٨

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللّه} قد بينا سببه في نزول الصورة {لَوَّوْاْ * رُؤُوسَهُمْ} وقرأ نافع، والمفضل عن عاصم، ويعقوب: «لووا» بالتخفيف. واختار أبو عبيدة التشديد. وقال: لأنهم فعلوا ذلك مرة بعد مرة. قال مجاهد: لما قيل لعبد اللّه بن أبي: تعال يستغفر لك رسول اللّه لوى رأسه، قال: ماذا قلت؟ وقال مقاتل: عطفوا رؤوسهم رغبة عن الاستغفار. وقال الفراء: حركوها استهزاء بالنبي وبدعائه.

قوله تعالى: {وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ} أي: يعرضون عن الاستغفار.

{وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} أي: متكبرون عن ذلك. ثم ذكر أن استغفاره لهم لا ينفعهم. بقوله تعالى: {سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} وقرأ أبو جعفر: {أَسْتَغْفَرْتَ} بالمد.

قوله تعالى: {هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللّه} قد بينا أنه قول ابن أبي. و{يَنفَضُّواْ} بمعنى: يتفرقوا {وَللّه خَزَائِنُ * ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ}

قال المفسرون: خزائن السموات: المطر، وخزائن الأرض: النبات. والمعنى: أنه هو الرزاق لهؤلاء المهاجرين، لا أولئك،

{وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ} أي: لا يعلمون أن اللّه رازقهم في حال إنفاق هؤلاء عليهم {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا} من هذه الغزوة.

وقد تقدم ذكرها وهذا قول ابن أبي {لَيُخْرِجَنَّ ٱلاْعَزُّ} يعني: نفسه، وعنى بـ{ٱلاْذَلَّ} رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. وقرأ الحسن: «لنخرجن» بالنون مضمومة وكسر الراء «الأعز» بنصب الزاي والأذل منصوب على الحال بناء على جواز تعريف الحال، أو زيادة «أل» فيه، أو بتقدير «مثل» المعنى: لنخرجنه ذليلا على أي حال ذل. والكل نصبوا «الأذل» فرد اللّه عز وجل عليه فقال: {وَللّه ٱلْعِزَّةُ} وهي: المنعة والقوة {وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} بإعزاز اللّه ونصره إياهم {وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} ذلك.

﴿ ٨