٣

قوله تعالى: {هَلْ أَتَىٰ} قال الفراء: معناه: قد أتى و«هل» تكون خبرا، وتكون جحدا، فهذا من الخبر، لأنك تقول: هل وعظتك؟ هل أعطيتك؟ فتقرره بأنك قد فعلت ذلك. والجحد، أن تقول: وهل يقدر أحد على مثل هذا؟ وهذا قول المفسرين، وأهل اللغة: وفي هذا الإنسان قولان:

احدهما: أنه آدم عليه السلام، والحين. الذي أتى عليه: أربعون سنة، وكان مصورا من طين لم ينفخ فيه الروح، هذا قول الجمهور.

والثاني: أنه جميع الناس، روي عن ابن عباس، وابن جريج، فعلى هذا يكون الإنسان اسم جنس، ويكون الحين زمان كونه نطفة، وعلقة، ومضغة.

قوله تعالى: {لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} المعنى: أنه كان شيئا، غير أنه لم يكن مذكورا.

قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ} يعني: ولد آدم {مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} قال ابن قتيبة: أي: أخلاط. يقال: مشجته، فهو مشيج، يريد: اختلاط ماء المرأة بماء الرجل.

قوله تعالى: {نَّبْتَلِيهِ} قال الفراء: هذا مقدَّم ومعناه: التأخير، لأن المعنى: خلقناه وجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه قال الزجاج: المعنى جعلناه كذلك لنختبره

وقوله تعالى {إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ} أي: بينا له سبيل الهدى بنصب الأدلة، وبعث الرسول {إِمَّا شَاكِراً} أي: خلقناه إما شاكرا {وَإِمَّا كَفُوراً} قال الفراء: بينا له الطريق إن شكر أو كفر.

﴿ ٣