ÓõæÑóÉõ ÇáØøõæÑö ãóßøöíøóÉñ

 æóåöíó ÊöÓúÚñ æóÃóÑúÈóÚõæäó ÂíóÉð

سورة الطور

وهي مكية كلها بإجماعهم

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

انظر تفسير الآية:١٦

٢

انظر تفسير الآية:١٦

٣

انظر تفسير الآية:١٦

٤

انظر تفسير الآية:١٦

٥

انظر تفسير الآية:١٦

٦

انظر تفسير الآية:١٦

٧

انظر تفسير الآية:١٦

٨

انظر تفسير الآية:١٦

٩

انظر تفسير الآية:١٦

١٠

انظر تفسير الآية:١٦

١١

انظر تفسير الآية:١٦

١٢

انظر تفسير الآية:١٦

١٣

انظر تفسير الآية:١٦

١٤

انظر تفسير الآية:١٦

١٥

انظر تفسير الآية:١٦

١٦

قوله تعالى: {وَٱلطُّورِ} هذا قسم بالجبل الذي كلم اللّه عز وجل عليه موسى عليه السلام، و هو بأرض مدين واسمه زبير.

{وَكِتَـٰبٍ مُّسْطُورٍ} أي: مكتوب، وفي أربعة أقوال:

أحدها: أنه اللوح المحفوظ، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: كتب أعمال بني آدم، قاله مقاتل والزجاج.

والثالث: التوراة.

والرابع: «القرآن» حكاهما الماوردي.

قوله تعالى: {فِى رَقّ} قال أبو عبيدة: الرق: الورق. فأما المنشور فهو المبسوط.

قوله تعالى: {وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ} فيه قولان:

أحدهما: أنه بيت في السماء.

وفي أي سماء هو؟ فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه في السماء السابعة. رواه أنس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم. وحديث مالك بن صعصعة الذي أخرج في «الصحيحين» يدل عليه.

والثاني: أنه في السماء السادسة، قاله علي رضي اللّه عنه.

والثالث: أنه في السماء الدنيا، رواه أبو هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. وقال ابن عباس: هو حيال الكعبة يحجه كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه حتى تقوم الساعة، يسمى الضراح. وقال الربيع بن أنس: كان البيت المعمور مكان الكعبة في زمان آدم، فلما كان زمن نوح أمر الناس بحجه، فعصوه، فلما طغى الماء رفع فجعل بحذاء البيت في السماء الدنيا.

والثاني: أنه البيت الحرام، قاله الحسن. وقال أبو عبيدة: ومعنى: «المعمور» الكثير الغاشية.

قوله تعالى: {وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ} فيه قولان:

أحدهما: أنه السماء، قاله علي رضي اللّه عنه والجمهور.

والثاني:العرش، قاله الربيع.

قوله تعالى: {وَٱلْبَحْرِ} فيه قولان:

أحدهما: أنه بحر تحت العرش ماؤه غليظ يمطر العباد منه بعد النفخة الأولى أربعين صباحا فينبتون في قبوهم، قاله علي رضي اللّه عنه.

والثاني: أنه بحر الأرض، ذكره الماوردي.

وفي {ٱلْمَسْجُورِ} أربعة أقوال:

أحدها: المملوء، قاله الحسن، وأبو صالح، وابن السائب، وجميع اللغويين.

والثاني: أنه الموقد، قاله مجاهد، وابن زيد. وقال شمر بن عطية: هو بمنزلة التنور المسجور.

والثالث: أنه اليابس الذي قد ذهب ماؤه ونضب، قاله أبو العالية. وروي عن الحسن قال: تسجر، يعني البحار، حتى يذهب ماؤها، فلا يبقى فيها قطرة. وقول هذين يرجع إلى معنى قول مجاهد. وقد نقل في الحديث أن اللّه تعالى يجعل البحار كلها نارا، فتزاد في نار جهنم.

والرابع: أن «المسجور» المختلط عذبه بملحه، قاله الربيع بن أنس. فأقسم اللّه تعالى بهذه الأشياء للتنبيه على ما فيها من عظيم قدرته على أن تعذيب المشركين حق، فقال: {إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ} أي: لكائن في الآخرة. ثم بين متى يقع، فقال:

{يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَاء مَوْراً} وفيه ثلاثة أقوال:

أحدها: تدور دورا «رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وهو اختيار الفراء وابن قتيبة والزجاج.

والثاني: تحرك تحركا، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال قتادة. وقال أبو عبيدة «تمور» أي: تكفأ، وقال الأعشى: كأن مشيتها من بيت جارتها مرو السحابة لا ريث ولا عجل

والثالث: يموج بعضها في بعض لأمر اللّه تعالى، قاله الضحاك. وما بعد هذا قد سبق بيانه [النمل: ٨٨] إلى قوله: {ٱلَّذِينَ هُمْ فِى خَوْضٍ يَلْعَبُونَ} أي: يخوضون في حديث محمد صلى اللّه عليه وسلم بالتكذيب والاستهزاء، ويلهون بذكره، فالويل لهم.

و{يَوْمَ يُدَعُّونَ} قال ابن قتيبة: أي: يدفعون، يقال: دععته أدعه، أي: دفعته، ومنه قوله {يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ} [الماعون: ٢] قال ابن عباس: يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وقال مقاتل: تغل أيديهم إلى أعناقهم وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم، ثم يدفعون إلى جهنم على وجوههم، حتى إذا دنوا منها قالت لهم خزنتها: {هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ} في الدنيا {أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا} العذاب الذي ترون؟ فإنكم زعمتم أن الرسل سحرة {أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ} النار؟فلما ألقوا فيها قال لهم خزنتها: {ٱصْلَوْهَا}. وقال غيره: لما نسبوا محمد صلى اللّه عليه وسلم إلى أنه ساحر يغطي على الأبصار بالسحر، وبخوا عند رؤية النار بهذا التوبيخ،

وقيل: {ٱصْلَوْهَا} أي: قاسوا شدتها {فَٱصْبِرُواْ} على العذاب {أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَاء عَلَيْكُمْ} الصبر والجزع {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ} جزاء {مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} من الكفر والتكذيب.

١٧

انظر تفسير الآية:٢٠

١٨

انظر تفسير الآية:٢٠

١٩

انظر تفسير الآية:٢٠

٢٠

ثم وصف ما للمؤمنين بما بعد هذا، وقوله: {فَـٰكِهِينَ} قرئت بألف وبغير ألف، وقد شرحناها في [يس: ٥٥] ووقاهم أي صرف عنهم والجحيم مذكور في [البقرة: ١١٩].

{كُلُواْ} أي: يقال لهم: كلوا {وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً} تأمنون حدوث المرض عنه. قال الزجاج: المعنى: ليهنكم ما صرتم إليه، وقد شرحنا هذا في سورة [النساء: ٤] ثم ذكر حالهم عند أكلهم وشربهم فقال: {مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ} وقال ابن جرير: فيه محذوف تقديره: على نمارق على سرر، وهي جمع سرير {مَصْفُوفَةٌ} قد وضع بعضها إلى جنب بعض وباقي الآية مفسر في سورة [الدخان: ٥٤].

٢١

انظر تفسير الآية:٢٨

٢٢

انظر تفسير الآية:٢٨

٢٣

انظر تفسير الآية:٢٨

٢٤

انظر تفسير الآية:٢٨

٢٥

انظر تفسير الآية:٢٨

٢٦

انظر تفسير الآية:٢٨

٢٧

انظر تفسير الآية:٢٨

٢٨

قوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَـٰهُم} قرأ ابن كثير وعاصم، وحمزة، والكسائي: «واتبعتهم» بالتاء «ذريتهم» واحدة {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ} واحدة أيضا. وقرأ نافع: «واتَّبعتهم ذريتهم» واحد «بهم ذرياتهم» جمعا وقرأ ابن عامر «وأتبعناهم ذرياتهم» «بهم ذرياتهم» جمعا في الموضعين.

واختلفوا في تفسيرها على ثلاثة أقوال:

أحدها: أن معناها: واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم من المؤمنين في الجنة، وإن كانوا لم يبلغوا أعمال آبائهم، تكرمة من اللّه تعالى لآبائهم المؤمنين باجتماع أولادهم معهم، روى هذا المعنى سعيد بن جبير عن ابن عباس.

والثاني: واتبعتهم ذريتهم بإيمان، أي بلغت أن آمنت، ألحقنا بهم ذريتهم الصغار الذين لم يبلغوا الإيمان.

وروى هذا المعنى العوفي عن ابن عباس، وبه قال الضحاك. ومعنى هذا القول: أن أولادهم الكبار تبعوهم بإيمان منهم، وأولادهم الصغار تبعوهم بإيمان الآباء، لأن الولد يحكم له بالإسلام تبعا لوالده.

والثالث: «وأتبعناهم ذرياتهم» بإيمان الآباء فأدخلناهم الجنة، وهذا مروي عن ابن عباس أيضا.

قوله تعالى: {وَمَا أَلَتْنَـٰهُمْ} قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي: «وما ألتناهم» بالهمزة وفتح اللام وقرأ ابن كثير: «وما ألتناهم» بكسر اللام وروى ابن شنبوذ عن قنبل عنه «ومالتناهم» بإسقاط الهمزة مع كسر اللام. وقرأ أبو العالية، وأبو نهيك، ومعاذ القارىء بإسقاط الهمزة مع فتح اللام وقرأ ابن السميفع «وما آَلتناهم» بمد الهمزة وفتحها وقرأ الضحاك،

والثالث: «وأتبعناهم ذرياتهم» بإيمان الآباء فأدخلناهم الجنة، وهذا مروي عن ابن عباس أيضا.

وقوله تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} قال ابن عباس: يتذاكرون ما كانوا فيه في الدنيا من الخوف والتعب، وهو قوله: {قَالُواْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِى أَهْلِنَا} أي: في دار الدنيا {مُشْفِقِينَ} أي: خائفين من العذاب، {فَمَنَّ ٱللّه عَلَيْنَا} بالمغفرة {وَوَقَـٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ} أي: عذاب النار. وقال الحسن: السموم من أسماء جهنم. وقال غيره: سموم: جهنم. وهو ما يوجد من نفحها وحرها، {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ} أي: نوحده ونخلص له {إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ} وقرأ نافع، والكسائي: «أنه» بفتح الهمزة.

وفي معنى «البر» ثلاثة أقوال:

أحدها: الصادق فيما وعد، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: اللطيف، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.

والثالث: العطوف على عباده المحسن إليهم الذي عم ببره جميع خلقه، قاله أبو سليمان الخطابي.

٢٩

انظر تفسير الآية:٣٤

٣٠

انظر تفسير الآية:٣٤

٣١

انظر تفسير الآية:٣٤

٣٢

انظر تفسير الآية:٣٤

٣٣

انظر تفسير الآية:٣٤

٣٤

قوله تعالى: {فَذَكّرْ} أي: فعظ بالقرآن {فَمَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ} أي: بإنعامه عليك بالنبوة {بِكَـٰهِنٍ} وهو الذي يوهم أنه يعلم الغيب ويخبر عما في غد من غير وحي. والمعنى: إنما تنطق بالوحي لا كما يقول فيك كفار مكة.

{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ} أي: هو شاعر. وقال أبو عبيدة: «أم» بمعنى «بل» قال الأخطل: كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالالم يستفهم، إنما أوجب أنه رأى.

قوله تعالى: {نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ} فيه قولان:

أحدهما: أنه الموت، قاله ابن عباس.

والثاني: حوادث الدهر، قاله مجاهد، قال ابن قتيبة: حوادث الدهر وأوجاعه ومصائبه، و«المنون» الدهر، قال أبو ذؤيب: أمن المنون وريبه تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع كذا أنشدناه أصحاب الأصمعي عنه، وكان يذهب إلى أن المنون الدهر، قال وقوله «والدهر ليس بمعتب» يدل على ذلك، كأنه قال: «أمن الدهر وريبه تتوجع؟ٰ» قال الكسائي: العرب تقول: لا أكلمك آخر المنون، أي: آخر الدهر.

قوله تعالى: {قُلْ تَرَبَّصُواْ} أي: انتظروا بي ذلك {فَإِنّى مَعَكُمْ مّنَ ٱلْمُتَرَبّصِينَ} أي: من المنتظرين عذابكم، فعذبوا يوم بدر بالسيف. وبعض المفسرين يقول: هذا منسوخ بآية السيف، ولا يصح، إذ لا تضاد بين الآيتين.

قوله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَـٰمُهُمْ بِهَـٰذَا}

قال المفسرون: كانت عظماء قريش توصف بالأحلام، وهي العقول، فأزرى اللّه بحلومهم، إذ لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل. وقيل لعمرو بن العاص: ما بال قومك لم يؤمنوا وقد وصفهم اللّه تعالى بالعقول؟ٰ فقال: تلك عقول كادها بارئها، أي: لم يصحبها التوفيق. وفي قوله: «أم تأمرهم» وقوله: {أَمْ هُمُ} قولان:

أحدهما: أنهما بمعنى «بل» قاله أبو عبيدة.

والثاني: بمعنى ألف الاستفهام، قاله الزجاج؛ قال: والمعنى: أتأمرهم أحلامهم بترك القبول ممن يدعوهم إلى التوحيد ويأتيهم على ذلك بالدلائل، أم يكفرون طغيانا وقد ظهر لهم الحق؟ٰ وقال ابن قتيبة: المعنى: أم تدلهم عقولهم على هذا؟ٰ لأن الحلم يكون بالعقل، فكني عنه به.

قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ} أي: افتعل القرآن من تلقاء نفسه؟ والتقول: تكلف القول، ولا يستعمل إلا في الكذب {بَلِ} أي: ليس الأمر كما زعموا {لاَ يُؤْمِنُونَ} بالقرآن، استكبارا.

{فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ} في نظمه وحسن بيانه. وقرأ أبو رجاء، وأبو نهيك، ومورق العجلي، وعاصم الجحدري: «بحديث مثله» بغير تنوين {إِن كَانُواْ صَـٰدِقِينَ} أن محمدا تقوله.

٣٥

انظر تفسير الآية:٤٣

٣٦

انظر تفسير الآية:٤٣

٣٧

انظر تفسير الآية:٤٣

٣٨

انظر تفسير الآية:٤٣

٣٩

انظر تفسير الآية:٤٣

٤٠

انظر تفسير الآية:٤٣

٤١

انظر تفسير الآية:٤٣

٤٢

انظر تفسير الآية:٤٣

٤٣

قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْء} فيه أربعة أقوال:

أحدها: أم خلقوا من غير رب خالق؟

والثاني: أم خلقوا من غير آباء ولا أمهات، فهم كالجماد لا يعقلون؟

والثالث: أم خلقوا من غير شيء كالسماوات والأرض؟ أي: إنهم ليبسوا بأشد خلقا من السماوات والأرض، لأنها خلقت من غير شيء وهم خلقوا من آدم، وآدم من تراب.

والرابع: أم خلقوا لغير شيء؟ فتكون «من» بمعنى اللام. والمعنى: ما خلقوا عبثا فلا يؤمرون ولا ينهون.

قوله تعالى: {أَمْ هُمُ ٱلْخَـٰلِقُونَ} فلذلك لا يأتمرون ولا ينتهون؟ لأن الخالق لا يؤمر ولا ينهى.

قوله تعالى: {بَل لاَّ يُوقِنُونَ} بالحق، وهو توحيد اللّه وقدرته على البعث.

قوله تعالى: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبّكَ} فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: المطر والرزق، قاله ابن عباس.

والثاني: النبوة، قاله عكرمة.

والثالث: علم ما يكون من الغيب، ذكره الثعلبي. وقال الزجاج: المعنى: أعندهم ما في خرائن ربك من العلم،

وقيل: من الرزق، فهم معرضون عن ربهم لاستغنائهم؟ٰ

قوله تعالى: {أَمْ هُمُ} قرأ ابن كثير: «المسيطرون» بالسين. وقال ابن عباس: المسلطون. قال أبو عبيدة: «المصيطرون» الأرباب. يقال: تسيطرت علي، أي: اتخذتني خولا، قال: ولم يأت في كلام العرب اسم على «مفيعل» إلا خمسة أسماء: مهيمن، ومجيمر، ومسيطر، ومبيطر، ومبيقر، فالمهيمن: اللّه الناظر المحصي الذي لا يفوته شيء، ومجيمر: جبل؛ والمسيطر: المسلط؛ ومبيطر: بيطار؛ والمبيقر: الذي يخرج من أرض إلى أرض، يقال: بيقر: إذا خرج من بلد إلى بلد، قال امرؤ القيس:

ألا هل أتاها والحوادث جمة بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا؟

ال الزجاج: المسيطرون: الأرباب المسلطون، يقال: قد تسيطر علينا وتصيطر: بالسين والصاد، والأصل السين، وكل سين بعدها طاء، فيجوز أن تقلب صادا، تقول: سطر وصطر، وسطا علينا وصطا.

قال المفسرون: معنى الكلام: أم هم الأرباب فيفعلون ما شاؤوا ولا يكونون تحت أمر ولا نهى؟ٰ

قوله تعالى: {ٱلْمُسَيْطِرُونَ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ} أي: مرقى ومصعد إلى السماء {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي: عليه الوحي، كقوله: {فِى جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ} [طه: ٧١] فالمعنى يستمعون الوحي فيعلمون أن ما هم عليه حق {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم} إن ادعى ذلك {بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ} أي: بحجة واضحة كما أتى محمد بحجة على قوله.

{أَمْ لَهُ ٱلْبَنَـٰتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ} هذا إنكار عليهم حين جعلوا للّه البنات.

{أَمْ تَسْـئَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} أي: هل سألتهم أجرا على ما جئت به، فأثقلهم ذلك الذي تطلبه منهم فمنعهم عن الاسلام؟ والمغرم بمعنى الغرم وقد شرحناه في [براءة: ٩٨].

قوله تعالى: {أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ} هذا جواب لقولهم: «نتربص به ريب المنون»؛

والمعنى: أعندهم الغيب؟ وفيه قولان:

أحدهما: أنه اللوح المحفوظ، {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} ما فيه ويخبرون الناس. قاله ابن عباس.

والثاني: أعندهم علم الغيب فيعلمون أن محمدا يموت قبلم {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} أي: يحكمون فيقولون سنقهرك. والكتاب: الحكم؛ ومنه قول النبي صلى اللّه عليه وسلم:

«سأقضي بينكما بكتاب اللّه» أي: بحكم اللّه عز وجل؛ وإلى هذا المعنى: ذهب ابن قتيبة.

قوله تعالى: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً} وهو ما كانوا عزموا عليه في دار الندوة؛ وقد شرحنا ذلك في قوله: {وإذ يمكر بك الذين كفروا} [الأنفال: ٣٠] ومعنى {هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ} هم المجزيون بكيدهم، لأن ضرر ذلك عاد عليهم فقتلوا ببدر وغيرها.

{أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللّه} أي: ألهم إله يرزقهم ويحفظهم غير اللّه؟ والمعنى أن الأصنام ليست بآلهة، لأنها لا تنفع ولا تدفع. ثم نزه نفسه عن شركهم بباقي الآية.

٤٤

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٥

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٦

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٧

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٨

انظر تفسير الآية:٤٩

٤٩

ثم ذكر عنادهم فقال: {وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مّنَ ٱلسَّمَاء سَـٰقِطاً} والمعنى: لو سقط بعض السماء عليهم لما انتهوا عن كفرهم، ولقالوا: هذه قطعة من السحاب قدركم بعضه على بعض.

{فَذَرْهُمْ} أي خل عنهم {حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ} قرأ أبو جعفر «يلقوا» بفتح الياء والقاف وسكون اللام من غير ألف

{يَوْمَهُمُ} وفيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه يوم موتهم.

والثاني: يوم القيامة.

والثالث: يوم النفخة الأولى.

قوله تعالى: {يُصْعَقُونَ} قرأ عاصم، وابن عامر: «يصعقون» برفع الياء، من أصعقهم غيرهم؛ والباقون بفتحها، من صعقوهم.

وفي قوله: {يُصْعَقُونَ} قولان:

أحدهما: يموتون.

والثاني: يغشى عليهم، كقوله: {وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقًا} [الأعراض: ١٤٣] وهذا يخرج على قول من قال: هو يوم القيامة، فإنهم يغشى عليهم من الأهوال. وذكر المفسرون أن هذه الآية منسوخة بآية السيف، ولا يصح، لأن معنى الآية الوعيد.

قوله تعالى: {يَوْمَ لاَ يُغْنِى عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} هذا اليوم الأول؛ والمعنى: لا ينفعهم مكرهم ولا يدفع عنهم العذاب {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} أي: يمنعون من العذاب.

قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ} أي: أشركوا

{عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ} أي: قبل ذلك اليوم؛ وفيه أربعة أقوال:

أحدها: أنه عذاب القبر، قاله البراء، وابن عباس.

والثاني: عذاب القتل يوم بدر، وروي عن ابن عباس أيضا، وبه قال مقاتل.

والثالث: مصائبهم في الدنيا، قاله الحسن، وابن زيد.

والرابع: عذاب الجوع، قاله مجاهد.

قوله تعالى: {وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} أي: لا يعلمون ما هو نازل بهم. {وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ} أي:لما يحكم به عليك

{فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} قال الزجاج: فإنك بحيث نراك ونحفظك ونرعاك، فلا يصلون إلى مكروهك. وذكر المفسرون: أن معنى الصبر نسخ بآية السيف، ولا يصح لأنه لا تضاد.

{وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ} فيه ستة أقوال.

أحدها: صل للّه حين تقوم من منامك، قاله ابن عباس.

والثاني: قل سبحانك اللّهم وبحمدك حين تقوم من مجلسك، قاله عطاء، وسعيد بن جبير، ومجاهد في آخرين.

والثالث: قل «سبحانك اللّه وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» حين تقوم في الصلاة، قاله الضحاك.

والرابع: سبح اللّه إذا قمت من نومك، قاله حسان بن عطية.

والخامس: صل صلاة الظهر إذا قمت من نوم القائلة، قاله زيد بن أسلم.

والسادس: اذكر اللّه بلسانك حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة، قاله ابن السائب.

قوله تعالى: {وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَسَبّحْهُ} قال مقاتل: صل المغرب وصل العشاء {وَإِدْبَـٰرَ ٱلنُّجُومِ} قرأ زيد عن يعقوب، وهارون عن أبي عمرو، والجعفي عن أبي بكر: «وأدبار النجوم» بفتح الهمزة؛ وقرأ الباقون بكسرها وقد شرحناها في [ق:٤٠] والمعنى: صل له في إدبار النجوم، أي: حين تدبر، أي: تغيب بضوء الصبح.

وفي هذه الصلاة قولان:

أحدهما: أنها الركعتان قبل صلاة الفجر، رواه علي رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وهو قول الجمهور.

والثاني: أنها صلاة الغداة، قاله الضحاك، وابن زيد.

﴿ ٠