٥٠

{انظر كيف يفترون على اللّه الكذب} وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: هذا تعجيب للنبي صلى اللّه عليه وسلم من فريتهم على اللّه، وهي تزكيتهم أنفسهم وافتراؤهم على اللّه، وهو قولهم: {نحن أبناء اللّه وأحباؤه} وقولهم: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى} وقولهم: ما عملناه بالنهار يكفر عنا بالليل.

المسألة الثانية: مذهبنا أن الخبر عن الشيء اذا كان على خلاف المخبر عنه كان كذبا، سواء علم قائله كونه كذلك أو لم يعلم وقال الجاحظ: شرط كونه كذبا أن يعلم كونه بخلاف ذلك، وهذه الآية دليل لنا لأنهم كانوا يعتقدون في أنفسهم الزكاء والطهارة، ثم لما أخبروا بالزكاة والطهارة كذبهم اللّه فيه، وهذا يدل على ما قلناه.

على جهة المدح أو على جهة الذم،

أما في المدح فكقوله: {وكفى باللّه وليا وكفى باللّه نصيرا} (النساء: ٤٥)

وأما في الذم فكما في هذا الموضع. وقوله: {إثما مبينا} منصوب على التمييز.

﴿ ٥٠