عليه. وجواب إذا محذوف تقديره: فإذا عزم الأمر نكلوا يدل على المحذوف {فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللّه} أي: في إيمانهم وجهادهم {لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} من المعصية والكراهة. ٢٢ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٣ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٤ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٥ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٦ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٧ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٨ قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ} في المخاطب بهذا أربعة أقوال. أحدها: المنافقون وهو الظاهر. والثاني: منافقو اليهود، قاله مقاتل. والثالث: الخوارج، قاله بكر بن عبد اللّه المزني. والرابع: قريش، حكاه جماعة منهم الماوردي. وفي قوله: {توليتمذ قولان: أحدهما: أنه بمعنى الإعراض فالمعنى: إن أعرضتم عن الإسلام {أن تفسدوا في الأرض} بأن تعودوا إلى الجاهلية يقتل بعضكم بعضا، ويغير بعضكم على بعض، ذكره جماعة من المفسرين. والثاني: أنه من الولاية لأمور الناس، قاله القرظي. فعلى هذا يكون معنى {أَن تُفْسِدُواْ} في الأرض بالجور والظلم. وقرأ يعقوب: {وَتُقَطّعُواْ} بفتح التاء والطاء وتخفيفها وسكون القاف. ثم ذم من يريد ذلك بالآية التي بعد هذه وما بعد هذا قد سبق [النساء/٨٢] إلى قوله: {أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} أم بمعنى بل وذكر الأقفال استعارة. والمراد أن القلب يكون كالبيت المقفل لا يصل إليه الهدى. قال مجاهد: الران أيسر من الطبع والطبع أيسر من الإقفال والاقفال أشد ذلك كله. وقال خالد بن معدان: مامن آدمي إلا وله أربع أعين عينان في رأسه لدنياه وما يصلحه من معيشته، وعينان في قلبه لدينه وما وعد اللّه من الغيب فإذا أراد اللّه بعبد خيرا أبصرت عيناه اللتان في قلبه، وإذا أراد به غير ذلك طمس عليهما. فذلك قوله: {أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَـٰرِهِمْ} أي: رجعوا كفارا. وفيهم قولان. أحدهما: أنهم المنافقون، قاله ابن عباس، والسدي، وابن زيد. والثاني: أنهم اليهود، قاله قتادة، ومقاتل. {مّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى} أي: من بعد ما وضح لهم الحق. ومن قال هم اليهود قال: من بعد أن تبين لهم وصف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ونعته في كتابهم و {سَوَّلَ} بمعنى زين {وَأَمْلَىٰ لَهُمْ} قرأ أبو عمرو، وزيد عن يعقوب: {وَأُمْلِى لَهُمْ} بضم الهمزة وكسر اللام وبعدها ياء مفتوحة. وقرأ يعقوب إلا زيدا وأبان عن عاصم كذلك إلا أنهما أسكنا الياء. وقرأ الباقون بفتح الهمزة واللام. وقد سبق معنى الإملاء [آل عمران/ ١٧٨] [الأعراف/ ١٨٣]. قوله تعالى: {ذٰلِكَ} قال الزجاج: المعنى: الأمر ذلك، أي: ذلك الإضلال بقولهم {لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللّه} وفي الكارهين قولان. أحدهما: أنهم المنافقون فعلى هذا في معنى قوله: {سَنُطِيعُكُمْ فِى بَعْضِ ٱلاْمْرِ} ثلاثة أقوال. أحدها: في القعود عن نصرة محمد صلى اللّه عليه وسلم، قاله السدي. والثاني: في الميل إليكم والمظاهرة على محمد صلى اللّه عليه وسلم. والثالث: في الارتداد بعد الإيمان، حكاهما الماوردي. والثاني: أنهم اليهود فعلى هذا في الذي أطاعوهم فيه قولان. أحدهما: في أن لا يصدقوا شيئا من مقالة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قاله الضحاك. والثاني: في كتم ما علموه من نبوته، قاله ابن جريج. {وَٱللّه يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم، والوليد عن يعقوب: بكسر الألف على أنه مصدر أسررت. وقرأ الباقون: بفتحها على أنه جمع سر والمعنى: أنه يعلم ما بين اليهود والمنافقين من السر. قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ} أي: فكيف يكون حالهم حينئذ. وقد بينا في [الأنفال/ ٥٠] معنى قوله: {يَضْرِبُونَ * وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَـٰرَهُمْ}. قوله تعالى: {وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ} أي: كرهوا ما فيه الرضوان، وهو الإيمان والطاعة. ٢٩ انظر تفسير الآية:٣٤ ٣٠ انظر تفسير الآية:٣٤ ٣١ انظر تفسير الآية:٣٤ ٣٢ انظر تفسير الآية:٣٤ ٣٣ انظر تفسير الآية:٣٤ ٣٤ قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ} أي: نفاق {أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللّه أَضْغَـٰنَهُمْ} قال الفراء: أي: لن يبدي اللّه عداوتهم وبغضهم لمحمد صلى اللّه عليه وسلم. وقال الزجاج: أي: لن يبدي عداوتهم لرسوله صلى اللّه عليه وسلم ويظهره على نفاقهم. {وَلَوْ نَشَاء لارَيْنَـٰكَهُمْ} أي: لعرفناكهم تقول: قد أريتك هذا الأمر أي قد عرفتك إياه المعنى: لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامة وهي السيماء {فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَـٰهُمْ} أي: بتلك العلامة {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ٱلْقَوْلِ} أي: في فحوى القول. فدل بهذا على أن قول القائل وفعله يدل على نيته. وقول الناس قد لحن فلان. تأويله قد أخذ في ناحية عن الصواب وعدل عن الصواب إليها، وقول الشاعر: منطق صائب وتلحن أحيا نا وخير الحديث ما كان لحنا تأويله: خير الحديث من مثل هذه ما كان لا يعرفه كل أحد إنما يعرف قولها في أنحاء قولها. قال المفسرون: ولتعرفنهم في فحوى الكلام ومعناه ومقصده فإنهم يتعرضون بتهجين أمرك والاستهزاء بالمسلمين. قال ابن جرير: ثم عرفه اللّه إياهم. قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم} أي: ولنعاملنكم معاملة المختبر بأن نأمركم بالجهاد {حَتَّىٰ نَعْلَمَ} العلم الذي هو علم وجود، وبه يقع الجزاء؛ وقد شرحنا هذا في [العنكبوت/ ٣]. قوله تعالى: {وَنَبْلُوَ أَخْبَـٰرَكُمْ} أي: نظهرها ونكشفها بإباء من يأبى القتال ولا يصبر على الجهاد. وقرأ أبو بكر عن عاصم: و{لَيَبْلُوَنَّكُمُ} بالياء حتى يعلم بالياء {ويبلو} بالياء فيهن. وقرأ معاذ القارىء، وأيوب السختياني: {أخياركم} بالياء جمع خير. قوله تعالى: {سَعِيراً إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} الآية اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال. أحدها: أنها في المطعمين يوم بدر، قاله ابن عباس. والثاني: أنها نزلت في الحارث بن سويد ووحوح الأنصاري أسلما ثم ارتدا، فتاب الحارث ورجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبى صاحبه أن يرجع حتى مات، قاله السدي. والثالث: أنها في اليهود، قاله مقاتل. والرابع: أنها في قريظة والنضير، ذكره الواحدي. قوله تعالى: {وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ} اختلفوا في مبطلها على أربعة أقوال. أحدها: المعاصي والكبائر، قاله الحسن. والثاني: الشك والنفاق، قاله عطاء. والثالث: الرياء والسمعة، قاله ابن السائب. والرابع: بالمن وذلك أن قوما من الأعراب قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: أتيناك طائعين فلنا عليك حق فنزلت هذه الآية. ونزل قوله {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ} [الحجرات/ ١٧] هذا قول مقاتل. قال القاضي أبو يعلى: وهذا يدل على أن كل من دخل في قربة لم يجز له الخروج منها قبل إتمامها. وهذا على ظاهره في الحج فأما في الصلاة والصيام فهو على سبيل الاستحباب. ٣٥ انظر تفسير الآية:٣٨ ٣٦ انظر تفسير الآية:٣٨ ٣٧ انظر تفسير الآية:٣٨ ٣٨ قوله تعالى: {فَلاَ تَهِنُواْ} أي: فلا تضعفوا {وَتَدْعُواْ إِلَى ٱلسَّلْمِ} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، والكسائي، وحفص عن عاصم: {إِلَى ٱلسَّلْمِ} بفتح السين. وقرأ حمزة، وأبو بكر عن عاصم: بكسر السين والمعنى: لا تدعوا الكفار إلى الصلح ابتداءا. وفي هذا دلالة على أنه لا يجوز طلب الصلح من المشركين. و دلالة على أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يدخل مكة صلحا لأنه نهاه عن الصلح. قوله تعالى: {وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ} أي: أنتم أعز منهم والحجة لكم وآخر الأمر لكم وإن غلبوكم في بعض الأوقات {وَٱللّه مَعَكُمْ} بالعون والنصرة {وَلَن يَتِرَكُمْ} قال ابن قتيبة: أي: لن ينقصكم ولن يظلمكم يقال وترتني حقي أي بخستنيه. قال المفسرون: المعنى لن ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئا. قوله تعالى: {وَلاَ يَسْـئَلْكُمْ أَمْوٰلَكُمْ} أي: لن يسألكموها كلها. قوله تعالى: {فَيُحْفِكُمْ} قال الفراء: يجهدكم. وقال ابن قتيبة: يلح عليكم بما يوجبه في أموالكم {تَبْخَلُواْ} يقال: أحفاني بالمسألة وألحف إذا ألح. وقال السدي: إن يسألكم جميع ما في أيديكم تبخلوا. {وَيُخْرِجْ أَضْغَـٰنَكُمْ} وقرأ سعد بن أبي وقاص، وابن عباس، وابن يعمر: {وَيُخْرِجْ} بياء مرفوعه وفتح الراء {أَضْغَـٰنَكُمْ} بالرفع، وقرأ أبي بن كعب، وأبو رزين، وعكرمة، وابن السميفع، وابن محيصن، والجحدري: {وَتُخْرِجُ} بتاء مفتوحة ورفع الراء {أَضْغَـٰنَكُمْ} بالرفع. وقرأ ابن مسعود، والوليد عن يعقوب: {وَنُخْرِجُ} بنون مرفوعة وكسر الراء {أَضْغَـٰنَكُمْ} بنصب النون أي يظهر بغضكم وعداوتكم للّه ولرسوله صلى اللّه عليه وسلم ولكنه فرض عليكم يسيرا. وفيمن يضاف إليه هذا الإخراج وجهان: أحدهما: إلى اللّه عز وجل. والثاني: البخل، حكاهما الفراء. وقد زعم قوم أن هذه الآية منسوخة بآية الزكاة وليس بصحيح لأنا قد بينا أن معنى الآية إن يسألكم جميع أموالكم والزكاة لا تنافي ذلك. قوله تعالى: {أَنتُمْ هَـٰؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللّه} يعني ما فرض عليكم في أمولكم {فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ} بما فرض عليه من الزكاة {وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ} أي: على نفسه بما ينفعها في الآخرة {وَٱللّه ٱلْغَنِىُّ} عنكم وعن أموالكم {وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء} إليه إلى ما عنده من الخير والرحمة {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ} عن طاعته {يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ} أطوع له منكم {ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم} بل خيرا منكم. وفي هؤلاء القوم ثمانية أقوال: أحدها: أنهم العجم، قاله الحسن، وفيه حديث يرويه أبو هريرة قال: لما نزلت {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ} كان سلمان إلى جنب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: يا رسول اللّه من هؤلاء الذين إذا تولينا استبدلوا بنا؟ فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يده على منكب سلمان فقال: هذا وقومه والذي نفسي بيده لو أن الدين معلق بالثريا لتناوله رجال من فارس. والثاني: فارس والروم، قاله عكرمة. والثالث: من يشاء من جميع الناس، قاله مجاهد. والرابع: يأتي بخلق جديد غيركم. وهو معنى قول قتادة. والخامس: كندة والنخع، قاله ابن السائب. والسادس: أهل اليمن، قاله راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير وشريح ابن عبيد. والسابع: الأنصار، قاله مقاتل. والثامن: أنهم الملائكة حكاه الزجاج وقال: فيه بعد لأنه لا يقال للملائكة قوم إنما يقال ذلك للآدميين، قال: وقد قيل: إن تولى أهل مكة استبدل اللّه بهم أهل المدينة. وهذا معنى ما ذكرنا عن مقاتل. |
﴿ ٠ ﴾