ÓõæÑóÉõ ÇáÊøóÛóÇÈõäö ãóÏóäöíøóÉñ

æóåöíó ËóãóÇäöíó ÚóÔóÑóÉó ÂíóÉð

سورة التغابن

وفيها قولان:

أحدهما: أنها مدنية، قاله الجمهور، منهم ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة.

والثاني: أنها مكية، قاله الضحاك. وقال عطاء بن يسار: هي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلن بالمدنية

قوله تعالى: {يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّ مِنْ أَزْوٰجِكُمْ} واللتان بعدها.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

١

انظر تفسير الآية:٦

٢

انظر تفسير الآية:٦

٣

انظر تفسير الآية:٦

٤

انظر تفسير الآية:٦

٥

انظر تفسير الآية:٦

٦

وقد سبق تفسير فاتحتها إلى قوله تعالى: {فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ} وفيه قولان:

أحدهما: أن اللّه خلق بني آدم مؤمنا وكافرا، رواه الوالبي عن ابن عباس. والأحاديث تعضد هذ القول، كقوله عليه الصلاة والسلام:

«خلق فرعون في بطن أمه كافرا، وخلق يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا» وقوله: «فيؤمر الملك بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد.

والثاني: أن تمام الكلام عند

قوله تعالى: {خَلَقَكُمْ} ثم وصفهم، فقال تعالى:

{فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ}،

واختلف أرباب هذا القول فيه على أربعة أقوال:

أحدها: فمنكم كافر يؤمن، ومنكم مؤمن يكفر، قاله أبو الجوزاء عن ابن عباس.

والثاني: فمنكم كافر في حياته مؤمن في العاقبة، ومنكم مؤمن في حياته كافر، في العاقبة قاله أبو سعيد الخدري.

والثالث: فمنكم كافر باللّه مؤمن بالكواكب، ومنكم مؤمن باللّه كافر بالكواكب، قاله عطاء بن أبي رباح، وعنى بذلك شأن الأنواء.

والرابع: فمنكم كافر باللّه خلقه، ومؤمن باللّه خلقه، حكاه الزجاج. والكفر بالخلق مذهب الدهرية، وأهل الطبائع.

وما بعد هذا قد سبق إلى قوله تعالى: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} قال الزجاج: أي: خلقكم أحسن الحيوان كله.

وقرأ الأعمش «صوركم» بكسر الصاد. ويقال في جمع صورة: صور، وصور، كما يقال في جمع لحية: لِحىّ، ولُحىّ وذكر ابن السائب أن معنى «فأحسن صوركم» أحكمها. وما بعد هذا ظاهر إلى قوله تعالى: {وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ} روى المفضل عن عاصم «يسرون» و«يعلنون» بالياء فيهما {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ} هذا خطاب لأهل مكة خوفهم ما نزل بالكفار قبلهم،

فذلك قوله تعالى: {فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ} أي: جزاء أعمالهم، وهو ما أصابهم من العذاب في الدنيا

{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة {ذٰلِكَ} الذي أصابهم {بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ} فينكرون ذلك، ويقولون: {أَبَشَرٌ} أي: ناس مثلنا، {يَهْدُونَنَا} والبشر اسم جنس معناه الجمع، وإن كان لفظه واحد {فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ} أي: أعرضوا عن الإيمان {وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللّه} عن إيمانهم وعبادتهم.

٧

انظر تفسير الآية:١٨

٨

انظر تفسير الآية:١٨

٩

انظر تفسير الآية:١٨

١٠

انظر تفسير الآية:١٨

١١

انظر تفسير الآية:١٨

١٢

انظر تفسير الآية:١٨

١٣

انظر تفسير الآية:١٨

١٤

انظر تفسير الآية:١٨

١٥

انظر تفسير الآية:١٨

١٦

انظر تفسير الآية:١٨

١٧

انظر تفسير الآية:١٨

١٨

قوله تعالى: {زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} كان ابن عمر يقول: «زعموا» كناية الكذب. وكان مجاهد يكره أن يقول الرجل: زعم فلان.

قوله تعالى: {وَذَلِكَ عَلَى ٱللّه يَسِيرٌ} يعني: البعث {وَٱلنّورِ} هو القرآن، وفيه بيان أمر البعث والحساب والجزاء.

قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ} هو منصوب بقوله تعالى: «لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم» {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ} وهو يوم القيامة. وسمي بذلك لأن اللّه تعالى يجمع فيه الجن والإنس، وأهل السموات، وأهل الأرض

{ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ} تفاعل من الغبن، وهو فوت الحظ.

والمراد في تسميته يوم القيامة بيوم التغابن فيه أربعة أقوال:

أحدها: أنه ليس من كافر إلا وله منزل وأهل في الجنة، فيرث ذلك المؤمن، فيغبن حينئذ الكافر، ذكر هذا المعنى أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: غبن أهل الجنة أهل النار، قاله مجاهد، والقرظي.

والثالث: أنه يوم غبن المظلوم الظالم، لأن المظلوم كان في الدنيا مغبونا، فصار في الآخرة غابنا، ذكره الماوردي.

والرابع: أنه يوم يظهر فيه غبن الكافر بتركه للإيمان، وغبن المؤمن بتقصيره في الإحسان، ذكره الثعلبي. قال الزجاج: وإنما ذكر ذلك مثلا للبيع والشراء، كقوله تعالى: {فَمَا رَبِحَت تِّجَـٰرَتُهُمْ} {البقرة: ١٦} وقوله تعالى: {هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ} {الصف: ١٠} وما بعد هذا ظاهر إلى قوله تعالى: {صَـٰلِحاً يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـٰتِهِ} قرأ نافع، وابن عامر، والمفضل عن عاصم «نكفر» و«ندخله» بالنون فيهما. والباقون: بالياء {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللّه} قال ابن عباس: بعلمه وقضائه

{وَمَن يُؤْمِن بِٱللّه يَهْدِ قَلْبَهُ} فيه ستة أقوال:

أحدها: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. وقال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من قبل اللّه تعالى، فيسلم، ويرضى.

والثاني: يهد قلبه للاسترجاع، وهو أن يقول: إنا للّه، وإنا إليه راجعون. قاله مقاتل.

والثالث: أنه إذا ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا ظلم غفر، قاله ابن السائب، وابن قتيبة.

والرابع: يهد قلبه أي: يجعله مهتديا، قاله الزجاج.

والخامس: يهد وليه بالصبر والرضى، قاله أبو بكر الوراق.

والسادس: يهد قلبه لاتباع السنة إذا صح إيمانه، قاله أبو عثمان الحيري. وقرأ أبو بكر الصديق، وعاصم الجحدري، وأبو نهيك: «يَهْدَ» بياء مفتوحة. ونصب الدال «قَلْبُهُ» بالرفع. قال الزجاج: هذا من هدأ يهدأ: إذا سكن. فالمعنى: إذا سلم لأمر اللّه سَكَنَ قلبُه. وقرأ عثمان بن عفان، والضحاك، وطلحة بن مصرف، والأزرق عن حمزة: «نَهْد» بالنون. وقرأ علي بن أبي طالب، وأبو عبد الرحمن: «يُهْدَ» بضم الياء، وفتح الدال «قَلْبُهُ» بالرفع. وما بعد هذا ظاهر إلى قوله تعالى:{إِنَّ مِنْ أَزْوٰجِكُمْ وَأَوْلـٰدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ} سبب نزولها أن الرجل كان يسلم. فإذا أراد الهجرة منعه أهله، وولده، وقالوا: نَنْشُدُك اللّه أن تذهب وتَدَعَ أهلك وعشيرتك وتصير إلى المدينة بلا أهل ولا مال. فمنهم من يَرِقُّ لهم، ويقيم فلا يهاجر، فنزلت هذه الآية. فلما هاجر أولئك، ورأوا الناس قد فَقُهوا في الدين همَوا أن يعاقبوا أهلهم الذين منعوهم، فأنزل اللّه تعالى: {وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ} إلى آخر الآية، هذا قول ابن عباس. وقال الزجاج: لما أرادوا الهجرة قال لهم أزواجهم، وأولادهم: قد صبرنا لكم على مفارقة الدين ولا نصبر لكم على مفارقتكم، ومفارقة الأموال، والمساكن، فأعلم اللّه عز وجل أن من كان بهذه الصورة، فهو عدو، وإن كان ولدا، أو كانت زوجة. وقال مجاهد: كان حب الرجل ولده وزوجته يحمله على قطيعة رحمه ومعصية ربه. وقال قتادة: كان من أزواجهم، وأولادهم من ينهاهم عن الإسلام، ويثبطهم عنه، فخرج في قوله تعالى:

{عَدُوّاً لَّكُمْ} ثلاثة أقوال:

أحدها: بمنعه من الهجرة، وهذا على قول ابن عباس.

والثاني: بكونهم سببا للمعاصي، وعلى هذا قول مجاهد.

والثالث: بنهيهم عن الإسلام، وهذا على قول قتادة.

قوله تعالى: {فَٱحْذَرُوهُمْ} قال الفراء: لا تطيعوهم في التخلف.

قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ} أي: بلاء وشغل عن الآخرة. فالمال والأولاد يوقعان في العظائم إلا من عصمه اللّه. وقال ابن قتيبة: أي: إغرام. يقال: فتن فلان بالمرأة، وشغف بها، أي: أغرم بها.

وقال الفراء: قال أهل المعاني: إنما دخل «من» في قوله تعالى: «إن من أزواجكم» لأنه ليس كل الأزواج، والأولاد أعداء. ولم يذكر «من» في قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ} لأنها لا تخلو من الفتنة، واشتغال القلب بها.

وقد روى بريدة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يخطب، فجاء الحسن، والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان، ويعثران، فنزل من المنبر، فحملهما، فوضعهما بين يديه ثم قال: «صدق اللّه عز وجل: {إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ} نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان، ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي، ورفعتهما.

قوله تعالى: {وَٱللّه عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} أي: ثواب جزيل، وهو الجنة. والمعنى: لا تعصوه بسبب الأولاد، ولا تؤثروهم على ما عند اللّه من الأجر العظيم {فَٱتَّقُواْ ٱللّه مَا ٱسْتَطَعْتُمْ} أي: ما أطقتم {وَٱسْمَعُواْ} ما تؤمرون به {وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لاِنفُسِكُمْ}

وفي هذه النفقة ثلاثة أقوال:

أحدها: الصدقة، قاله ابن عباس.

والثاني: نفقة المؤمن على نفسه، قاله الحسن.

والثالث: النفقة في الجهاد، قاله الضحاك {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} حتى يعطي حق اللّه في ماله.

وقد تقدم بيان هذا في {ٱلْحَشْرِ} وما بعده قد سبق بيانه إلى آخر السورة {البقرة: ٢٥٤، والحديد: ١١، ١٨، والحشر: ٢٣/ ٢٤}.

﴿ ٠