٣

والصفة الرابعة والخامسة: قوله: {الذين يقيمون الصلواة ومما رزقناهم ينفقون} واعلم أن المراتب الثلاثة المتقدمة أحوال معتبرة في القلوب والبواطن، ثم انتقل منها إلى رعاية أحوال الظاهر ورأس الطاعات المعتبرة في الظاهر، ورئيسها بذل النفس في الصلاة، وبذل المال في مرضاة اللّه، ويدخل فيه الزكوات والصدقات والصلاة، والإنفاق في الجهاد، والإنفاق على المساجد والقناطر، قالت المعتزلة: إنه تعالى مدح من ينفق ما رزقه اللّه، وأجمعت الأمة على أنه لا يجوز الإنفاق من الحرام، وذلك يدل على أن الحرام لا يكون رزقا، وقد سبق ذكر هذا الكلام مرارا.

واعلم أن اللّه تعالى لما ذكر هذه الصفات الخمس: أثبت للموصوفين بها أمورا ثلاثة:

﴿ ٣