٢٢

وأما قوله {ويوم نحشرهم جميعا} ففي ناصب قوله {ويوم} أقوال:

الأول: أنه محذوف وتقديره {ويوم نحشرهم} كان كيت وكيت، فترك ليبقى على الابهام الذي هو أدخل في التخويف،

والثاني: التقدير اذكر يوم نحشرهم،

والثالث: أنه معطوف على محذوف كأنه قيل لا يفلح الظالمون أبدا ويوم نحشرهم.

وأما قوله {ثم نقول للذين أشركوا أين * شركاؤهم *الذين كنتم تزعمون} فالمقصود منه التقريع والتبكيت لا السؤال، ويحتمل أن يكون معناه أين نفس الشركاء، ويحتمل أن يكون المراد أين شفاعتهم لكم وانتفاعكم بهم، وعلى كلا الوجهين: لا يكون الكلام إلا توبيخا وتقريعا في نفوسهم أن الذي كانوا يظنونه مأيوس عنه، وصار ذلك تنبيها لهم في دار الدنيا على فساد هذه الطريقة، والعائد على الموصول من قوله {الذين كنتم تزعمون} محذوف، والتقدير: الذين كنتم تزعمون أنهم شفعاء، فحذف مفعول الزعم لدلالة السؤال عليه، قال ابن عباس: وكل زعم في كتاب اللّه كذب.

﴿ ٢٢