سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ ثَلاَثُ آياَتٍ سورة العصر وفيها قولان: احدهما: أنها مكية، قاله ابن عباس، وابن الزبير، والجمهور. والثاني: مدنية، قاله المجاهد، وقتادة، ومقاتل. _________________________________ ١ انظر تفسير الآية:٣ ٢ انظر تفسير الآية:٣ ٣ قوله [عز وجل] {وَٱلْعَصْرِ} فيه ثلاثة إقوال: أحدها: أنه الدهر، قاله ابن عباس، وزيد بن أسلم، والفراء، وابن قتيبة. وإنما أقسم بالدهر لأن فيه عبرة للناظر من مرور الليل والنهار على تقدير لا ينخرم. والثاني: أنه العشي، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها، قاله الحسن وقتاد. والثالث: صلاة العصر، قاله مقاتل. قوله تعالى: {إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ لَفِى * خُسْرٍ} قال الزجاج: هو جواب القسم. والإنسان هاهنا بمعنى الناس، كما تقول: كثر الدرهم في أيدي الناس، تريد الدراهم. والخسر والخسران في معنى واحد. قال أهل المعاني: الخسر: هلاك رأس المال أو نقصه. فالإنسان إذا لم يستعمل نفسه فيما يوجب له الربح الدائم، فهو في خسران لأنه عمل في إهلاك نفسه، وهما أكبر رأس ماله {إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ} أي: صدقوا اللّه ورسوله، وعملوا بالطاعة، {وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقّ} أي: بالتوحيد، والقرآن واتباع الرسول {وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ} على طاعة اللّه والقيام بشريعته. وقال إبراهيم في تفسير هذه السورة: إن الإنسان إذا عمر في الدنيا لفي نقص وضعف، إلا المؤمنين، فإنهم يكتب لهم أجور أعمالهم التي كانوا يعملون في شبابهم وصحتهم. |
﴿ ٠ ﴾