سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ تِسْعَ عَشَرَةَ آيَةً سورة العلق وتسمى: سورة القلم، وسورة العلق، وهي مكية بإجماعهم.وهي أول ما نزل من القرآن. وقيل إنها نزلت عليه في أول الوحي خمس آيات منها، ثم نزل باقيها في أبي جهل. بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١ انظر تفسير الآية:٥ ٢ انظر تفسير الآية:٥ ٣ انظر تفسير الآية:٥ ٤ انظر تفسير الآية:٥ ٥ قوله تعالى: {ٱقْرَأْ} قرأ أبو جعفر بتخفيف الهمزة في الحرفين. قال أبو عبيدة: المعنى: {ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبّكَ} والباء زائدة. وقال المفسرون: المعنى: اذكر اسمه مستفتحا به قراءتك، وإنما قال تعالى: {ٱلَّذِى خَلَقَ} لأن الكفار كانوا يعلمون أنه الخالق دون أصنامهم. والإنسان هاهنا: ابن آدم. والعلق: جمع علقة، وقد بيناها في سورة «الحج» قال الفراء: لما كان الإنسان في معنى الجمع جمع العلق مع مشاكلة رؤوس الآيات. قوله تعالى: {ٱقْرَأْ} تقرير للتأكيد. ثم استأنف فقال تعالى: {وَرَبُّكَ ٱلاْكْرَمُ} قال الخطابي: الأكرم: الذي لايوازيه كرم، ولا يعادله في الكرم نظير. وقد يكون الأكرم بمعنى: الكريم، كما جاء الأعز والأطول بمعنى العزيز والطويل. وقد سبق تفسير الكريم. قوله تعالى: {ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ بِٱلْقَلَمِ} أي: علم الإنسان الكتابة بالقلم {عَلَّمَ ٱلإِنسَـٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} من الخط، والصنائع، وغير ذلك. وقيل: المراد بالإنسان هاهنا: محمد صلى اللّه عليه وسلم. ٦ انظر تفسير الآية: ١٩ ٧ انظر تفسير الآية: ١٩ ٨ انظر تفسير الآية: ١٩ ٩ انظر تفسير الآية: ١٩ ١٠ انظر تفسير الآية: ١٩ ١١ انظر تفسير الآية: ١٩ ١٢ انظر تفسير الآية: ١٩ ١٣ انظر تفسير الآية: ١٩ ١٤ انظر تفسير الآية: ١٩ ١٥ انظر تفسير الآية: ١٩ ١٦ انظر تفسير الآية: ١٩ ١٧ انظر تفسير الآية: ١٩ ١٨ انظر تفسير الآية:١٩ ١٩ قوله تعالى: {كَلاَّ} أي: حقا و قال مقاتل: {كَلاَّ} لا يعلم أن اللّه علمه. ثم استأنف فقال تعالى: {إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَيَطْغَىٰ} يعني: أبا جهل. وكان إذا أصاب مالا أشر وبطر في ثيابه، ومراكبه، وطعامه {أَن رَّءاهُ ٱسْتَغْنَىٰ} قال ابن قتيبة: أي: أن رأى نفسه استغنى و «الرجعى» المرجع. قوله تعالى: «أرأيت الذي ينهى» معنى: أرأيت: تعجيبه المخاطب، وإنما كررها للتأكيد والتعجيب. والمراد بالناهي هاهنا: أبو جهل. قال أبو هريرة: قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم. قال: فبالذي يحلف به لئن رأيته لأطأن على رقبته. فقيل له هاهو ذاك يصلي. فانطلق ليطأ على رقبته، فما فجأهم إلآ وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، فأتوه فقالوا: مالك يا أبا الحكم؟ فقال: إن بيني وبينه خندقا من نار، وهولا وأجنحة، وقال نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا، فأنزل اللّه تعالى {أَرَأَيْتَ ٱلَّذِى يَنْهَىٰ} إلى آخر السورة. وقال ابن عباس: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يصلي، فجاء أبو جهل فقال: ألم أنهك عن هذا؟ٰ فانصرف إليه. النبي صلى اللّه عليه وسلم فزبره، فقال أبو جهل: واللّه إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني، فأنزل اللّه تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} قال ابن عباس: واللّه لو دعا ناديه لأخذته زبانية اللّه. قال المفسرون: والمراد بالعبد هاهنا: محمد صلى اللّه عليه وسلم، وقيل: كانت الصلاة صلاة الظهر. قوله تعالى: {أَرَءيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ} يعني المنهي وهو النبي صلى اللّه عليه وسلم. قوله تعالى: {أَرَءيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} يعني:الناهي، وهو أبو جهل، قال الفراء: والمعنى: أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى، وهو كاذب متول عن الذكر، فأي شيء أعجب من هذا؟ وقال ابن الأنباري: تقديره: أرأيته مصيبا. قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَم} يعني أبا جهل {بِأَنَّ ٱللّه يَرَىٰ} ذلك فيجازيه {كَلاَّ} أي: لا يعلم ذلك {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ} عن تكذيب محمد وشتمه وإيذائه {لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ} السفع: الأخذ والناصية: مقدم الرأس. قال أبو عبيدة: يقال: سفعت بيده أي أخذت بها. وقال الزجاج: يقال سفعت الشيء: إذا قبضت عليه وجذبته جذبا شديدا، والمعنى: لنجرن ناصيته إلى النار. قوله تعالى: {نَاصِيَةٍ} قال أبو عبيدة: هي بدل، فلذلك جرها. قال الزجاج: والمعنى: بناصية صاحبها كاذب خاطىء، كما يقال: نهاره صائم، وليله قائم أي: هو صائم في نهاره، قائم في ليله {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} أي: أهل ناديه وهم أهل مجلسه فليستنصرهم {سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} قال عطاء: هم الملائكة الغلاظ الشداد. وقال مقاتل: هم خزنة جهنم. وقال قتادة: الزبانية في كلام العرب: الشرط. قال الفراء: كان الكسائي يقول لم أسمع للزبانية بواحد، ثم قال بأخرة: واحد الزبانية: زبني، فلا أدري أقياسا منه أو سماعا. وقال أبو عبيدة: واحد الزبانية زبنية وهو كل متمرد من إنس، أو جان، يقال: فلان زبنية عفرية. قال ابن قتيبة: وهو مأخوذ من الزبن وهو الدفع، كأنهم يدفعون أهل النار إليها. قال ابن دريد: الزبن الدفع. يقال: ناقة زبون: إذا زبنت حالبها، ودفعته برجلها. وتزابن القوم: تدارؤوا وإشتقاق الزبانية من الزبن. واللّه أعلم. قوله تعالى: {كَلاَّ} أي: ليس الأمر على ما عليه أبو جهل {لاَ تُطِعْهُ} في ترك الصلاة {وَٱسْجُدْ} أي: صل للّه و{ٱقْتَرَبَ} إليه بالطاعة، وهذا قول الجمهور أن قوله تعالى {وَٱقْتَرِب} خطاب للنبي صلى اللّه عليه وسلم، وقد قيل إنه خطاب لأبي جهل ثم فيه قولان. احدهما: أن المعنى اسجد أنت يا محمد، واقترب أنت يا أبا جهل من النار، قاله زيد بن أسلم. والثاني: واقترب يا أبا جهل تهددا له، رواه أبو سليمان الدمشقي عن بعض القدماء، وهذا يشرحه حديث أبي هريرة الذي قدمناه. وروى أبو هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء. |
﴿ ٠ ﴾