سُورَةُ الْبَيِّنَةِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ ثَمَانِي آياَتٍ سورة البينة وفيها قولان: احدهما: مدنية، قاله الجمهور. والثاني: مكية، قاله أبو صالح عن ابن عباس، واختاره يحيى بن سلام. بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ ١ انظر تفسير الآية:٨ ٢ انظر تفسير الآية:٨ ٣ انظر تفسير الآية:٨ ٤ انظر تفسير الآية:٨ ٥ انظر تفسير الآية:٨ ٦ انظر تفسير الآية:٨ ٧ انظر تفسير الآية:٨ ٨ قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ} يعني اليهود والنصارى {وَٱلْمُشْرِكِينَ} أي: ومن المشركين، وهم عبدة الأوثان {مُنفَكّينَ} أي: منفصلين وزائلين يقال: فككت الشيء فانفك، أي انفصل والمعنى: لم يكونوا زائلين عن كفرهم وشركهم {حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ} أي: حتى أتتهم، فلفظه لفظ المستقبل، ومعناه الماضي. و{ٱلْبَيّنَةُ} الرسول وهو محمد صلى اللّه عليه وسلم، وذلك أنه بين لهم ضلالهم وجهلهم، وهذا بيان عن نعمة اللّه على من آمن من الفريقين إذ أنقذهم. وذهب بعض المفسرين الى أن معنى الآية: لم يختلفوا أن اللّه يبعث إليهم نبياحتى بعث فافترقوا. وقال بعضهم: لم يكونوا ليتركوا منفكين عن حجج اللّه حتى أقيمت عليهم البينة. والوجه هو الأول. والرسول هاهنا محمد صلى اللّه عليه وسلم. ومعنى {يَتْلُو صُحُفاً} أي: ما تضمنته الصحف من المكتوب فيها وهو القرآن ويدل على ذلك أنه كان يتلو القرآن عن ظهر قلبه لا من كتاب. ومعنى {مُّطَهَّرَةٍ} أي: من الشرك والباطل {فِيهَا} أي: في الصحف {كُتُبٌ قَيّمَةٌ} أي: عادلة مستقيمة تبين الحق من الباطل، وهي الآيات. قال مقاتل: وإنما قيل لها كتب لما جمعت من أمور شتى. قوله تعالى:{وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ} يعني: من لم يؤمن منهم {إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ ٱلْبَيّنَةُ} وفيها ثلاثة أقوال: أحدها: أنها محمد صلى اللّه عليه وسلم والمعنى: لم يزالوا مجتمعين على الإيمان به حتى بعث، قاله الأكثرون. والثاني: القرآن، قاله أبو العالية. والثالث: ما في كتبهم من بيان نبوته، ذكره الماوردي. وقال الزجاج: وما تفرقوا في كفرهم بالنبي إلا من بعد أن تبينوا أنه الذي وعدوا به في كتبهم. قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُواْ} أي: في كتبهم {إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللّه} أي: إلا أن يعبدوا اللّه. قال الفراء: والعرب تجعل اللام في موضع «أن» في الأمر والإرادة كثيرا، كقوله تعالى: {يُرِيدُ ٱللّه لِيُبَيّنَ لَكُمْ} [النساء: ٢٦] و{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللّه} [الصف: ٨] وقال في الأمر {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ} [الأنعام: ٧١]. قوله تعالى: {مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ} أي: موحدين لا يعبدون سواه {حُنَفَاء} على دين إبراهيم {وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ} المكتوبة في أوقاتها {وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ} عند وجوبها {وَذَلِكَ} الذي أمروا به هو {دِينُ ٱلقَيّمَةِ} قال الزجاج: أي: دين الأمة القيمة بالحق، ويكون المعنى: ذلك الدين دين الملة المستقيمة. قوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ} قرأ نافع، وابن ذكوان، عن ابن عارم بالهمز بالكلمتين. وقرأ الباقون بغير همز فيهما. قال ابن قتيبة: البرية: الخلق وأكثر العرب والقراء على ترك همزها لكثرة ما جرت على الألسنة، وهي فعلية بمعنى مفعولة. ومن الناس من يزعم أنها مأخوذة من بريت العود، ومنهم من يزعم أنها من البرى وهو التراب أي: خلق من التراب، وقالوا: لذلك لا يهمز، وقال الزجاج: لو كان من البري وهو التراب لما قرنت بالهمز، وإنما اشتقاقها من برأ اللّه الخلق. وقال الخطابي: أصل البرية الهمز إلا أنهم اصطلحوا على ترك الهمز فيها. وما بعده ظاهر إلى قوله تعالى {رَّضِىَ ٱللّه عَنْهُمْ} قال مقاتل: رضي اللّه عنهم بطاعتهم {وَرَضُواْ عَنْهُ} بثوابه. وكان بعض السلف يقول: إذا كنت لا ترضى عن اللّه فكيف تسأله الرضى عنك؟ٰ. قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ} أي: خافه في الدنيا وتناهى عن معاصيه. |
﴿ ٠ ﴾