ÓõæÑóÉõ ÇáäøóÌúãö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ÇËúäóÊóÇäö æó ÓöÊøõæäó ÂíóÉð سورة النجم وهي مكية بإجماعهم إلا أنه قد حكي عن ابن عباس وقتادة أنهما قالا: إلا آية منها، وهي «الذين يجتنبون كبائر الإثم» [النجم: ٣٢] وكذلك قال مقاتل؛ قال: وهذه أول سورة أعلنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة. بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١ انظر تفسير الآية:٤ ٢ انظر تفسير الآية:٤ ٣ انظر تفسير الآية:٤ ٤ قوله تعالى: {وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ} هذا قسم. وفي المراد بالنجم خمسة أقوال: أحدها: أنه الثريا رواه العوفي عن ابن عباس، وابن أبي نجيح عن مجاهد، قال ابن قتيبة: والعرب تسمي الثريا: وهي: ستة أنجم نجما، وقال غيره: هي سبعة، فستة ظاهرة، وواحد خفي، يمتحن به الناس أبصارهم. والثاني: الرجوم من النجوم، يعني ما يرمى به الشياطين، رواه عكرمة عن ابن عباس. والثالث: أنه القرآن نزل نجوما متفرقة، قاله عطاء عن ابن عباس، والأعمش عن مجاهد. وقال مجاهد: كان ينزل نجوما ثلاث آيات وأربع آيات ونحو ذلك. والرابع: نجوم السماء كلها، وهو مروي عن مجاهد أيضا. والخامس: أنها الزهرة، قاله السدي. فعلى قول من قال: النجم: الثريا، يكون «هوى» بمعنى «غاب» ومن قال: هو الرجوم، يكون هويها في رمي الشياطين، ومن قال: القرآن، يكون معنى «هوى» نزل، ومن قال: نجوم السماء كلها، ففيه قولان: أحدهما: أن هويها أن تغيب. والثاني: أن تنتثر يوم القيامة. قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر هذه السورة كلها بفتح أواخر آياتها. وقرأ أبو عمرو ونافع بين الفتح والكسر. وقرأ حمزة والكسائي ذلك كله بالإمالة. قوله تعالى: {مَا ضَلَّ صَـٰحِبُكُمْ} هذا جواب القسم؛ والمعنى: ما ضل عن طريق الهدى، والمراد به: رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. {وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ} أي: ما يتكلم بالباطل. وقال أبو عبيدة: «عن» بمعنى الباء. وذلك أنهم قالوا: إنه يقول القرآن من تلقاء نفسه. {إِنْ هُوَ} أي: ما القرآن {إِلاَّ وَحْىٌ} من اللّه {يُوحَى} وهذا مما يحتج به من لا يجيز للنبي أن يجتهد، وليس كما ظنوا، لأن اجتهاد الرأي إذا صدر عن الوحي، جاز أن ينسب إلى الوحي. ٥ انظر تفسير الآية:١٨ ٦ انظر تفسير الآية:١٨ ٧ انظر تفسير الآية:١٨ ٨ انظر تفسير الآية:١٨ ٩ انظر تفسير الآية:١٨ ١٠ انظر تفسير الآية:١٨ ١١ انظر تفسير الآية:١٨ ١٢ انظر تفسير الآية:١٨ ١٣ انظر تفسير الآية:١٨ ١٤ انظر تفسير الآية:١٨ ١٥ انظر تفسير الآية:١٨ ١٦ انظر تفسير الآية:١٨ ١٧ انظر تفسير الآية:١٨ ١٨ قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ} وهو جبريل عليه السلام علم النبي صلى اللّه عليه وسلم؛ قال ابن قتيبة: وأصل هذا من «قوى الحبل» وهي طاقاته، الواحدة: قوة {ذُو مِرَّةٍ} أي: ذو قوة، وأصل المرة: الفتل. قال المفسرون: وكان من قوته أنه قلع قريات لوط وحملها على جناحه فقلبها، وصاح بثمود فأصبحوا خامدين. قوله تعالى: {فَٱسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِٱلاْفُقِ ٱلاْعْلَىٰ} فيه قولان: أحدهما: فاستوى جبريل، وهو يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم، والمعنى: أنهما استويا بالأفق الأعلى لما أسري برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قاله الفراء. والثاني: فاستوى جبريل، وهو يعني جبريل بالأفق الأعلى على صورته الحقيقية، لأنه كان يتمثل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا هبط عليه بالوحي في صورة رجل، وأحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يراه على حقيقته، فاستوى في أفق المشرق، فملأ الأفق؛ فيكون المعنى؛ فاستوى جبريل بالأفق الأعلى في صورته، هذا قول الزجاج. قال مجاهد: والأفق الأعلى: هو مطلع الشمس. وقال غيره: إنما قيل له: «الأعلى» لأنه فوق جانب المغرب في صعيد الأرض لا في الهواء. قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ} قال الفراء: المعنى: ثم تدلى فدنا. ولكنه جائز أن تقدم أي الفعلين شئت إذا كان المعنى فيهما واحدا، فتقول: قد دنا فقرب، وقرب فدنا، وشتم فأساء، وأساء فشتم، ومنه قوله: {ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ} [القمر: ١] المعنى ـواللّه أعلم ـ: انشق القمر واقتربت الساعة. قال ابن قتيبة: المعنى: تدلى فدنا، لأنه تدلى للدنو، ودنا بالتدلي. وقال الزجاج: دنا بمعنى قرب، وتدلى: زاد في القرب، ومعنى اللفظتين واحد. وقال غيرهم: أصل التدلي: النزول إلى الشيء حتى يقرب منه، فوضع موضع القرب. وفي المشار إليه بقوله: «ثم دنا» ثلاثة أقوال: أحدها: أنه اللّه عز وجل. روى البخاري ومسلم في «الصحيحين» من حديث شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك قال: دنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى. وروى أبو سلمة عن ابن عباس: «ثم دنا» قال: دنا ربه فتدلى، وهذا اختيار مقاتل. قال: دنا الرب من محمد ليلة أسري به، فكان منه قاب قوسين أو أدنى. وقد كشفت هذا الوجه في كتاب «المغني» وبينت أنه ليس كما يخطر بالبال من قرب الأجسام وقطع المسافة، لأن ذلك يختص بالأجسام، واللّه منزه عن ذلك. والثاني: أنه محمد دنا من ربه، قاله ابن عباس، والقرظي. والثالث: أنه جبريل. ثم في الكلام قولان: أحدهما: دنا جبريل بعد استوائه بالأفق الأعلى من الأرض، فنزل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قاله الحسن، وقتادة. والثاني: دنا جبريل من ربه عز وجل فكان منه قاب قوسين أو أدنى، قاله مجاهد. قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} وقرأ ابن مسعود، وأبو رزين: «فكان قاد قوسين» بالدال. قوال أبو عبيدة: القاب والقاد: القدر. وقال ابن فارس: القاب: القدر. ويقال: بل القاب: ما بين المقبض والسية، ولكل قوس قابان. وقال ابن قتيبة: سية القوس: ما عطف من طرفيها. وفي المراد بالقوسين قولان: أحدهما: أنها القوس التي يرمى بها، قاله ابن عباس، واختاره ابن قتيبة، فقال: قدر قوسين. وقال الكسائي: اراد بالقوسين: قوسا واحدا. والثاني: أن القوس: الذراع؛ فالمعنى: كان بينهما قدر ذراعين، حكاه ابن قتيبة. وهو قول ابن مسعود، وسعيد بن جبير، والسدي. قال ابن مسعود: دنا جبريل منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين. قوله تعالى: {أَوْ أَدْنَىٰ} في قولان: أحدهما: أنها بمعنى «بل»، قاله مقاتل. والثاني: أنهم خوطبوا على لغتهم؛ والمعنى: كان على ما تقدرونه أنتم قدر قوسين أو أقل، هذا اختيار الزجاج. قوله تعالى: {فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ} فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أوحى اللّه إلى محمد كفاحا بلا واسطة، وهذا على قول من يقول: إنه كان في ليلة المعراج. والثاني: أوحى جبريل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ما أوحى اللّه إليه، رواه عطاء عن ابن عباس. والثالث: أوحى اللّه إلى جبريل ما يوحيه، روي عن عائشة رضي اللّه عنها، والحسن، وقتادة. قوله تعالى: {مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ} قرأ أبو جعفر، وهشام عن ابن عامر، وأبان عن عاصم: «ما كذب» بتشديد الذال؛ وقرأ الباقون بالتخفيف. فمن شدد أراد: ما أنكر فؤاده ما رأته عينه؛ ومن خفف أراد: ما أوهمه فؤاده أنه رأى، ولم ير، بل صدق الفؤاد رؤيته. وفي الذي رأى قولان: أحدهما: أنه رأى ربه عز وجل، قاله ابن عباس وأنس، والحسن، وعكرمة. والثاني: أنه رأى جبريل في صورته التي خلق عليها، قاله ابن مسعود، وعائشة. قوله تعالى: {أَفَتُمَـٰرُونَهُ} وقرأ حمزة، والكسائي، والمفضل، وخلف، ويعقوب: «أفتمرونه» قال ابن قتيبة: معنى «أفتمارونه»: أفتجادلونه، من المراء، ومعنى «أفتمرونه»: أفتجحدونه. قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ} قال الزجاج: أي: رآه مرة أخرى. قال ابن عباس: رأى محمد ربه؛ وبيان هذا أنه تردد لأجل الصلوات مرارا، فرأى ربه في بعض تلك المرات مرة أخرى. قال كعب: إن اللّه تعالى قسم كلامه ورؤيته بين محمد وموسى، فرآه محمد مرتين، وكلمه موسى مرتين. وقد روي عن ابن مسعود أن هذه الرؤية لجبريل أيضا، رآه على صورته التي خلق عليها. فأما سدرة المنتهى، فالسدرة: شجرة النبق، وقد صح في الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «نبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة». وفي مكانها قولان: أحدهما: أنها فوق السماء السابعة، وهذا مذكور في «الصحيحين» من حديث مالك بن صعصعة. قال مقاتل: وهي عن يمين العرش. والثاني: أنها في السماء السادسة، أخرجه مسلم في أفراده عن ابن مسعود وبه قال الضحاك. قال المفسرون: وإنما سميت سدرة المنتهى، لأنه إليها منتهى ما يصعد به من الأرض، فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، وإليها ينتهي علم جميع الملائكة. قوله تعالى: {عِندَهَا} وقرأ معاذ القارىء، وابن يعمر، وأبو نهيك: «عنده» بهاء مرفوعة على ضمير مذكر {جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ} قال ابن عباس: هي جنة يأوي إليها جبريل والملائكة. وقال الحسن: هي التي يصير إليها أهل الجنة. وقال مقاتل: هي جنة إليها تأوي أرواح الشهداء، وقرأ سعيد بن المسيب، والشعبي، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء، وأبو العالية: «جنة المأوى» بهاء. وللمفسرين في المراد بما رأى من الآيات ثلاثة أقوال: أحدها: أنه رأى رفرفا أخضر من الجنة قد سد الأفق، قاله ابن مسعود. والثاني: أنه رأى جبريل في صورته التي يكون عليها في السماوات، قاله ابن زيد. والثالث: أنه رأى من أعلام ربه وأدلته الأعلام والأدلة الكبرى، قاله ابن جرير: ١٩ انظر تفسير الآية:٢٦ ٢٠ انظر تفسير الآية:٢٦ ٢١ انظر تفسير الآية:٢٦ ٢٢ انظر تفسير الآية:٢٦ ٢٣ انظر تفسير الآية:٢٦ ٢٤ انظر تفسير الآية:٢٦ ٢٥ انظر تفسير الآية:٢٦ ٢٦ قال الزجاج: فلما قص اللّه تعالى هذه الأقاصيص قال: {أَفَرَءيْتُمُ ٱللَّـٰتَ وَٱلْعُزَّىٰ} المعنى: أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها هل لها من القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة شيء؟ٰ فأما «اللات» فقرأ الجمهور بتخفف التاء، وهو اسم صنم كان لثقيف اتخذوه من دون اللّه، وكانوا يشتقون لأصنامهم من أسماء اللّه تعالى، فقالوا من «اللّه» اللات، ومن «العزيز» العزى. قال أبو سليمان الخطابي: كان المشركون يتعاطون «اللّه» اسما لبعض أصنامهم، فصرفه اللّه إلى اللات صيانة لهذا الاسم وذبا عنه. وقرأ ابن عباس، وأبو رزين، وأبو عبد الرحمن السلمي، والضحاك، وابن السميفع، ومجاهد، وابن يعمر، والأعمش، وورش عن يعقوب: «اللات» بتشديد التاء؛ ورد في تفسير ذلك عن ابن عباس ومجاهد أن رجلا كان يلت السويق للحاج، فلما مات عكفوا على قبره فعبدوه. وقال الزجاج: زعموا أن رجلا كا يلت السويق ويبيعه عند ذلك الصنم، فسمي الصنم: اللات. وكان الكسائي يقف عليه بالهاء، فيقول: «اللاه» وهذا قياس، والأجود الوقوف بالتاء، لاتباع المصحف. وأما «العزى» ففيها قولان: أحدهما: أنها شجرة لغطفان كانوا يعبدونها، قاله مجاهد. والثاني: صنم لهم، قاله الضحاك. قال: وأما «مناة» فهو صنم لهذيل وخزاعة يعبده أهل مكة. وقال قتادة: بل كانت للأنصار. وقال أبو عبيدة: كانت اللات والعزى ومناة أصناما من حجارة في جوف الكعبة يعبدونها. وقرأ ابن كثير «ومناءة» ممدودة مهموزة. فأما قوله: {ٱلثَّالِثَةَ} فإنه نعت ل «مناة» هي ثالثة الصنمين في الذكر، و«الأخرى» نعت لها. قال الثعلبي: العرب لا تقول للثالثة:الأخرى، وإنما الأخرى نعت للثانية؛ فيكون في المعنى وجهان. أحدهما: أن ذلك لوفاق رؤوس الآي، كقوله {مَأَرِبُ أُخْرَىٰ} [طه: ١٨] ولم يقل أخر، قاله الخليل. والثاني: أن في الآية تقديما وتأخيرا تقديره: أفرأيتم اللات والعزى الأخرى ومناة الثالثة، قاله الحسين بن الفضل. قوله تعالى: {أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ} قال ابن السائب: إن مشركي قريش قالوا للأصنام والملائكة: بنات اللّه، وكان الرجل منهم إذا بشر بالأنثى كره، فقال اللّه تعالى منكرا عليهم: دألكم الذكر وله الأنثى}؟ٰ يعني الأصنام وهي إناث في أسمائها. {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ} قرأ عاصم، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: «ضيزى» بكسر الضاد من غير همز؛ وافقهم ابن كثير في كسر الضاد، لكنه همز. وقرأ أبي بن كعب، ومعاذ القارىء: «ضيزى» بفتح الضاد من غير همز. قال الزجاج: الضيزى في كلام العرب: الناقصة الجائرة، يقال: ضازه يضيزه: إذا نقصه حقه، ويقال: ضأزه يضأزه بالهمز. وأجمع النحويون أن أصل ضيزى: ضوزى، وحجتهم أنها نقلت من «فعلى» من ضوزى إلى ضيزى، لتسلم الياء، كما قالوا: أبيض وبيض، وأصله: بوض، فنقلت الضمة إلى الكسرة. وقرأت على بعض العلماء باللغة: في «ضيزى» لغات؛ يقال: ضيزى، وضوزى، وضؤزى، وضأزى على «فعلى» مفتوحة؛ ولا يجوز في القرآن إلا «ضيزى» بياء غير مهموزة؛ وإنما لم يقل النحويون: إنها على أصلها لأنهم لا يعرفون في الكلام «فعلى» صفة، إنما يعرفون الصفات على «فعلى» بالفتح، نحو سكرى وغضبى، أو بالضم، نحو حبلى وفضلى. قوله تعالى: {إِنْ هِىَ} يعني الأوثان {إِلاَّ أَسْمَاء} والمعنى: إن هذه الأوثان التي سموها بهذه الأسامي لا معنى تحتها، لأنها لا تضر ولا تنفع فهي تسميات ألقيت على جمادات، {مَّا أَنزَلَ ٱللّه بِهَا مِن سُلْطَـٰنٍ} أي: لم ينزل كتابا فيه حجة بما يقولون: إنها آلهة. ثم رجع إلى الإخبار عنهم بعد الخطاب لهم فقال: {إِن يَتَّبِعُونَ} في أنها آلهة، {إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلاْنفُسُ} وهو ما زين لهم الشيطان، {وَلَقَدْ جَاءهُم مّن رَّبّهِمُ ٱلْهُدَىٰ} وهو البيان بالكتاب والرسول، وهذا تعجيب من حالهم إذ لم يتركوا عبادتها بعد وضوح البيان. ثم أنكر عليهم تمنيهم شفاعتها فقال: {أَمْ لِلإنسَـٰنِ} يعني الكافر {مَا تَمَنَّىٰ} من شفاعة الأصنام {فَللّه ٱلاْخِرَةُ وٱلاْولَىٰ} أي لا يملك فيهما أحد شيئا إلا بإذنه. ثم أكد هذا بقوله: {وَكَمْ مّن مَّلَكٍ فِى * ٱلسَّمَـٰوَاتِ لاَ تُغْنِى شَفَـٰعَتُهُمْ شَيْئاً} فجمع في الكناية، لأن معنى الكلام الجمع {إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللّه} في الشفاعة {لِمَن يَشَاء وَيَرْضَىٰ}؛ والمعنى أنهم لا يشفعون إلا لمن رضي اللّه عنهم. ٢٧ انظر تفسير الآية:٣٠ ٢٨ انظر تفسير الآية:٣٠ ٢٩ انظر تفسير الآية:٣٠ ٣٠ قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلاْخِرَةِ} أي: بالبعث {لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلاْنثَىٰ} وذلك حين زعموا أنها بنات اللّه، {وَمَا لَهُمْ} بذلك، {مِنْ عِلْمٍ} أي: ما يستيقنون أنها إناث {إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقّ شَيْئاً} أي: لا يقوم مقام العلم؛ فالحق ها هنا بمعنى العلم. {فَأَعْرَضَ * مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا} يعني القرآن؛ وهذا عند المفسرين منسوخ بآية السيف. قوله تعالى: {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مّنَ ٱلْعِلْمِ} قال الزجاج: إنما يعلمون ما يحتاجون إليه في معايشهم، وقد نبذوا أمر الآخرة. قوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ} الآية؛ والمعنى أنه عالم بالفريقين فيجازيهم. ٣١ انظر تفسير الآية:٣٢ ٣٢ قوله تعالى: {وَللّه مَا فِى * ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلاْرْضِ} هذا إخبرا عن قدرته وسعة ملكه، وهو كلام معترض بين الآية الأولى وبين قوله: {لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ} لأن اللام في «ليجزي» متعلقة بمعنى الآية الأولى، لأنه إذا كان أعلم بهما، جازى كلا بما يستحقه، وهذه لام العاقبة، وذلك أن علمه بالفريقين أدى إلى جزائهم باستحقاقهم، وإنما يقدر على مجازاة الفريقين إذا كان واسع الملك، فلذلك أخبر به في قوله: {وَللّه مَا فِى * ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلاْرْضِ}. قال المفسرون: و«أساؤوا» بمعنى أشركوا، و«أحسنوا» بمعنى وحدوا. والحسنى: الجنة. والكبائر مذكورة في سورة [النساء: ٣١] وقيل: كبائر الإثم: كل ذنب ختم بالنار، والفواحش: كل ذنب فيه الحد. وقرأ حمزة، والكسائي، والمفضل، وخلف: «يجتنبون كبير الإثم» واللمم في كلام العرب: المقاربة للشيء. وفي المراد به ها هنا ستة أقوال: أحدها: ما ألموا به من الإثم والفواحش في الجاهلية، فإنه يغفر في الإسلام، قاله زيد بن ثابت. والثاني: أن يلم بالذنب مرة ثم يتوب ولا يعود، قاله ابن عباس، والحسن، والسدي. والثالث: أنه صغار الذنوب، كالنظرة والقبلة وما كان دون الزنا، قاله ابن مسعود، وأبو هريرة، والشعبي، ومسروق، ويؤيد هذا حديث أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن اللّه كتب على ابن آدم حظه من الزنا، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تشتهي وتتمنى، ويصدق ذلك ويكذبه الفرج، فإن تقدم بفرجه كان الزنا، وإلا فهو اللمم». والرابع: أنه ما يهم به الإنسان، قاله محمد بن الحنفية. والخامس: أنه ألم بالقلب، أي: خطر، قاله سعيد بن المسيب. والسادس: أنه النظر من غير تعمد، قاله الحسين بن الفضل. فعلى القولين الأولين يكون الاستثناء من الجنس، وعلى باقي الأقوال ليس من الجنس. قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ وٰسِعُ ٱلْمَغْفِرَةِ} قال ابن عباس: لمن فعل ذلك ثم تاب. وها هنا تم الكلام ثم قال {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ} يعني قبل خلقكم {إِذْ أَنشَأَكُمْ مّنَ ٱلاْرْضِ} يعني آدم عليه السلام {وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ} جمع جنين؛ والمعنى أنه علم ما تفعلون وإلى ماذا تصيرون، {فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ} أي: لا تشهدوا لها أنها زكية بريئة من المعاصي. وقيل: لا تمدحوها بحسن أعمالها. وفي سبب نزول هذه الآية قولان: أحدهما: أن اليهود كانوا إذا هلك لهم صبي، قالوا: صديق، فنزلت هذه الآية، هذا قول عائشة رضي اللّه عنها. والثاني: أن ناسا من المسلمين قالوا: قد صلينا وصمنا وفعلنا، يزكون أنفسهم، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل. قوله تعالى: و{هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ} فيه ثلاثة أقوال: أحدها: عمل حسنة وارعوى عن معصية، قاله علي رضي اللّه عنه. والثاني: أخلص العمل للّه، قاله الحسن. والثالث: اتقى الشرك فآمن، قاله الثعلبي. ٣٣ انظر تفسير الآية:٤١ ٣٤ انظر تفسير الآية:٤١ ٣٥ انظر تفسير الآية:٤١ ٣٦ انظر تفسير الآية:٤١ ٣٧ انظر تفسير الآية:٤١ ٣٨ انظر تفسير الآية:٤١ ٣٩ انظر تفسير الآية:٤١ ٤٠ انظر تفسير الآية:٤١ ٤١ انظر تفسير الآية:٤١ قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِى تَوَلَّىٰ} اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال: أحدها: أنه الوليد بن المغيرة، وكان قد تبع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على دينه، فعيره بعض المشركين، وقال: تركت دين الأشياخ وضللتهم؟ قال: إني خشيت عذاب اللّه، فضمن له إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب اللّه عز وجل ففعل، فأعطاه بعض الذي ضمن له، ثم بخل ومنعه، فنزلت هذه الآية، قاله مجاهد، وابن زيد. والثاني: أنه النضر بن الحارث أعطى بعض الفقراء المسلمين خمس قلائص حتى ارتد عن إسلامه، وضمن له أن يحمل عنه إثمه، قاله الضحاك. والثالث: أنه أبو جهل، وذلك أنه قال: واللّه ما يأمرنا محمد إلا بمكارم الأخلاق، قاله محمد بن كعب القرظي. والرابع: أنه العاص بن وائل السهمي، وكان ربما وافق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض الأمور، قاله السدي. ومعنى «تولى»: أعرض عن الإيمان. {وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً} فيه أربعة أقوال: أحدها: أطاع قليلا ثم عصى. قاله ابن عباس. والثاني: أعطى قليلا من نفسه بالاستماع ثم أكدى بالانقطاع، قاله مجاهد. والثالث: أعطى قليلا من ماله ثم منع، قاله الضحاك. والرابع: أعطى قليلا من الخير بلسانه ثم قطع، قاله مقاتل. قال ابن قتيبة: ومعنى «أكدى»: قطع، وهو من كدية الركية، وهي الصلابة فيها، وإذا بلغها الحافر يئس من حفرها، فقطع الحفر، فقيل لكل من طلب شيئا فلم يبلغ آخره، أو أعطى ولم يتم: أكدى. قوله تعالى: {عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ أَمْ} فيه قولان: أحدهما: فهو يرى حاله في الآخرة، قاله الفراء. والثاني: فهو يعلم ما غاب عنه من أمر الآخرة وغيرها، قاله ابن قتيبة. قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَىٰ} يعني التوراة، {وَإِبْرٰهِيمَ} أي: وصحف إبراهيم. وفي حديث أبي ذر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم «أن اللّه تعالى أنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف». قوله تعالى: {ٱلَّذِى وَفَّىٰ} قرأ سعيد بن جبير. وأبو عمران الجوني، وابن السميفع اليماني «وفي» بتخفيف الفاء. قال الزجاج: قوله: «وفى» أبلغ من «وفى»، لأن الذي امتحن به من أعظم المحن. وللمفسرين في الذي وفي عشرة أقوال: أحدها: أنه وفى عمل يومه بأربع ركعات في أول النهار، رواه أبوأمامة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. والثاني: أنه وفي في كلمات كان يقولها. روى سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «ألا أخبركم لم سمى اللّه إبراهيم خليله الذي وفى؟» لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى: «فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون» [الروم: ١٧] وختم الآية. والثالث: أنه وفى الطاعة فيما فعل بابنه، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال القرظي. والرابع: أنه وفى ربه جميع شرائع الإسلام، روى هذا المعنى عكرمة عن ابن عباس. والخامس: أنه وفى ما أمر به من تبليغ الرسالة، روي عن ابن عباس أيضا. والسادس: أنه عمل بما أمر به، قاله الحسن، وسعيد بن جبير، وقتادة، وقال مجاهد: وفى ما فرض عليه. والسابع: أنه وفى بتبليغ هذه الآيات، وهي: «ألا تزر وازرة وزر أخرى» وما بعدها، وهذا مروى عن عكرمة، ومجاهد، والنخعي. والثامن: وفي شأن المناسك، قاله الضحاك. والتاسع: أنه عاهد أن لا يسأل مخلوقا شيئا، فلما قذف في النار قال له جبريل، ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، فوفى بما عاهد، ذكره عطاء بن السائب. والعاشر: أنه أدى الأمانة، قاله سفيان بن عيينة. ثم بين ما في صحفهما فقال: {أَلاَّ تَزِرُ وٰزِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ} أي: لا تحمل نفس حاملة حمل أخرى؛ والمعنى: لا تؤخذ بإثم غيرها. {وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَـٰنِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ} قال الزجاج: هذا في صحفهما أيضا. ومعناه: ليس للإنسان إلا جزاء سعيه، إن عمل خيرا جزي عليه خيرا، وإن عمل شرا. جزي شرا واختلف العلماء في هذه الآية على ثمانية أقوال: أحدها: أنها منسوخة بقوله: {وَأَتْبَعْنَـٰهُم ذُرّيَّتُهُم بِإِيمَـٰنٍ} [الطور: ٢١] فأدخل الأبناء الجنة بصلاح الآباء، قاله ابن عباس، ولا يصح، لأن لفظ الآيتين لفظ خبر، والأخبار لا تنسخ. والثاني: أن ذلك كان لقوم إبراهيم وموسى، وأما هذه الأمة فلهم ما سعوا وما سعى غيرهم، قاله عكرمة، واستدل بقول النبي صلى اللّه عليه وسلم للمرأة التي سألته: إن أبي مات ولم يحج، فقال: «حجي عنه». والثالث: أن المراد بالإنسان ها هنا: الكافر، فأما المؤمن، فله ما سعى وما سعي له، قاله الربيع بن أنس. والرابع: أنه ليس للإنسان إلا ما سعى من طريق العدل، فأما من باب الفضل، فجائز أن يزيده اللّه عز وجل ما يشاء، قاله الحسين بن الفضل. والخامس: أن معنى «ما سعى» ما نوى، قاله أبو بكر الوراق. والسادس: ليس للكافر من الخير إلى ما عمله في الدنيا، فيثاب عليه فيها حتى لا يبقى له في الآخرة خير، ذكره الثعلبي. والسابع: أن اللام بمعنى «على» فتقديره: ليس على الإنسان إلا ما سعى. والثامن: أنه ليس له إلا سعيه، غير أن الأسباب مختلفة، فتارة يكون سعيه في تحصيل قرابة وولد يترحم عليه وصديق، وتارة يسعى في خدمة الدين والعبادة، فيكتسب محبة أهل الدين، فيكون ذلك سببا حصل بسعيه، حكى القولين شيخنا علي بن عبيد اللّه الزاغوني. قوله تعالى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ} فيه قولان: أحدهما: سوف يعلم، قاله ابن قتيبة. والثاني: سوف يرى العبد سعيه يوم القيامة، أي: يرى عمله في ميزانه، قاله الزجاج. قوله تعالى: {يُجْزَاهُ} الهاء عائدة على السعي {ٱلْجَزَاء ٱلاوْفَىٰ} أي: الأكمل الأتم. ٤٢ انظر تفسير الآية:٥٥ ٤٣ انظر تفسير الآية:٥٥ ٤٤ انظر تفسير الآية:٥٥ ٤٥ انظر تفسير الآية:٥٥ ٤٦ انظر تفسير الآية:٥٥ ٤٧ انظر تفسير الآية:٥٥ ٤٨ انظر تفسير الآية:٥٥ ٤٩ انظر تفسير الآية:٥٥ ٥٠ انظر تفسير الآية:٥٥ ٥١ انظر تفسير الآية:٥٥ ٥٢ انظر تفسير الآية:٥٥ ٥٣ انظر تفسير الآية:٥٥ ٥٤ انظر تفسير الآية:٥٥ ٥٥ {وَأَنَّ إِلَىٰ رَبّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ} أي: منتهى العباد ومرجعهم. قال الزجاج: هذا كله في صحف إبراهيم وموسى. قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ} قالت عائشة: مر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقوم يضحكون، فقال: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية، فرجع إليهم، فقال: ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل، فقال: إئت هؤلاء فقل لهم: إن اللّه يقول: وأنه هو أضحك وأبكى، وفي هذا تنبيه على أن جميع الأعمال بقضاء اللّه وقدره حتى الضحك والبكاء. وقال مجاهد: أضحك أهل الجنة، وأبكى أهل النار. وقال الضحاك: أضحك الأرض بالنبات. وأبكى السماء بالمطر. قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ} في الدنيا {وَأَحْيَا} للبعث. {وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ} أي: الصنفين {ٱلذَّكَرَ وَٱلاْنثَىٰ} من جميع الحيوانات، {مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ} فيه قولان: أحدهما: إذا تراق في الرحم، قاله ابن السائب. والثاني: إذا تخلق وتقدر، {وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلاْخْرَىٰ} وهي الخلق الثاني للبعث يوم القيامة. {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ} فيه أربعة أقوال: أحدها: أغنى بالكفاية، قاله ابن عباس. والثاني: بالمعيشة، قاله الضحاك. والثالث: بالأموال، قاله أبو صالح. والرابع: بالقناعة، قاله سفيان. وفي قوله: {أقنى} ثلاثة أقوال: أحدها: أرضى بما أعطى، قاله ابن عباس. والثاني: أخدم، قاله الحسن، وقتادة، وعن مجاهد كالقولين. والثالث: جعل للإنسان قنية، وهو أصل مال، قاله أبو عبيدة. وله تعالى: {وَأَقْنَىٰ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشّعْرَىٰ} قال ابن قتيبة: هو الكوكب الذي يطلع بعد الجوزاء، وكان ناس من العرب يعبدونها. قوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلاْولَىٰ} قرأ ابن كثير، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: «عادا الأولى» منونة. وقرأ نافع، وأبو عمرو: «عادا لولى» موصولة مدغمة. ثم فيهم قولان: أحدهما: أنهم قوم هود، وكان لهم عقب فكانوا عادا الأخرى، هذا قول الجمهور. والثاني: أن قوم هود هم عاد الأخرى، وهم من أولاد عاد الأولى، قاله كعب الأحبار. وقال الزجاج: وفي «الأولى» لغات أجودها سكون اللام وإثبات الهمزة، والتي تليها في الجودة ضم اللام وطرح الهمزة، ومن العرب من يقول: لولى، يريد: الأولى، فتطرح الهمزة لتحرك اللام. قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ مّن قَبْلُ} أي: من قبل عاد وثمود {إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ} من غيرهم، لطول دعوة نوح إياهم، وعتوهم. {وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ} قرى قوم لوط {أَهْوَىٰ} أي: أسقط، وكان الذي تولى ذلك جبريل بعد أن رفعها، وأتبعهم اللّه بالحجارة، فذلك قوله: {فَغَشَّـٰهَا} أي: ألبسها {مَا غَشَّىٰ} يعني الحجارة {فَبِأَىّ الاء رَبّكَ تَتَمَارَىٰ} هذا خطاب للإنسان، لما عدد اللّه ما فعله مما يدل على وحدانيته قال: فبأي نعم ربك التي تدل على وحدانيته تتشكك؟ وقال ابن عباس: فبأي آلاء ربك تكذب يا وليد، يعني الوليد بن المغيرة. ٥٦ انظر تفسير الآية:٦٢ ٥٧ انظر تفسير الآية:٦٢ ٥٨ انظر تفسير الآية:٦٢ ٥٩ انظر تفسير الآية:٦٢ ٦٠ انظر تفسير الآية:٦٢ ٦١ انظر تفسير الآية:٦٢ ٦٢ قوله تعالى: {هَـٰذَا نَذِيرٌ} فيه قولان: أحدهما: أنه القرآن، نذير بما أنذرت الكتب المتقدمة، قاله قتادة. والثاني: أنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، نذير بما أنذرت به الأنبياء، قاله ابن جريج. قوله تعالى: {أَزِفَتِ ٱلاْزِفَةُ} أي: دنت القيامة، {لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللّه كَاشِفَةٌ} فيه قولان: أحدهما: إذا غشيت الخلق شدائدها وأهوالها لم يكشفها أحد ولم يردها، قاله عطاء، وقتادة، والضحاك. والثاني: ليس لعلمها كاشف دون اللّه، أي: لا يعلم علمها إلا اللّه، قاله الفراء، قال: وتأنيث «كاشفة» كقوله: «هل ترى لهم من باقية» [الحاقة: ٨] يريد: من بقاء؛ والعافية والباقية والناهية كله في معنى المصدر. وقال غيره: تأنيث «كاشفة» على تقدير: نفس كاشفة. قوله تعالى: {أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ} قال مقاتل: يعني القرآن {تَعْجَبُونَ} تكذيبا به، {وَتَضْحَكُونَ} استهزاء {وَلاَ تَبْكُونَ} مما فيه من الوعيد؟ٰ ويعني بهذا كفار مكة، {وَأَنتُمْ سَـٰمِدُونَ} فيه خمسة أقوال: أحدها: لاهون، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال الفراء والزجاج. قال أبو عبيدة: يقال: دع عنك سمودك، أي: لهوك. والثاني: معرضون، قاله مجاهد. والثالث: أنه الغناء وهي لغة يمانية، يقولون: اسمد لنا، أي: تغن لنا، رواه عكرمة عن ابن عباس. وقال عكرمة: هو الغناء بالحميرية. والرابع: غافلون، قاله قتادة. والخامس: أشرون بطرون، قاله الضحاك. قوله تعالى: {فَٱسْجُدُواْ للّه} فيه قولان: أحدهما: أنه سجود التلاوة، قاله ابن مسعود. والثاني: سجود الفرض في الصلاة. قال مقاتل: يعني بقوله «فاسجدوا»: الصلوات الخمس. وفي قوله: {وَٱعْبُدُواْ} قولان: أحدهما: أنه التوحيد. والثاني: العبادة. |
﴿ ٠ ﴾