ÓõæÑóÉõ ÇáúÞóãóÑö ãóßøöíøóÉñ

 æóåöíó ÎóãúÓñ æóÎóãúÓõæäó ÂíóÉð

سورة القمر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

انظر تفسير الآية:٥

٢

انظر تفسير الآية:٥

٣

انظر تفسير الآية:٥

٤

انظر تفسير الآية:٥

٥

وهي مكية بإجماعهم، وقال مقاتل: مكية غير آية {سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ} [القمر: ٤٥] وحكي عنه أنه قال: إلا ثلاث آيات، أولها: {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ} إلى قوله {وَأَمَرُّ} [القمر: ٤٤ـ ٤٦] قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: إن كت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:

«إن فعلت تؤمنون؟» قالوا: نعم، فسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ربه أن يعطيه ما قالوا، فانشق القمر فرقتين، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينادي:

«يا فلان يا فلان اشهدوا» وذلك بمكة قبل الهجرة.

وقد روى البخاري ومسلم في «صحيحيهما» من حديث ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شقتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «اشهدوا» وقد روى حديث الانشقاق جماعة، منهم عبد اللّه بن عمر، وحذيفة، وجبير بن مطعم، وابن عباس، وأنس بن مالك، وعلى هذا جميع المفسرين، إلا أن قوما شذوا فقالوا: سينشق يوم القيامة. وقد روى عثمان بن عطاء عن أبيه نحو ذلك، وهذا القول الشاذ لا يقاوم الإجماع، ولأن قوله: {وَٱنشَقَّ} لفظ ماض، وحمل لفظ الماضي على المستقبل يفتقر إلى قرينة تنقله ودليل، وليس ذلك موجودا.

وفي قوله: «وإن يروا آية يعرضوا» دليل على أنه قد كان ذلك. ومعنى {ٱقْتَرَبَتِ}: دنت؛ و{ٱلسَّاعَةَ} القيامة. وقال الفراء: فيه تقديم وتأخير، تقديره: انشق القمر واقتربت الساعة. وقال مجاهد: انشق القمر فصار فرقتين، فثبتت فرقة، وذهبت فرقة وراء الجبل. وقال ابن زيد: لما انشق القمر كان يرى نصفه على قعيقعان، والنصف الآخر على أبي قبيس. قال ابن مسعود: لما انشق القمر قالت قريش: سحركم ابن أبي كبشة، فاسألوا السفار، فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل اللّه عز وجل: «اقتربت الساعة وانشق القمر».

قوله تعالى: {وَإِن يَرَوْاْ ءايَةً} أي: آية تدلهم على صدق الرسول، والمراد بها ها هنا:انشقاق القمر {يُعْرِضُواْ} عن التصديق

{وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: ذاهب، من قولهم: مر الشيء واستمر: إذا ذهب، قاله مجاهد، وقتادة، والكسائي، والفراء؛ فعلى هذا يكون المعنى: هذا سحر، والسحر يذهب ولا يثبت.

والثاني: شديد قوي، قاله أبو العالية، والضحاك، وابن قتيبة، قال: وهو مأخوذ من المرة، والمرة: الفتل.

والثالث: دائم، حكاه الزجاج.

قوله تعالى: {وَكَذَّبُواْ} يعني كذبوا النبي صلى اللّه عليه وسلم وما عاينوا من قدرة اللّه تعالى {وَٱتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ} ما زين لهم الشيطان {وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أن كل أمر مستقر بأهله، فالخير يستقر بأهل الخير، والشر يستقر بأهل الشر، قاله قتادة.

والثاني: لكل حديث منتهى وحقيقة، قاله مقاتل.

والثالث: أن قرار تكذيبهم مستقر، وقرار تصديق المصدقين مستقر حتى يعلموا حقيقته بالثواب والعقاب، قاله الفراء.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءهُمْ} يعني أهل مكة {مّنَ ٱلاْنبَاء} أي: من أخبار الأمم المكذبة في القرآن {مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} قال ابن قتيبة: أي: متعظ ومنتهى.

قوله تعالى: {حِكْمَةٌ بَـٰلِغَةٌ} قال الزجاج: هي مرفوعة لأنها بدل من «ما» فالمعنى: ولقد جاءهم حكمة بالغة وإن شئت رفعتهما بإضمار: هو حكمة بالغة.

و«ما» في قوله {فَمَا تُغْنِـى ٱلنُّذُرُ} جائز أن يكون استفهاما بمعنى التوبيخ، فيكون المعنى: أي شيء تغني النذر؟ٰ وجائز أن يكون نفيا، على معنى، فليست تغني النذر.

قال المفسرون: والمعنى: جاءهم القرآن وهو حكمة تامة قد بلغت الغاية، فما تغني النذر إذا لم يؤمنوا؟ٰ.

٦

انظر تفسير الآية:٨

٧

انظر تفسير الآية:٨

٨

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} قال الزجاج: هذا وقف التمام، و{يَوْمٍ} منصوب بقوله: «يخرجون من الأجداث» وقال مقاتل: فتول عنهم إلى يوم {يَدْعُ ٱلدَّاعِىَ} أثبت هذه الياء في الحالين يعقوب؛ وافقه أبو جعفر، وأبو عمرو في الوصل، وحذفها الأكثرون في الحالين. و«الداعي»: إسرافيل ينفخ النفخة الثانية {إِلَىٰ شَىْء نُّكُرٍ} وقرأ ابن كثير: «نكر» خفيفة؛ أي: إلى أمر فظيع. وقال مقاتل: «النكر» بمعنى المنكر، وهو القيامة، وإنما ينكرونه إعظاما له. والتولي المذكور في الآية منسوخ عند المفسرين بآية السيف.

قوله تعالى: {خُشَّعاً أَبْصَـٰرُهُمْ} قرأ أهل الحجاز، وابن عامر، وعاصم: «خشعا» بضم الخاء وتشديد الشين من غير ألف. وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: «خاشعا» بفتح الخاء وألف بعدها وتخفيف الشين. قال الزجاج: المعنى: يخرجون خشعا، و«خاشعا» منصوب على الحال، وقرأ ابن مسعود: «خاشعة»؛ ولك في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد والتأنيث والجمع؛ تقول: مررت بشبان حسن أوجههم، وحسان أوجههم، وحسنة أوجههم، قال الشاعر:

وشباب حسن أوجههم من إياد بن نزار بن معد

قال المفسرون: والمعنى أن أبصارهم ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب. والأجداث: القبور، وإنما شبههم بالجراد المنتشر، لأن الجراد لا جهة له يقصدها، فهو أبدا مختلف بعضه في بعض، فهم يخرجون فزعين ليس لأحد منهم جهة يقصدها. والداعي: إسرافيل وقد أثبت ياء «الداعي» في الحالين ابن كثير، ويعقوب؛ تابعهما في الوصل نافع، وأبو عمرو؛ والباقون بحذفها في الحالين. وقد بينا معنى «مهطعين» في سورة [إبراهيم: ٤٣] والعسر: الصعب الشديد.

٩

انظر تفسير الآية:٢٢

١٠

انظر تفسير الآية:٢٢

١١

انظر تفسير الآية:٢٢

١٢

انظر تفسير الآية:٢٢

١٣

انظر تفسير الآية:٢٢

١٤

انظر تفسير الآية:٢٢

١٥

انظر تفسير الآية:٢٢

١٦

انظر تفسير الآية:٢٢

١٧

انظر تفسير الآية:٢٢

١٨

انظر تفسير الآية:٢٢

١٩

انظر تفسير الآية:٢٢

٢٠

انظر تفسير الآية:٢٢

٢١

انظر تفسير الآية:٢٢

٢٢

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ} أي: قبل أهل مكة {قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا} نوحا {وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَٱزْدُجِرَ} قال أبو عبيدة: افتعل من زجر. قال المفسرون: زجروه عن مقالته {فَدَعَا} عليهم نوح {رَبَّهُ} ب {أَنّى مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ} أي: فانتقم لي ممن كذبني. قال الزجاج: وقرأ عيسى بن عمر النحوي: «إني» بكسر الألف، وفسرها سيبويه فقال: هذا على إرادة القول، فالمعنى: قال: إني مغلوب، ومن فتح، وهو الوجه، فالمعنى: دعا ربه بـ {أَنّى مَغْلُوبٌ}.

قوله تعالى: {فَفَتَحْنَا أَبْوٰبَ ٱلسَّمَاء} قرأ ابن عامر: «ففتحنا» بالتشديد. فأما المنهمر، فقال ابن قتيبة: هو الكثير السريع الانصباب، ومنه يقال: همر الرجل: إذا أكثر من الكلام وأسرع. وروى علي رضي اللّه عنه أن أبواب السماء فتحت بالماء من المجرة، وهي شرج السماء. وعلى ما ذكرنا من القصة في {هُودٍ} أن المطر جاءهم، يكون هو المراد بقوله: {فَفَتَحْنَا أَبْوٰبَ ٱلسَّمَاء}

قال المفسرون: جاءهم الماء من فوقهم أربعين يوما، وفجرت الأرض من تحتهم عيونا أربعين يوما. {فَالْتَقَى ٱلمَاء} وقرأ أبي بن كعب، وأبو رجاء، وعاصم الجحدري: «المآءان» بهمزة وألف ونون مكسورة. وقرأ ابن مسعود: «المايان» بياء وألف ونون مكسورة من غير همز. وقرأ الحسن، وأبو عمران: «الماوان» بواو وألف وكسر النون. قال الزجاج: يعني بالماء: ماء السماء وماء الأرض، ويجوز الماءان، لأن اسم الماء اسم يجمع ماء الأرض وماء السماء.

قوله تعالى: {عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} فيه قولان:

أحدهما: كان قدر ماء السماء كقدر ماء الأرض، قاله مقاتل.

والثاني: قد قدر في اللوح المحفوظ، قاله الزجاج. فيكون المعنى: على أمر قد قضي عليهم، وهو الغرق.

قوله تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ} يعني نوحا {عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوٰحٍ وَدُسُرٍ} قال الزجاج: أي: على سفينة ذات ألواح.

قال المفسرون: ألواحها: خشباتها العريضة التي منها جمعت.

وفي الدسر أربعة أقوال:

أحدها: أنها المسامير، رواه الوالبي عن ابن عباس، وبه قال قتادة، والقرظي، وابن زيد، وقال الزجاج: الدسر: المسامير والشرط التي تشد بها الألواح، وكل شيء نحو السمر أو إدخال شيء في شيء بقوة وشدة قهر فهو دسر، يقال: دسرت المسمار أدسره وأدسره. والدسر: واحدها دسار، نحو حمار، وحمر.

والثاني: أنه صدر السفينة، سمي بذلك لأنه يدسر الماء، أي: يدفعه، رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال الحسن وعكرمة؛ ومنه الحديث في العنبر أنه شيء دسره البحر، أي: دفعه.

والثالث: أن الدسر: أضلاع السفينة، قاله مجاهد.

والرابع: أن الدسر: طرفاها وأصلها، والألواح: جانباها، قاله الضحاك. قوله تعالى: {تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا} أي: بمنظر ومرأى منا {جَزَاء} قال الفراء: فعلنا به وبهم ما فعلنا من إنجائه وإغراقهم ثوابا لمن كفر به.

وفي المراد ب «من» ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه اللّه عز وجل، وهو مذهب مجاهد، فيكون المعنى: عوقبوا للّه ولكفرهم به.

والثاني: أنه نوح كفر به وجحد أمره، قاله الفراء.

والثالث: أن «من» بمعنى «ما»؛ فالمعنى: جزاء لما كان كفر من نعم اللّه عند الذين أغرقهم، حكاه ابن جرير. وقرأ قتادة: «لمن كان كفر» بفتح الكاف والفاء.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَّرَكْنَـٰهَا} في المشار إليها قولان:

أحدهما: أنها السفينة، قال قتادة: أبقاها اللّه على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة.

والثاني: أنها الفعلة، فالمعنى: تركنا هذه الفعلة وأمر سفينة نوح آية، أي: علامة ليعتبر بها، {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} وأصله مدتكر، فأبدلت التاء دالا على ما بينا في قوله: {وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: ٤٥] قال ابن قتيبة: أصله: مذتكر، فأدغمت التاء في الذال، ثم قلبت دالا مشددة.

قال المفسرون: والمعنى: هل من متذكر يعتبر بذلك؟ {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ} وفي هذه السورة «ونذر» ستة مواضع، أثبت الياء فيهن في الحالين يعقوب، تابعه في الوصل ورش، والباقون بحذفها في الحالين،

وقوله: «فكيف كان عذابي» استفهام عن تلك الحالة، ومعناه التعظيم لذلك العذاب. قال ابن قتيبة: والنذر ها هنا جمع نذير، وهو بمعنى الإنذار، ومثله النكير بمعنى الإنكار.

قال المفسرون: وهذا تخويف لمشركي مكة. {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءانَ} أي: سهلناه {لِلذّكْرِ} أي: للحفظ والقراءة {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} أي: من ذاكر يذكره ويقرؤه؛ والمعنى: هو الحث على قراءته وتعلمه قال سعيد بن جبير: ليس من كتب اللّه كتاب يقرأ كله ظاهرا إلا القرآن. وأما الريح الصرصر، فقد ذكرناها في {حـم}.

قوله تعالى: {صَرْصَراً فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرّ} قرأ الحسن: «في يوم» بالتنوين، على أن اليوم منعوت بالنحس. والمستمر: الدائم الشؤم، استمر عليهم بنحوسه. وقال ابن عباس: كانوا يتشاءمون بذلك اليوم.

وقيل: إنه كان يوم أربعاء في آخر الشهر. {تَنزِعُ ٱلنَّاسَ} أي: تقلعهم من الأرض من تحت أقدامهم فتصرعهم على رقابهم فتدق رقابهم فتبين الرأس عن الجسد، ف {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ} وقرأ أبي بن كعب، وابن السميفع: «أعجز نخل» برفع الجيم من غير ألف بعد الجيم. وقرأ ابن مسعود، وأبو مجلز، وأبو عمران: «كأنهم عجز نخل» بضم العين والجيم. ومعنى الكلام: كأنهم أصول «نخل منقعر» أي: منقلع. وقال الفراء: المنقعر: المنصرع من النخل. قال ابن قتيبة: يقال: قعرته فانقعر، أي قلته فسقط. قال أبو عبيدة: والنخل يذكر ويؤنث، فهذه الآية على لغة من ذكر، وقوله: {أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: ٨] على لغة من أنث. وقال مقاتل: شبههم حين وقعوا من شدة العذاب بالنخل الساقطة التي لا رؤوس لها، وإنما شبههم بالنخل لطولهم، وكان طول كل واحد منهم اثني عشر ذراعا.

٢٣

انظر تفسير الآية:٣٢

٢٤

انظر تفسير الآية:٣٢

٢٥

انظر تفسير الآية:٣٢

٢٦

انظر تفسير الآية:٣٢

٢٧

انظر تفسير الآية:٣٢

٢٨

انظر تفسير الآية:٣٢

٢٩

انظر تفسير الآية:٣٢

٣٠

انظر تفسير الآية:٣٢

٣١

انظر تفسير الآية:٣٢

٣٢

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ} فيه قولان:

أحدهما: أنه جمع نذير. وقد بينا أن من كذب نبيا واحدا فقد كذب الكل.

والثاني: أن النذر بمعنى الإنذار كما بينا في قوله: «فكيف كان عذابي ونذر»؛ فكأنهم كذبوا الإنذار الذي جاءهم به صالح، {قَالُواْ أَبَشَراً مّنَّا} قال الزجاج: هو منصوب بفعل مضمر والذي ظهر تفسيره، المعنى: أنتبع بشرا منا واحدا،

قال المفسرون: قالوا: هو آدمي مثلنا، وهو واحد فلا نكون له تبعا {إِنَّا إِذَا} إن فعلنا ذلك {لَفِى ضَلَـٰلَ} أي: خطأ وذهاب عن الصواب {وَسُعُرٍ} قال ابن عباس: أي: جنون. قال ابن قتيبة: هو من: تسعرت النار: إذا التهبت، يقال: ناقة مسعورة، أي: كأنها مجنونة من النشاط. وقال غيره: لفي شقاء وعناء لأجل ما يلزمنا من طاعته. ثم أنكروا أن يكون الوحي يأتيه فقالوا: {الذّكْرُ عَلَيْهِ} أي: أنزل الوحي {عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا} أي: كيف خص من بيننا بالنبوة والوحي؟ٰ {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} وفيه قولان:

أحدهما: أنه المرح المتكبر، قاله ابن قتيبة.

والثاني: البطر، قاله الزجاج.

قوله تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَداً} قرأ ابن عامر، وحمزة:

«ستعلمون» بالتاء «غدا» فيه قولان:

أحدهما: يوم القيامة، قاله ابن السائب.

والثاني: عند نزول العذاب بهم، قاله مقاتل.

قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ} وذلك أنهم سألوا صالحا أن يظهر لهم ناقة من صخرة، فقال اللّه تعالى: «إنا مرسلو الناقة» أي:مخرجوها كما أرادوا {فِتْنَةً لَّهُمْ} أي: محنة واختبارا {فَٱرْتَقِبْهُمْ} أي: فانتظر ما هم صانعون {وَٱصْطَبِرْ} على ما يصيبك من الأذى، {وَنَبّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} أي: بين ثمود وبين الناقة، يوم لها ويوم لهم، فذلك قوله: {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} يحضره صاحبه ويستحقه.

قوله تعالى: {فَنَادَوْاْ صَـٰحِبَهُمْ} واسمه قدار بن سالف {فَتَعَاطَىٰ} قال ابن قتيبة: تعاطى عقر الناقة {فَعَقَرَ} أي: قتل؛ وقد بينا هذا في {ٱلاْعْرَافِ}.

قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وٰحِدَةً} وذلك أن جبريل عليه السلام صاح بهم؛ وقد أشرنا إلى قصتهم في {هُودٍ} {فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ} قال ابن عباس: هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك دون السباع، فما سقط من ذلك وداسته الغنم، فهو الهشيم. وقد بينا معنى «الهشيم» في {ٱلْكَهْفِ} وقال الزجاج: الهشيم: ما يبس من الورق وتكسر وتحطم، والمعنى: كانوا كالهشيم الذي يجمعه صاحب الحظيرة بعد أن بلغ الغاية في الجفاف، فهو يجمع ليوقد. وقرأ الحسن: «المحتظر» بفتح الظاء، وهو اسم الحظيرة؛ والمعنى: كهشيم المكان الذي يحتظر فيه الهشيم من الحطب.

وقال سعيد بن جبير: هو التراب الي يتناثر من الحيطان. وقال قتادة: كالعظام النخرة المحترقة. والمراد من جميع ذلك: أنهم بادوا وهلكوا حتى صاروا كالشيء المتحطم.

٣٣

انظر تفسير الآية:٤٠

٣٤

انظر تفسير الآية:٤٠

٣٥

انظر تفسير الآية:٤٠

٣٦

انظر تفسير الآية:٤٠

٣٧

انظر تفسير الآية:٤٠

٣٨

انظر تفسير الآية:٤٠

٣٩

انظر تفسير الآية:٤٠

٤٠

قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَـٰصِباً}

قال المفسرون: هي الحجارة التي قذفوا بها {إِلا ءالَ لُوطٍ} يعني لوط وابنتيه {نَّجَّيْنَـٰهُم} من ذلك العذاب {بِسَحَرٍ} قال الفراء: «سحر» ها هنا يجري لأنه نكرة، كقوله: نجيناهم بليل، فإذا ألقت العرب منه الباء لم يجر، لأن لفظهم به بالألف واللام، يقولون: ما زال عندنا منذ السحر، لا يكادون يقولون غيره، فإذا حذفت منه الألف واللام لم يصرف. وقال الزجاج: إذا كان السحر نكرة يراد به سحر من الأسحار، انصرف، فإذا أردت سحر يومك، لم ينصرف.

قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِى مَن شَكَرَ} قال مقاتل: من وحد اللّه تعالى لم يعذب مع المشركين.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ} أي: طلبوا أن يسلم إليهم أضيافه، وهم الملائكة {فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} وهو أن جبريل ضرب أعينهم بجناحه فأذهبها. وقد ذكرنا القصة في سورة {هُودٍ}. وتم الكلام ها هنا، ثم قال: {فَذُوقُواْ} أي: فقلنا لقوط لوط لما جاءهم العذاب: ذوقوا {عَذَابِى وَنُذُرِ} أي: ما أنذركم به لوط، {وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً} أي: أتاهم صباحا {عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ} أي: نازل بهم. قال مقاتل: استقر بهم العذاب بكرة. قال الفراء: والعرب تجري «غدوة» و«بكرة» ولا تجريهما، وأكثر الكلام في «غدوة» ترك الإجراء، وأكثر في «بكرة» أن تجرى، فمن لم يجرها جعلها معرفة، لأنها اسم يكون أبدا في وقت واحد بمنزلة «أمس» و«غد» وأكثر ما تجري العرب «غدوة» إذا قرنت بعشية، يقولون: إني لآتيهم غدوة وعشية، وبعضهم يقول: «غدوة» فلا يجريها، و«عشية» فيجريها، ومنهم من لا يجري «عشية» لكثرة ما صحبت «غدوة» وقال الزجاج: الغدوة والبكرة إذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا، فإذا أردت بهما بكرة يومك وغداة يومك، لم تصرفهما، والبكرة ها هنا نكرة، فالصرف أجود، لأنه لم يثبت رواية في أنه كان في يوم كذا في شهر كذا.

٤١

انظر تفسير الآية:٤٦

٤٢

انظر تفسير الآية:٤٦

٤٣

انظر تفسير الآية:٤٦

٤٤

انظر تفسير الآية:٤٦

٤٥

انظر تفسير الآية:٤٦

٤٦

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاء ءالَ فِرْعَوْنَ} يعني القبط {ٱلنُّذُرُ} فيهم قولان:

أحدهما: أنه جمع نذير، وهي الآيات التي أنذرهم بها موسى.

والثاني: أن النذر بمعنى الإنذار؛ وقد بيناه آنفا، {فَأَخَذْنَـٰهُمْ} بالعذاب {أَخْذَ عِزِيزٍ} أي: غالب في انتقامه {مُّقْتَدِرٍ} قادر على هلاكهم. ثم خوف أهل مكة فقال: {أَكُفَّـٰرُكُمْ} يا معشر العرب {خَيْرٌ} أي: أشد وأقوى {مّنْ أُوْلَـئِكُمْ} وهذا استفهام معناه الإنكار، والمعنى: ليسوا بأقوى من قوم نوح وعاد وثمود، وقد أهلكناهم {أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ} من العذاب أنه لا يصيبكم ما أصابهم {فِى ٱلزُّبُرِ} أي: في الكتب المتقدمة،

{أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ} المعنى: أيقولون: نحن يد واحدة على من خالفنا فننتصر منهم؟ وإنما وحد المنتصر للفظ الجميع، فإنه على لفظ «واحد» وإن كان اسما للجماعة {سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ}

وروى أبو حاتم بن يعقوب: «سنهزم» بالنون، «الجمع» بالنصب؛ «وتولون» بالتاء، ويعني بالجمع: جمع كفار مكة {وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ} ولم يقل: الأدبار، وكلاهما جائز؛ قال الفراء: مثله أن يقول: إن فلانا لكثير الدينار والدرهم. وهذا مما أخبر اللّه به نبيه من علم الغيب، فكانت الهزيمة يوم بدر.

قوله تعالى: {وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ} قال مقاتل: هي أفظع {وَأَمَرُّ} من القتل. قال الزجاج: ومعنى الداهية: الأمر الشديد الذي لا يهتدى لدوائه؛ ومعنى «أمر» أشد مرارة من القتل والأسر.

٤٧

انظر تفسير الآية:٥٤

٤٨

انظر تفسير الآية:٥٤

٤٩

انظر تفسير الآية:٥٤

٥٠

انظر تفسير الآية:٥٤

٥١

انظر تفسير الآية:٥٤

٥٢

انظر تفسير الآية:٥٤

٥٣

انظر تفسير الآية:٥٤

٥٤

قوله تعالى: {إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِى ضَلَـٰلٍ وَسُعُرٍ}

في سبب نزولها قولان:

أحدهما: أن مشركي مكة جاؤوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخاصمون في القدر، فنزلت هذه الآية إلى قوله: {خَلَقْنَـٰهُ بِقَدَرٍ} انفرد بإخراجه مسلم من حديث أبي هريرة وروى أبو أمامة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:

«إن هذه الآية نزلت في القدرية».

والثاني: أن أسقف نجران جاء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم اللّه عليه وسلم فقال: يا محمد تزعم أن المعاصي بقدر، وليس كذلك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:

«أنتم خصماء اللّه»، فنزلت: {إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ} إلى قوله {بِقَدَرٍ}، قاله عطاء. قوله تعالى: {وَسُعُرٍ} فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: الجنون.

والثاني: العناء، وقد ذكرناهما في صدر السورة.

والثالث: أنه نار تستعر عليهم، قاله الضحاك. فأما {سَقَرَ} فقال الزجاج: هي اسم من أسماء جهنم لا ينصرف لأنها معرفة، وهي مؤنثة. وقرأت على شيخنا أبي منصور قال: سقر: اسم لنار الأخرة أعجمي، ويقال: بل هو عربي، من قولهم: سقرته الشمس: إذا أذابته، سميت بذلك لأنها تذيب الأجسام.

وروى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:

«إذا جمع اللّه الخلائق يوم القيامة أمر مناديا فنادى نداء يسمعه الأولون والآخرون: أين خصماء اللّه؟ فتقوم القدرية، فيؤمر بهم إلى النار، يقول اللّه تعالى: {ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَىْء خَلَقْنَـٰهُ بِقَدَرٍ}، وإنما قيل لهم: «خصماء اللّه» لأنهم يخاصمون في أنه لا يجوز أن يقدر المعصية على العبد ثم يعذبه عليها.

وروى هشام بن حسان عن الحسن قال: واللّه لو أن قدريا صام حتى يصير كالحبل، ثم صلى حتى يصير كالوتر،ثم أخذ ظلما وزورا حتى ذبح بين الركن والمقام لكبه اللّه على وجهه في سقر «إنا كل شيء خلقناه بقدر»

وروى مسلم في أفراده من حديث ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «كل شيء بقدر حتى العجز والكيس» وقال ابن عباس: كل شيء بقدر حتى وضع يدك على خدك. وقال الزجاج: معنى «بقدر» أي: كل شيء خلقناه بقدر مكتوب في اللوح المحفوظ. قبل وقوعه، ونصب «كل شيء» بفعل مضمر؛ المعنى: إنا خلقنا كل شيء خلقناه بقدر.

قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وٰحِدَةٌ} قال الفراء: أي: إلا مرة واحدة، وكذلك قال مقاتل: مرة واحدة لا مثنوية لها.

وروى عطاء عن ابن عباس قال يريد: إن قضائي في خلقي أسرع من لمح البصر. وقال ابن السائب: المعنى: وما أمرنا بمجيء الساعة في السرعة إلا كلمح البصر. ومعنى اللمح بالبصر: النظر بسرعة.

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَـٰعَكُمْ} أي: أشباهكم ونظراءكم في الكفر من الأمم الماضية {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} أي متعظ {وَكُلُّ شَىْء فَعَلُوهُ} يعني الأمم. وفي {ٱلزُّبُرِ} قولان:

أحدهما: أنه كتب الحفظة.

والثاني: اللوح المحفوظ. {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ} أي: من الأعمال المتقدمة {مُّسْتَطَرٌ} أي: مكتوب، قال ابن قتيبة: هو «مفتعل» من «سطرت» إذا كتبت، وهو مثل «مسطور».

قوله تعالى: {فِى جَنَّـٰتٍ وَنَهَرٍ} قال الزجاج: المعنى: في جنات وأنهار، والاسم الواحد يدل على الجميع، فيجتزأ به من الجميع. أنشد سيبويه والخليل:

بها جيف الحسرى، فأما عظامها فبيض وأما جلدها فصليب يريد: وأما جلودها، ومثله:

في حلقكم عظم وقد شجينا

و مثله:

كلوا في نصف بطنكم تعيشوا

وحكى ابن قتيبة عن الفراء أنه وحد لأنه رأس آية، فقابل بالتوحيد رؤوس الآي، قال: ويقال: النهر: الضياء والسعة، من قولك: أنهرت الطعنة:

ملكت بها كفي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها

أي: أوسعت فتقها. قلت: وهذا قول الضحاك. وقرأ الأعمش «ونهر».

قوله تعالى: {فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ} أي: مجلس حسن؛ وقد نبهنا على هذا المعنى في قوله:{أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} [يونس:٢] فأما المليك، فقال الخطابي: المليك: هو المالك، وبناء فعيل للمبالغة في الوصف، ويكون المليك بمعنى الملك، ومنه هذه الآية. والمقتدر مشروح في [الكهف:٤٥].

﴿ ٠