٥٢{أولئك الذين لعنهم اللّه ومن يلعن اللّه فلن تجد له نصيرا} فبين أن عليهم اللعن من اللّه وهو الخذلان والابعاد، وهو ضد ما للمؤمنين من القربة والزلفى؛ وأخبر بعده بأن من يلعنه اللّه فلا ناصر له، كما قال: {ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا} (الأحزاب: ٦١) فهذا اللعن حاضر، وما في الآخرة أعظم، وهو يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ للّه، وفيه وعد للرسول صلى اللّه عليه وسلم بالنصرة وللمؤمنين بالتقوية، بالضد على الضد، كما قال في الآيات المتقدمة: {وكفى باللّه وليا وكفى باللّه نصيرا} (النساء: ٤٥). واعلم أن القوم إنما استحقوا هذا اللعن الشديد لأن الذي ذكروه من تفضيل عبدة الأوثان على الذين آمنوا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم يجري مجرى المكابرة، فمن يعبد غير اللّه كيف يكون أفضل حالا ممن لا يرضى بمعبود غير اللّه ومن كان دينه الاقبال بالكلية على خدمة الخالق والاعراض عن الدنيا والاقبال على الآخرة، كيف يكون أقل حالا ممن كان بالضد في كل هذه الأحوال واللّه أعلم. |
﴿ ٥٢ ﴾