ÓõæÑóÉõ ÇáúÌöäøö ãóßøöíøóÉñ æóåöíó ËóãóÇäò æóÚöÔúÑõæäó ÂíóÉð سورة الجن كلها مكية بإجماعهم بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١ انظر تفسير الآية:١٧ ٢ انظر تفسير الآية:١٧ ٣ انظر تفسير الآية:١٧ ٤ انظر تفسير الآية:١٧ ٥ انظر تفسير الآية:١٧ ٦ انظر تفسير الآية:١٧ ٧ انظر تفسير الآية:١٧ ٨ انظر تفسير الآية:١٧ ٩ انظر تفسير الآية:١٧ ١٠ انظر تفسير الآية:١٧ ١١ انظر تفسير الآية:١٧ ١٢ انظر تفسير الآية:١٧ ١٣ انظر تفسير الآية:١٧ ١٤ انظر تفسير الآية:١٧ ١٥ انظر تفسير الآية:١٧ ١٦ انظر تفسير الآية:١٧ ١٧ قوله تعالى: {قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مّنَ ٱلْجِنّ} قد ذكرنا سبب نزول هذه الآية في {الأحقاف: ٢٩} وبينا هنالك سبب استماعهم. ومعنى «النفر» وعددهم، فأما قوله تعالى: {سَمِعْنَا قُرْءانَاً عَجَباً} فمعناه: بليغا يعجب منه لبلاغته {يَهْدِى إِلَى ٱلرُّشْدِ} أي: يدعو إلى الصواب من التوحيد والإيمان {وَلَن نُّشرِكَ بِرَبّنَا} أي: لن نعدل بربنا أحدا من خلقه. وقيل: عنوا إبليس، أي: لا نطيعه في الشرك باللّه. قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبّنَا} اختلف القراء في اثنتي عشرة همزة في هذه السورة، وهي «وأنه تعالى» و«أنه كان يقول» و«أنا ظننا» و«أنه كان رجال» و«أنهم ظنوا» و«أنا لمسنا» و«أنا كنا» و«أنا لا ندري» و«أنا منا» و«أنا ظننا أن لن نعجز اللّه» و«أنا لما سمعنا» و«أنا منا». ففتح الهمزة في هذه المواضع ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم. ووافقهم أبو جعفر في ثلاثة مواضع و «أنه تعالى» و«أنه كان يقول» و«أنه كان رجال» وكسر الباقيات. وقرأ الباقون بكسرهن. وقال الزجاج: والذي يختاره النحويون في هذه السورة أن ما كان من الوحي قيل فيه «أن» بالفتح، وما كان من قول الجن قيل «إن» بالكسر معطوف على قوله تعالى: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءانَاً عَجَباً} وعلى هذا يكون المعنى: وقالوا: إنه تعالى جد ربنا، وقالوا: إنه كان يقول سفيهنا. فأما من فتح، فذكر بعض النحويين، يعني الفراء: أنه معطوف على الهاء في قوله تعالى: {يَهْدِى إِلَى} وبأنه تعالى جد ربنا. وكذلك ما بعد هذا وهذا رديء في القياس، لا يعطف على الهاء المتمكنة المخفوضة إلا بإظهار الخافض. ولكن وجهه أن يكون محمولا على معنى أمنا به، فيكون المعنى: وصدقنا أنه تعالى جد ربنا. وللمفسرين في معنى «تعالى جد ربنا» سبعة أقوال. أحدها: قدرة ربنا، قاله ابن عباس. والثاني: غنى ربنا، قاله الحسن. والثالث: جلال ربنا، قاله مجاهد، وعكرمة. والرابع: عظمة ربنا، قاله قتادة. والخامس: أمر ربنا، قاله السدي. والسادس: ارتفاع ذكره وعظمته، قاله مقاتل. والسابع: ملك ربنا وثناؤه وسلطانه، قاله أبو عبيدة. و{إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا} فيه قولان: احدهما: أنه إبليس، قاله مجاهد، وقتادة. والثاني: أنه كفارهم، قاله مقاتل. والشطط الجور، والكذب، وهو: وصفه بالشريك، والولد. ثم قالت الجن {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَى ٱللّه كَذِباً} وقرأ يعقوب: «أن لن تَقَوَّلَ» بفتح القاف، وتشديد الواو. والمعنى: ظنناهم صادقين في قولهم: للّه صاحبة وولد، وما ظنناهم يكذبون حتى سمعنا القرآن، يقول اللّه عز وجل «وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن» وذلك أن الرجل في الجاهلية كان إذا سافر فأمسى في قفر من الأرض قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، فيبيت في جوار منهم حتى يصبح. ومنه حديث كردم بن أبي السائب الأنصاري قال خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة، وذلك أول ما ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة، فآوانا المبيت إلى راعي غنم، فلما انتصف الليل جاء ذئب، فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فنادى يا عامر الوادي جارك، فنادى مناد لا نراه: يا سرحان أرسله فإذا الحمل يشتد حتى دخل في الغنم لم تصبه كدمة، فأنزل اللّه على رسوله صلى اللّه عليه وسلم «وأنه كان رجال من الإنس» الآية. وفي قوله تعالى: {فَزَادوهُمْ رَهَقاً} قولان: احدهما: أن الإنس زادوا الجن رهقا لتعوذهم، بهم قاله مقاتل. والمعنى أنهم لما استعاذوا بسادتهم قالت السادة: قد سدنا الجن والإنس. والثاني: أن الجن زادوا الإنس رهقا، ذكره الزجاج. قال أبو عبيدة: زادوهم سفها وطغيانا. وقال ابن قتيبة: زادوهم ضلالا. واصل الرهق: العيب. ومنه يقال: فلان يرهق في دينه. قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ} يقول اللّه عز وجل: ظن الجن {كَمَا ظَنَنتُمْ} أيها الإنس المشركون أنه لا بعث. وقالت الجن: {وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَاء} أي: أتيناها {فَوَجَدْنَـٰهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً} وهم الملائكة الذين يحرسونها من استراق السمع {وَشُهُباً} جمع شهاب، وهو النجم المضيء {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَـٰعِدَ لِلسَّمْعِ} أي: كنا نستمع فالآن حين حاولنا الاستماع بعد بعث محمد صلى اللّه عليه وسلم، رمينا بالشهب. ومعنى: «رصدا» قد أرصد له المرمى به {وَأَنَّا لاَ نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى ٱلاْرْضِ} بإرسال محمد إليهم، فيكذبونه فيهلكون {أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً} وهو أن يؤمنوا فيهتدوا، قاله مقاتل. والثاني: أنه قول كفرة الجن، والمعنى: لا ندري أشر أريد بمن في الأرض بحدوث الرجم بالكواكب، أم صلاح؟ قاله الفراء ثم أخبروا عن حالهم، فقالوا: {وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ} وهم المؤمنون المخلصون {وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} فيه قولان: احدهما: أنهم المشركون. والثاني: أنهم أهل الشر دون الشرك {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً} قال الفراء: أي: فرقا مختلفة أهواؤنا. وقال أبو عبيدة: واحد الطرائق: طريقة، وواحد القدد: قدة، أي: ضروبا وأجناسا ومللا. قال الحسن، والسدي: الجن مثلكم فمنهم قدرية، ومرجئة، ورافضة. قوله تعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا} أي: أيقنا {أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللّه فِى ٱلاْرْضِ} أي: لن نفوته إذا أراد بنا أمرا {وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً} أي: أنه يدركنا حيث كنا {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ} وهو القرآن الذي أتى به محمد صلى اللّه عليه وسلم {بِهِ إِنَّهُ} أي:صدقنا أنه من عند اللّه عز وجل {فَمَن يُؤْمِن بِرَبّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً} أي: نقصا من الثواب {وَلاَ رَهَقاً} أي: ولا ظلما ومكروها يغشاه، {وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ} قال مقاتل: المخلصون للّه {وَمِنَّا ٱلْقَـٰسِطُونَ} وهم المردة. قال ابن قتيبة: القاسطون: الجائرون. يقال قسط: إذا جار، وأقسط إذا عدل. قال المفسرون: هم الكافرون {فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً} أي: توخوه، وأموه. ثم انقطع كلام الجن. قال مقاتل: ثم رجع إلى كفار مكة فقال تعالى: {وَإِنَّ لُوطاً ٱسْتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ} يعني طريقة الهدى، وهذا قول ابن عباس، وسعيد بن المسيب، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والسدي، واختاره الزجاج. قال لأن الطريقة ها هنا بالألف واللام معرفة، فالأوجب أن تكون طريقة الهدى. وذهب قوم إلى أن المراد بها: طريقة الكفر، قاله محمد بن كعب، والربيع، والفراء، وابن قتيبة، وابن كيسان. فعلى القول الأول يكون المعنى: لو آمنوا لوسعنا عليهم {لِنَفْتِنَهُمْ} أي: لنختبرهم {فِيهِ} فننظر كيف شكرهم. والماء الغدق: الكثير. وإنما ذكر الماء مثلا، لأن الخير كله يكون بالمطر، فأقيم مقامه إذ كان سببه وعلى الثاني يكون المعنى لو استقاموا على الكفر فكانوا كفارا كلهم، لأكثرنا لهم المال لنفتنهم فيه عقوبة واستدارجا، ثم نعذبهم على ذلك. وقيل لأكثرنا لهم الماء فأغرقناهم، كقوم نوح {وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبّهِ} يعني: القرآن {يَسْلُكْهُ} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر «نسلكه» بالنون وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي بالياء. {عَذَاباً صَعَداً} قال ابن قتيبة: أي: عذابا شاقا، يقال: تصعدني الأمر إذا شق علي. ومنه قول عمر: ما تصعدني شيء ما تصعدتني خطبة النكاح. ونرى أصل هذا كله من الصعود، لأنه شاق، فكني به عن المشقات. وجاء في التفسير أنه جبل في النار يكلف صعوده، وسنذكره عند قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} إن شاء اللّه تعالى. ١٨ انظر تفسير الآية:٢٨ ١٩ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٠ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢١ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٢ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٣ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٤ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٥ انظر تفسير الآية:٢٨ ٢٦ انظر تفسير الآية:٢٨
٢٧ ٢٨ لما قام يصلي كاد أصحابه يكونون عليه لبدا، وهذا المعنى في رواية ابن جبير، عن ابن عباس. والثالث: أن المعنى لما قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالدعوة تلبدت الإنس والجن، وتظاهروا عليه، ليبطلوا الحق الذي جاء به قاله الحسن، وقتادة، وابن زيد. قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبّى} قرأ عاصم، وحمزة: «قل إنما أدعو ربي» بغير ألف. وقرأ الباقون «قال» على الخبر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم. قال مقاتل: إن كفار مكة قالوا للنبي صلى اللّه عليه وسلم: إنك جئت بأمر عظيم، لم يسمع بمثله فارجع عنه فنزلت هذه الآية. قوله تعالى: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً} أي: لا أدفعه عنكم {وَلاَ} أسوق إليكم {رَشَدًا} أي: خيرا، أي إن اللّه تعالى يملك ذلك، لا أنا {قُلْ إِنّى لَن يُجِيرَنِى مِنَ ٱللّه أَحَدٌ} أي: إن عصيته لم يمنعني منه أحد، وذلك أنهم قالوا: اترك ما تدعو إليه، ونحن نجيرك {وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً} وقد بيناه في [الكهف: ٢٧] {إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللّه} فيه وجهان ذكرهما الفراء: احدهما: أنه استثناء من قوله تعالى {لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً} إلا أن أبلغكم. والثاني: لن يجيرني من اللّه أحد إن لم أبلغ رسالته. وبالأول قال ابن السائب. وبالثاني: قال مقاتل. وقال بعضهم: المعنى: لن يجيرني من عذاب اللّه إلا أن أبلغ عن اللّه ما أرسلت فذلك البلاغ هو الذي يجيرني {وَمَن يَعْصِ ٱللّه وَرَسُولَهُ} بترك الإيمان والتوحيد. قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ} يعني: الكفار {مَا يُوعَدُونَ} من العذاب في الدنيا، وهو القتل. وفي الآخرة {فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً} أي: جندا ونصرا، أهم، أم المؤمنون؟ {قُلْ إِنْ أَدْرِى} أي: ما أدري {أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ} من العذاب {أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبّى أَمَداً} أي: غاية وبعدا. وذلك لأن علم الغيب للّه وحده {فَلاَ يُظْهِرُ} أي: فلا يطلع على غيبه الذي يعلمه أحدا من الناس {إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ} لأن من الدليل على صدق الرسل إخبارهم بالغيب. والمعنى: أن من ارتضاه للرسالة أطلعه على ما شاء من غيبه. وفي هذا دليل على أن من زعم أن النجوم تدل على الغيب فهو كافر. ثم ذكر أنه يحفظ ذلك الذي يطلع عليه الرسول فقال تعالى: {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ} أي: من بين يدي الرسول {وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} أي: يجعل له حفظة من الملائكة يحفظون الوحي من أن تسترقه الشياطين، فتلقيه إلى الكهنة، فيتكلون به قبل أن يخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم الناس. وقال الزجاج: يسلك من بين يدي الملك ومن خلفه رصدا. وقيل يسلك من بين يدي الوحي. فالرصد من الملائكة يدفعون الشياطين عن أن تستمع ما ينزل من الوحي. قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ} فيه خمسة أقوال. أحدها: ليعلم محمد صلى اللّه عليه وسلم أن جبرائيل قد بلغ إليه، قاله ابن جبير. والثاني: ليعلم محمد صلى اللّه عليه وسلم أن الرسل قبله {قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَـٰلَـٰتِ رَبّهِمْ} وأن اللّه قد حفظها فدفع عنها، قاله قتادة. والثالث: ليعلم مكذبوا الرسل أن الرسل قد أبلغوا رسالات ربهم، قاله مجاهد. والرابع: ليعلم اللّه عز وجل ذلك موجودا ظاهرا يجب به الثواب، فهو كقوله تعالى: {وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللّه ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ مِنكُمْ} [آل عمران: ١٤٢] قاله ابن قتيبة. والخامس: ليعلم النبي أن الرسل قد أتته، ولم تصل إلى غيره، ذكره الزجاج. وقرأ رويس عن يعقوب {لِيَعْلَمَ} بضم الياء على ما لم يسم فاعله. وقال ابن قتيبة ويقرأ {لَتَعْلَمُ} بالتاء يريد: لتعلم الجن أن الرسل قد بلغت عن إلههم بما رجوا من استراق السمع {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ} أي: علم اللّه ما عند الرسل {وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَىْء عَدَداً} فلم يفته شيء حتى الذر والخردل. |
﴿ ٠ ﴾